من المؤسف حقا ان يظن الغرب بصفة عامة وامريكا بصفة خاصة ان العرب والمسلمين في تخلف دائم. وشعب غير متطور. وان هذه الاكتشافات والتكنولوجيا هي من ابتكار عقول الاجانب. ليس في مجال الفضاء والاتصالات فقط. ولكن في جميع المجالات ومنها الطب. ولا يخفى على الجميع ان في امريكا ودول اوروبا علماء عرب. ومن دول عربية مرموقة كمصر في محطات الفضاء. ويشاركون في اجراء العمليات الجراحية المعقدة وفي الاكتشافات بانواعها. وان لهم اليد الطولى و البصمات الواضحة في مشاركة العلماء الاجانب . ومع هذا نجدهم يجحدون وينكرون فضل العرب والمسلمين على حضارات الغرب. ومثال ذلك أثناء دراستي بأمريكا كنت في احدى المحاضرات لمادة تسمى (تاريخ الطب الغربي). وبدأ المحاضر بسرد تطور الطب من عهد الاغريق واليونانيين وغيرهم الى ان انتهت المحاضرة. دون ان يشير ولو بكلمة واحدة عن تاريخ الطب عند المسلمين وعلمائه كابن سينا والرازي. اخذتني الغيرة فاتجهت له وقلت: لقد أهملت جانبا كبيرا من تاريخ الطب وهو الاهم. بل هو اساس الطب الموجود حاليا. والذي يدرس في الجامعات من كتب علم الامراض والعلاج والتشريح وغيرها. بل حتى بعض الاجهزة المستخدمة للكشف والتعقيم وابر الخياطة والخيوط هي اساسا من اكتشافات علماء الطب المسلمين . فرد علي نحن نعرف ذلك. ولكن لا توجد لدينا معلومات وافية. او مراجع يمكن الرجوع اليها كمصادر. فقلت له ان بعض هذه الكتب موجودة في اكبر الجامعات في فرنسا واوروبا و قد تمت ترجمتها الى عدة لغات. فرد علي ضاحكا اذا ربما لم اطلع عليها. ومن ذلك اليوم قررت ان ابحث عن هذا الموضوع بالتفصيل. لاعطيه فكرة عامة حتى لا يكون لديه أي حجة. ومن حسن الحظ كانت لدى بعض الكتب العربية التي تتحدث عن الطب عند علماء المسلمين. كنت قد اخذتها معي في آخر زيارة لي الى ارض الوطن. فقد كان لدي احساس قوي بانني ساحتاجها يوما ما. هناك مجموعة كتب قيمة تحتوي على معلومات هامة ومفصلة في هذا المجال. لذا قمت بقراءتها وكتبت ملخصا لدحض ذلك الافتراء الكاذب. وربما يفيد مناقشة هذا الموضوع مع الطلبة والاساتذة الاجانب كلما سنحت الفرصة لنبرز مكانة الطب عند علمائنا الافاضل ولنرد لهم مكانتهم التي سلبت . الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف [email protected]