الأسرة في الماضي كانت ممدة بمعنى أنها تضم العديد من الأسر فكان الأب وزوجته وأولاده, وكان الأبناء وزوجاتهم وأبناؤهم, وأبناء الأبناء وهكذا, فكان الرجل غالبا خارج البيت للعمل وطلب الرزق, وفي آخر النهار يأتي اليه الجيران فيجتمعون لديه في الديوانية الخاصة به. اما النساء فإنهن طوال اليوم مشغولات بالعمل داخل المنزل, وقد يكون هناك نوع من التوزيع للمسؤولية بينهن فإحداهن عليها الطبخ, وتلك عليها تنظيف المنزل, واخرى عليها العجن وعمل الخبز, وتلك رعاية الأولاد وهكذا, وقد يكون توزيع الأدوار اسبوعيا او يوما بعد يوم هكذا, حتى يمر على من في المنزل من النساء جميع الأدوار. وعندما تنتهي النساء من العمل داخل المنزل يجلسن وقت الضحى او بعد صلاة العشاء احيانا يتسامرن ويتجاذبن اطراف الحديث, وغالبا ما يكون هناك تباه بين زوجات الأولاد, او اذا كان رب المنزل لديه زوجتان, وكانت احداهن قد أتت بولد والأخرى ببنت, فيحدث نوع من المباهاة والمفاخرة من تلك التي تملك الولد, خاصة انه في الماضي كان الفرح بالولد اكثر من البنت, بل انهم كانوا يغتمون لمولد الأنثى كما حكى عن ذلك القرآن الكريم, وكانوا يرفعون من قدر الزوجة التي تنجب الولد, اما تلك التي تنجب الأنثى فإنها غالبا ما تكون مهانة مكسورة الخاطر ويكثر الهمز واللمز والاستهزاء والسخرية منها, ولكنها في حقيقة الأمر لا تأبه بما يقولون وبما يفعلون, فالولد والبنت رزق من عند الله, بل ان البنت تفوق الولد في أشياء كثيرة, ومرجع الولد في نهاية الأمر لها ولابنتها. وهناك الكثير من المحاورات التي تحدث بينهن ومن ذلك هذه المحاورة التي كانت بين زوجات الأولاد حيث كانت كل منهن تتباهى بما أنجبت: أم الولد: ==1== يوم قالوا لي غلام==0== ==0==اشتد حيلي وقام هللوا يا نسوان==0== ==0==ورزوا الصفرية ويوم قالوا لي بنية==0== ==0==اظلمت داري عليه اسكتوا يا نسوان==0== ==0==ونزلوا الصفرية ==2== أم البنت: ==1== تستاهلين يا ام الولد==0== ==0==جله وطرده من البلد تستاهلين يا ام الجارية==0== ==0==دجة وغرفة عالية لا تفرحين يا ام الولد==0== ==0==ناخذه ونخليج خاليه ==2== أم الولد: ==1== تستاهلين يا ام الولد==0== ==0==طوق من الصايغ ذهب تستاهلين يا ام الولد==0== ==0==طوق من الصايغ ذهب ==2== أم البنت: ==1== تستاهلين يا ام الجارية==0== ==0==مصباح وغرفة عالية لا تيهين يا ام الولد==0== ==0==أخذه وخليج خاليه ==2== في هذه الأغنية اخذت الاولى تعير الثانية وتخاطبها على لسان ابو الولد حين بشروه بالولد بأنه قد اشتد ظهره واعتدل وهللت النسوان سواء كن من أهل البيت او الجيران او من اهل الحي واقيمت الولائم والافراح والليالي الملاح, وبالتالي فهي تستحق طوقا من الذهب تزين به رقبتها, اما ابو البنت المسكين فانه قد طأطأ رأسه وأسكت النساء عن التهليل واطلاق الزغاريد ومنع اقامة الولائم. اما الزوجة الثانية فانها أخذت تتعالى على ام الولد وتقول لها: انها تستحق الضرب والطرد من البلد على هذا الكلام المستفز, لأن ام البنت تستحق كل تكريم وتقدير وتستحق مصباحا, حيث لا يوجد كهرباء في ذلك الوقت غير المصباح الذي يشتعل بالغاز, والمحظوظ الذي يملك هذا المصباح والا فانه سوف يعيش في ظلام دامس طوال الليل الا من ضوء القمر, كما أن أم البنت تستحق غرفة عالية في أعلى المنزل دلالة على رفعة وعلو شأنها بانجابها البنت فلولا البنت لما جاء الولد ولما تزوج ولدها ولكن لا تفرحي يا ام الولد فانه في نهاية الأمر وعندما يكبر الولد سوف تأخذه منك امرأة اخرى وربما تكون ابنتي فبنت العم لولد عمها وأحق الناس به وحينئذ سيؤول أمر هذا الولد لي ولبنتي وسوف تكونين خالية من الولد وانا في النهاية سأفوز بالولد والبنت. وكذلك روى شهاب الدين الأبشيهي انه كان لاعرابي امرأتان فولدت احداهما جارية والاخرى غلاما فرقصت ام الغلام ابنها وقالت معايرة لضرتها: ==1== الحمد لله الحميد العالي==0== ==0==انقذني العام من الجواري من كل شوهاء كشن بالي==0== ==0==لا تدفع الضم عن العيالي ==2== فسمعتها ضرتها فأقبلت ترقص ابنتها وتقول: ==1== وما علي ان تكون جارية==0== ==0==تكنس بيتي وترد العارية تمشط رأسي وتكون الفالية==0== ==0==وترفع الساقط من خمارية حتى اذا ما بلغت ثمانية==0== ==0==او تسعة من السنين وافيه ازرتها ببردة يمانيه==0== ==0==زوجتها مروان او معاوية اصهار صدق ومهور غالية==0== ==2==