ناشد الامير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي الامة العربية بدرء الخلافات الحالية.. مشيرا الى ان الوقت لم يعد يحتمل ذلك في محاولة لمجابهة العاصفة العاتية حتى لا تغرق السفينة. ووجه الفيصل في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الفكر العربي الاول الذي بدأ فعاليته اليوم الاحد بالقاهرة، شكره للرئيس حسني مبارك على رعايته للمؤتمر الاول والذي اجمع مجلس الامناء ان يكون في القاهرة تقديرا لمكانتها الفكرية والثقافية. كما وجه شكره الى المفكرين والمثقفين الذين يدعمون المؤسسة بالرأي والمشورة اضافة الى الاشقاء العرب الذين اسهموا بالمال والفكر في النهوض بالمشروع ليقف على قدميه. واكد انه من غير الممكن تجاهل الاحداث العالمية المتسارعة وتداعياتها الخطيرة على الساحة العربية والتي اسفرت عن حالة التشرذم شيعا واحزابا والتخلف عن ركب الحضارة اكتفاء بالاستيراد والاستهلاك دون الدخول الى حلبة المنافسة العالمية والانتاج، متناسين ان الحضارة الانسانية هي شراكة وتواصل بين حضارات مكانية وزمانية متعددة. واشار الى ان انحسار دور القطاع الاهلي في التنمية لم يكن الا لغياب آلية تمكن هذا القطاع من الاسهام المنظم والفاعل بالتنسيق والتكامل مع المؤسسات الحكومية للخروج بالامة من ازمتها الراهنة. واوضح ان دعوته لقيام مؤسسة اهلية على مستوى الوطن العربي لا تخضع لتيارات ويساهم رجال المال العرب بوديعة لا يمس اصلها وينفق من ريعها على توفير الاسباب التي تعيد المفكر العربي الى التواصل مع قضايا امته وتأكيد هويتها وتفجير طاقتها في خدمة حركة التحديث الحتمية والعاجلة للعالم العربي. واشار الامير خالد الفيصل الى ان المؤسسة في هذا النطاق لاتمثل بديلا ولا منافسا لمؤسسات اخرى على الساحة بل مكملة لخطى من سبقوها وتتابع مع الجهات الاخرى ما يمكن ان تتبناه من المشروعات التي تطرحها الدراسات والابحاث في المؤتمر. واكد ان المؤسسة تهدف الى تحريك السياسة الفكرية العربية والعناية بالثقافة والمثقفين وتوفير منبر حر لارائهم وان تباينت شريطة ان تتخذ هذه الاراء للانسان والحرية والمسئولية مما يؤدي الى الاتفاق على صيغة خطاب عربي موحد يتسم بالموضوعية وادارك مستجدات العصر ولغة الاخر الذي نقدم اليه الخطاب. واشار الى ان المؤسسة اعادت ترتيب اولوياتها لمواجهة الهجمة الشرسة على العرب والمسلمين بعد احداث 11 سبتمبر.. مؤكدا حرص المؤسسة على الحضور في الغرب لرصد ما يذاع وينشر في هذا الصدد ومحاولة الرد عليه. وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية في كلمته: اود في البداية ان اهنئ اخي الامير خالد الفيصل بمنابة انطلاق مبادرته القيمة بانشاء مؤسسة الفكر العربي، في دعوة بل صحوة العقل العربي والاسهام في بث روح التجديد والتنوير. ويسعدني ان اشارك اليوم في الاجتماع الاول لمؤسسة الفكر العربي، التي تنطلق في وقت يحتاج فيه العرب الى امعان الفكر فيما آل اليه الوضع، وما سوف اليه يؤول.. نحن نجتاز موقفا اقل ما يقال فيه انه دقيق، وانه مفصل تاريخي بالمعنى الحقيقي للكلمة تدخله المجتمعات العربية وهي تعاني ضعفا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بل وفكريا