قال مثقفون ومفكرون عرب إن مؤتمر “فكر 8” المنعقد حاليًا في دولة الكويت، يؤكد أن مؤسسة الفكر العربي التي تتنقل بأنشطتها وأهدافها السامية بين العواصم العربية، تحمل نموذجًا لمتطلبات المرحلة التي تستوجب تجميع اللُّحمة الثقافية لعالمنا العربية، وتأكيد ان هذه الأمة لها هويتها وذاتها المستقلة. ونوه المثقفون والمفكرون العرب بأن سمو الأمير خالد الفيصل حمل على عاتقه ومن خلال مؤسسة الفكر العربي، هذه الفكرة الرائعة وراح يجوب بها العواصم العربية لتجميع رواد الفكر والمبدعين العرب على مائدة واحدة، مشيرين إلى أن مؤسسة الفكر العربي هي أحد ضمانات المستقبل وهي من متطلبات المرحلة التي تستوجب توحيد الفكر وتضافر الجهود لتكوين رؤية ثقافية أكثر شمولية. رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري الدكتور مصطفى الفقي، قال إن عالمنا العربي في حاجة إلى جيوش جرارة من المثقفين ليأخذوا بيده إلى المنهج السليم الذي يقوده للتنمية بكافة أبعادها، وأن مؤسسة الفكر العربي بما تحمله من معانٍ وأهداف تمثّل في حد ذاتها أحد ارهاصات المرحلة لأنها تجسّد النموذج المتطلع للمستقبل، معتبرًا أن فكرة المؤسسة هي بمثابة الاطار العام الذي تتحرك من خلاله دورة التنمية المقبلة في منطقتنا العربية. وأوضح الفقي أن الثقافة ليس كما يتصورها البعض بأنها درجة من درجات المعرفة الخاصة التي يستأثر بعض الناس على بعض ولكن الثقافة هي أسلوب حياة وحرية التفكير وسيلة للمعيشة ونمط استهلاك، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية تعيش تحت رزح ملفات متعددة من القضايا المتشابكة فضلاً عن موروث ثقافي (متنوع ومنقول) من كافة الحضارات. وأشار إلى أن العرب هم رواد الثقافات ومؤسسة الفكر بأهدافها الكبيرة تسعي لبلورة رؤية شاملة للثقافة تستوعب ماضي ومستقبل هذه الأمة. وأكد الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر أن مؤسسة الفكر العربي ليست ترفة ولا مزحة ولكنها حقيقة مطلوبة للمستقبل وأحد أولويات المرحلة لتجميع الفكر باتجاه المستقبل الصحيح، داعيًا إلى ضرورة تحديد أولوياتنا وفق خطة استراتيجية متقنة حتى نعلم وجهتنا ولا نحيد عنها تحت أية ظروف. وقال إن قضية المستقبل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية الثقافة، مشيرًا إلى أن الثقافة فى الوقت الراهن ليست كما عهدناها قديمًا، فقد اتسع معناها اليوم ليشمل تعامل الأمم مع بعضها البعض والتعرف على أساليب التفكير ووجهات النظر للمجتمعات التي تختلف معنا في العقائد والأسس الفكرية. وأوضح أن حرية التعبير، وهي أساس من أسس العملية الثقافية لتنمية أي مجتمع ثقافيًّا، قيمة حضارية وإنسانية إسلامية قديمة قبل أن يأتي الغرب بها وينسبها إلى نفسه. ونبّه أبو المجد إلى أننا نعيش في زمن صعب وذو وتيرة سريعة، فهموم المستقبل تطل علينا برؤوسها في الحاضر، لذا وجب علينا تحديد مشاكل الأمة جيدا لأن تحديد المشكلة هي نصف حلها ومن ثم العمل على حلها. وقال إن مؤسسة الفكر تمثل فرصة جيدة للباحثين والمفكرين العرب للتعبير عن آرائهم وتبادل أفكارهم في جو يسوده الحرية. وقال الكاتب والمفكر المصري السيد ياسين إن ثقافة التنمية تبدأ من التعرف أولا على السياق التاريخي الذي تجري في ظله عملية التنمية بأبعادها المختلفة، ومن هذا المنطلق يمكن القول إن ثقافة التنمية التي تبلورت في المجتمع الصناعي في ضوء توجهات الحداثة الغربية تختلف اختلافًا جوهريًّا عن ثقافة التنمية التي تجرى الآن في ظل ما بعد الحداثة التي تعبّر عنها ظاهرة العولمة، ومن ثم فإن مؤسسة الفكر تمثل إضافة حقيقية لمشروع النهضة الذي يتطلع اليه العالم والعربي ويبحث عنه لأنها تجمع كل الافكار والتطلعات وتتيح الفرص لتلاقي وتناطح الأفكار وحرية التعبير والتفكير، فهي في ذاتها ارهاصة للمستقبل تسعى لتجميع العالم العربي بمفكريه ومثقفيه في كل الانحاء العربية، واصفًا رعاية الأمير خالد الفيصل كمثقف ومسؤول بأنه يمثل إضافة لهذه المؤسسة وطمأنة للمفكرين بأن يبذلوا ما لديهم لخلق عالم عربي يبحث عن النهضة بشكل حقيقي.