ستتمكن الايرانيات اعتبارا من ابريل 2003 من تعلم قيادة الدراجات النارية شأنهن شأن الرجال بلا اي قلق كما تقول المؤسسة التي تقف وراء هذا المشروع. ويشرح محمد رضا فرهد الشيخ احمد مدير العلاقات العامة في مصنع "بانا" للدراجات النارية الذي يمثل شركة كاواساكي اليابانية "النبي محمد اوصى بان يتعلم المسلمون الرماية والسباحة وركوب الخيل". واضاف في مكتبه في الاحياء الغنية في شمال طهران "اذا طبقنا هذه التعليمات على المرحلة الراهنة، نرى ان قيادة الدراجات النارية تحل محل ركوب الخيل. والنبي محمد لم يفرق بين الرجال والنساء في تعاليمه. اذن ما الذي يمنع النساء من ركوب الدراجة النارية؟". الجواب على ذلك بسيط. اذا كانت النساء يقدن السيارات اسوة بالرجال من دون اي مشكلة، فان قيادة النساء للدراجات النارية مسألة غير مقبولة اجتماعيا في ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وكانت فائزة هاشمي رفسنجاني ابنة الرئيس الايراني السابق ورئيسة اللجنة الاولمبية للنساء واجهت انتقادات قاسية عندما دعت عام 1994 الى السماح للنساء بالتنزه على متن دراجات هوائية. غير ان شركة بانا تسعى الى تجاوز هذه المحظورات الاجتماعية عبر اعطاء دروس مجانية في قيادة الدراجات النارية انتسبت اليها حتى الآن 11 الف امرأة بعد حملة اعلانية مكثفة تظهر صورة شابة ايرانية تنطلق بقوة على متن دراجتها النارية وهي ترتدي خوذة ولباسا يغطيها من رأسها الى اخمص قدميها، بحسب ما يروي الشيخ احمد. وستحقق الشركة ارباحا غير قليلة استنادا الى الارقام التي يقدمها المسؤول في الشركة، اذ ان ثمة خمسة ملايين امرأة من اصل 35 مليون ايرانية، يعتبرن زبونات محتملات للشركة. وفي طهران التي تعج بالسيارات، تعتبر الدراجة النارية وسيلة نقل مرغوبة جدا من جانب الرجال رغم خطورتها اذ ان اكثر من 19 الف شخص قتلوا العام الماضي في حوادث سير، ثلثهم كانوا يقودون دراجات نارية. وبغية اقناع المترددات، نشرت الشركة في مجلتها الشهرية المتخصصة مقابلة مع احدى "الرائدات" في قيادة الدراجات النارية في البلاد. وفي المقابلة، تقول فاطمة بستان (34 عاما)، مدربة رياضة الكاراتيه والكونغ- فو، انها تقود دراجة نارية منذ اربعة اعوام. وتروي "في البدء كنت اشعر بالخجل امام نظرات المارة حتى انني فكرت بان اتوقف عن قيادة الدراجات". وتتابع "فكرت بالامر وقلت لنفسي انني اقود الدراجة للذهاب الى عملي وليس للمتعة". واخذت الشركة في مشروعها بالاعتبار مشكلة اللباس الذي سترتديه قائدات الدراجات وخصوصا ان المعاطف التقليدية الطويلة التي تغطي القدمين بالكامل تكشف عادة شيئا منها لدى ركوب الدراجة. ويقول الشيخ احمد "اجرى العديد من المصنعين ومصممي الازياء اتصالات معنا ليبلغوننا بأنهم صمموا معاطف خاصة" لذلك.