اضطر الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، والمرشح لتولي منصب وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز، (الأربعاء)، لتقصير فترة مكوثه في بريطانيا والعودة الى إسرائيل، بعد أن قام محام مسلم بتقديم شكوى ضده بسبب "ارتكابه جرائم حرب". وسارعت السفارة الإسرائيلية في لندن الى توصية موفاز بمغادرة بريطانيا على وجه السرعة، خشية إصدار أمر باعتقاله. وكان موفاز قد أنهى جولة في الولاياتالمتحدة ووصل الى بريطانيا ليحل ضيفاً على اجتماعات لجمع التبرعات نظمتها "كيرن هيسود" (مؤسسة يهودية لجمع التبرعات). وألقى موفاز السبت الماضي، محاضرة أمام مئات المشاركين في غلزغو في سكوتلندا، وظهر في اليوم التالي أمام ضيوف "كيرن هيسود" في لندن، ووصل يوم الاثنين الى ليفربول، وألقى يوم الثلاثاء محاضرة في ليدز. وترافقت هذه الاجتماعات بمظاهرات حاشدة نظمها فلسطينيون وعناصر يسار بريطانية، وقاموا بملاحقة موفاز من مدينة الى أخرى وتظاهروا ضده. لكن الأحداث الحقيقية بدأت الثلاثاء الماضي، عندما قام المحامي عمران خان بتقديم ملف مؤلف من 14 صفحة للمدعي العام، وفصل الملف ثلاث اتهامات رئيسية ضد موفاز: قتل من يشتبه بكونهم "ارهابيين فلسطينيين" وهدم بيوت تابعة للفلسطينيين، ومسؤوليته عن مجازر ارتكبت ضد نساء وأطفال أبرياء. وأعلن تنظيم بريطاني يطلق عليه "الاتحاد الاسلامي البريطاني" أنه يقف وراء الشكوى. وادعى خان أن المدعي العام نقل الملف الى قسم "جرائم ضد الانسانية" في شرطة "سكوتلاند يارد" البريطانية، لكن ادعت مصادر بوليسية أمس أنه لا يمكنها تأكيد ذلك. ويشار الى أن بريطانيا هي احدى الدول الأوروبية التي تبنت في سجل قوانينها مبادىء المحكمة الجنائية الدولية التي تتعامل مع قضايا جرائم الحرب. وعليه، يمكن تقديم شكوى في بريطانيا ضد أي شخص ارتكب جرائم حرب، ويمكن للمدعي العام بناء على هذه الشكوى اصدار أمر باعتقال الشخص المشتبه به. السفارة الإسرائيلية توصي موفاز بالمغادرة فوراً وعلمت السفارة الإسرائيلية في لندن بالأمر، وبعد سلسلة طويلة من المشاورات غير الرسمية تقرر تقديم توصية لموفاز بمغادرة بريطانيا والعودة الى إسرائيل. وأطلع موفاز على تفاصيل القضية يوم الثلاثاء صباحاً، وقدم له تقريراً مفصلاً عن الاجراءات المحتمل اتخاذها ضده. وقال مندوبون عن السفارة الإسرائيلية لموفاز إن زيارته الى بريطانيا في مهمة غير رسمية، تجعل التطورات المحتمل حدوثها في اعقاب تقديم الشكوى، غير واضحة. وأوصى المندوبون موفاز بمغادرة بريطانيا حالاً ليوفر على نفسه وعلى البريطانيين الوصول الى وضع محرج، لكنه رفض ترك بريطانيا قبل أن يلقي محاضرته في ليدز. ووصل موفاز الى إسرائيل مساء الأربعاء، وعلق على الموضوع بقوله: "يبدو أن القضية سترافقنا في الفترة المقبلة، ويجب أن أتعلم التعامل معها".