يتبين في ظل الصراع الدائر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ان الحل الممكن لوقف نزيف الدماء بين الطرفين هو الاحتكام لحل سياسي لا عسكري وهذا ما قبله الفلسطينيون ورفضته الحكومة الاسرائيلية الحالية الغارق ساستها إلى ذقونهم في بحار من التطرف والعنف وهواية سفك دماء الابرياء من أبناء الشعب الفلسطيني المناضلين من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة من براثنهم، وسواء اكتشف اولئك الساسة خطأهم الفادح او لم يكتشفوه، فلا يختلف اثنان على ان الحل السياسي هو السبيل الأمثل والأفضل والأجدى لتسوية النزاع الفلسطيني / الاسرائيلي، وهنا تبرز المبادرة السعودية التي طرحها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على اخوانه زعماء الأمة العربية اثناء قمتهم الدورية الأخيرة في بيروت ووافقوا عليها بالاجماع لتتحول إلى مبادرة عربية موحدة هي الحل المنشود لتسوية الأزمة بشكل عقلاني ومنطقي راجح، ذلك أنها تنطوي على اعتراف عربي شامل باسرائيل وتطبيع علاقات العرب معها شريطة امتثالها للانسحاب الشامل من الأراضي العربية المحتلة ومنح الشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وقد جاء تأكيد جديد على لسان فخامة رئيس وزراء ايطاليا حول هذه المبادرة اعرب فيه ان مبادرة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تشكل القاعدة المثلى للاتفاق على حل سياسي في الشرق الاوسط، وهي بالفعل كذلك، ذلك ان العنف منذ اندلاعه في الأراضي الفلسطينية لم يحقق الا الدمار للطرفين، يسقط في عملياته المتعاقبة من يسقط من القتلى والجرحى دون وعي من الجانب الاسرائيلي.. ان العنف والعنف المضاد لايمثل الطريقة العقلانية والمنطقية لانهاء الصراع لأطول ازمة في التاريخ السياسي المعاصر، ويبدو ان الوقت قد حان ليتدخل المجتمع الدولي لحسم الأمر بطرح المبادرة العربية كحل امثل لتسوية الصراع القائم، وبدونه فان مسلسل العنف سيبقى هو السائد في المنطقة إلى اجل غير معلوم.