يعكس قصورا شديدا في عملية التنمية والتطوير الاقليمي، وفي مسار التحديث ومواكبة العصر اخذا وعطاء. الا ان اخطر ما اثر بالسلب في المسيرة العربية فشلها في طرح صيغة واطار لتحقيق تطور عربي اقليمي يقوده عمل مشترك.. عمل جماعي يمكننا في الوقت نفسه من التفاعل مع المجتمعات الاخرى، نطارح ثقافاتها الفكر منطقا وفلسفة وعلما، والادب قصة وبحوثا وشعرا، وندافع في هجوم عن هويتنا الثقافية وقواعدها الدينية، ليس فقط بالتذكير بما كان وانما بالتركيز على ما هو كائن او يمكن ان يكون وهو ما يتطلب استنهاض الهمم، وشحذ الفكر وتبادل الرأي، وليس هذا بالصعب ولا هو من قبيل الترف.. اذا كان قومنا حقا يعلمون. نعم هناك قصور كبير، ولكن هناك قدرات كثر ومنطلقات ذات فعل واثر وملكات لم نستثمرها حتى في حدودها الدنيا. نعم هناك نواقص واضحة، ولكن الطريق الى علاجها واضح ايضا. وهنا يأتي دور مؤسسة الفكر العربي والتي ارجو ان تبدأ على الفور في لعب دورها بكل جرأة ورصانة، ليس فقط في مواجهة العالم الخارجي، وما احوجنا الى الحديث اليه والحوار معه, ولكن في الحديث مع انفسنا وبصراحة، اننا ان لم نتفاهم مع انفسنا ونتصارح بكل امانة عن امراضنا والعلاج، نستطيع مواكبة العصر، وربما نخسر سباق الحضارات الى الابد.. ان اسباب رقي المجتمعات معروفة، وسبل قوتها مدروسة، والاستمساك بها هو طريقنا الى غد افضل، ان ارتقاء مجتمعاتنا هو السبيل الى استعادة حقوقنا والحفاظ على دورنا والى الوقوف الصلد في مواجهة الهجمة الشاملة الضارية علينا وعلى هويتنا. واغتنم هذه المناسبة لاعرب عن ترحيبي بمبادرة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل للتوقيع على مذكرة تفاهم وتعاون بين جامعة الدول العربية ومؤسسة الفكر العربي دعما وتفعيلا للمسيرة الثقافية العربية. من جانب آخر كرمت مؤسسة الفكر العربي برئاسة الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير نخبة من المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب في مختلف المجالات خلال افتتاح مؤتمرها الاول بالقاهرة امس ومن بين هؤلاء المكرمين المفكر الفلسطيني الدكتور ادوارد سعيد ورسام الكاريكاتير المصري حسين بيكار والشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان والمؤرخ المصري الدكتور يونان لبيب رزق والباحث الاردني الدكتور حسين الكرمي والمهندسة العراقية ذها محمد حديد والباحث السعودي الدكتور عبدالله الغذامي والطفل اليمني جمال مظهر. وقد اكد الدكتور يونان لبيب رزق احد المكرمين لليوم الثقافي انه يعتز بهذا التكريم مشيرا انه ليس لشخصه وانما تكريما للثقافة العربية وتشجيع للباحثين والمثقفين والمفكرين لدورهم في تأصيل الفكر والثقافة العربية والانسانية. اضاف ان دور المفكرين والمثقفين في هذه الآونة يجب ان يسهم في ارساء قيم مجتمعنا العربي الثقافية لمواجهة الغزو الفكري الوافد من الغرب. ويضيف جمال مظهر من اليمن وهو اصغر المكرمين سنا انه سعيد جدا بهذا التكريم. انه سيسعى جاهدا لتكريس جهده في المستقبل لنشر الثقافة العربية والاسلامية في بلاده وتصحيح ما يشوبها من افكار مغرضة. يذكر ان باقي المكرمين لم يحضروا وقد حضر مندوبون عنهم لتسلم جوائز التكريم.