قال عبيد بن سيف الناصري وزير النفط والثروة المعدنية بدولة الإمارات العربية المتحدة أن السوق النفطية العالمية تشهد حالياً حالة من التعافي بعد الاضطراب والتدهور الذي شهدته أواخر العام الماضي وبداية هذا العام مؤكداً أن هذا التطور الإيجابي ما كان ليحصل لولا الجهود التي بذلها ويبذلها المنتجون من داخل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومن خارجها. وأشار الناصري إلى أن مؤشر الأسعار لسلة نفط أوبك قد تجاوز قليلاً الحد الأعلى للحزمة التي وضعتها المنظمة وهي ما بين 22 و 28 دولاراً للبرميل خلال الأسبوعين الماضيين لكنه تراجع خلال الأيام القليلة الماضية ليكون ضمن حدود النطاق السعري المشار إليه. وأضاف الناصري في الكلمة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر بترول أبو ظبي الدولي العاشر (اديبيك 2002) الذي يشارك بحضوره وزراء نفط ومسئولون وممثلون لكبار شركات النفط في العالم أن هذا التحسن في الأسعار يحدث لأول مرة منذ سنتين وانه جاء نتيجة للتعاون المثمر بين المنتجين من داخل المنظمة ومنتجين رئيسيين آخرين من خارجها قائلاً أن سعر البرميل من النفط الخام لسلة نفط أوبك يقارب الآن مستوى 28 دولاراً للبرميل في حين أن المعدل السنوي للسعر منذ بداية هذا العام وحتى الآن بلغ 23.7 دولاراً للبرميل وهو يزيد قليلاً عن سعر برميل النفط للعام الماضي والذي كان 23.1 دولاراً للبرميل. وقال الناصري أن أسواق النفط قد حافظت على حالة من الاستقرار النسبي خلال الأشهر القليلة الماضية إلا أن التطورات السياسية الأخيرة قد أثرت على أسواق النفط ودفعت بأسعارها للارتفاع مشيراً إلى أن الأسعار الحالية للنفط محملة بعلاوة تزيد على 5 دولارات للبرميل بسبب التطورات السياسية المشار إليها وهذا مرشح للزيادة في حالة تردي تلك الأوضاع وسوف ينعكس سلباً على أسواق النفط ويجعلها عرضة للاضطراب وعدم الاستقرار. وأشار وزير النفط والثروة المعدنية إلى أن صناعة النفط والغاز في دولة الإمارات قد شهدت تطوراً كبيراً خلال العقود الماضية في كافة القطاعات واستطاعت أن تنمو وتتطور لتصبح من الصناعات الرائدة في المنطقة وقال أن الإمارات تحتل موقعاً متقدماً بين دول العالم في احتياطياتها النفطية والغازية ولديها احتياطيات نفطية مؤكدة تقدر بحدود 98 مليار برميل وغازية تقدر بأكثر من 6 تريليونات متر مكعب وهذه التقديرات للاحتياطيات تجعلها مصدراً مهماً للإمدادات النفطية والغازية لعقود عديدة قادمة. وأشار الناصري ألي أن اديبيك 2002 ينعقد تحت شعار (التكيف للتحديات المستقبلية)، وقد شخص المؤتمر ثلاثة تحديات رئيسية يمكن أن تواجه الصناعة البترولية في المستقبل، هي موضوع تطوير الأيدي العاملة ونقل واستيعاب التكنولوجيا والحفاظ على البيئة قائلاً: أن الصناعة البترولية لا يمكن أن تنهض وتتطور بدون أيد عاملة ماهرة ومتخصصة في المجالات المختلفة لقطاعات هذه الصناعة كما أن استخدام التكنولوجيا المتطورة في هذه الصناعة هو الأخر له أهمية قصوى في تحسين أداء هذه الصناعة وتطويرها وهذا يشمل ليس عملية نقل التكنولوجيا فحسب بل استيعابها بشكل جيد وتطبيقها بالممارسة على ارض الواقع. أما موضوع الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث خلال مراحل تنفيذ العمليات المختلفة للصناعة البترولية مروراً بالاستكشاف والتطوير والإنتاج والنقل والتكرير وآخرها التسويق، فهو تحد آخر يواجه هذه الصناعة وعلينا التعامل معه بجدية لضمان بيئة نظيفة وصالحة وخالية من التلوث. ومن جانبه أكد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري أن الغاز الطبيعي اكتسب أهمية كبرى وأصبحت له مكانة خاصة في أسواق الطاقة العالمية لاعتبارات عديدة تتعلق بالتقدم التكنولوجي الذي حدث في مجال استخراج الغاز الطبيعي واستكشافه والتقدم في أساليب نقل الغاز والتخزين ومزايا في مجالات المحافظة على البيئة مما جعله يعد من افضل أنواع الطاقة المتاحة حالياً. وتوقع الوزير الجزائري في كلمته بالجلسة الافتتاحية أن يتنامى الدور الذي يلعبه الغاز كأحد اهم مصادر الطاقة النفطية في المرحلة المقبلة مشيراً إلى انه بفضل التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال أصبحت كميات الغاز المتاحة للاستخدام اكبر واصبح حجم الاحتياطي العالمي الذي يمكن استخراجه اكبر مشيراً إلى أن هناك العديد من الأسواق الجديدة لاستخدام الغاز. وقال انه من المتوقع أن يتزايد حجم عمليات التجارة في مجال الغاز الطبيعي في ظل المؤشرات التي تفيد بأنه سيتم إنشاء ناقلات عملاقة لنقل الغاز تصل حمولتها إلى 200 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بالإضافة إلى التطوير الكبير في مجال تحويل الغاز إلى وقود جيد جداً اقتصادياً وبيئياً. وأكد أن التوقعات تشير إلى انه سيحدث ارتفاع كبير في مختلف أنحاء العالم في استهلاك الغاز الذي سيمثل اهم تطور في العقود الثلاثة المقبلة مشيراً إلى أن وكالة الطاقة العالمية تؤكد هذا التنامي المتوقع للطلب على استخدامات الغاز. وقال انه من أهم التحديات التي تواجه نمو أسواق الغاز العالمية أن مشروعات استكشاف وإنتاج الغاز تحتاج إلى استثمارات ضخمة للتطوير والإنتاج مما يستدعي ضرورة تكاتف الجهود بين كافة أطراف هذه الصناعة من جهات حكومية وشركات القطاع الخاص العاملة في مجال الاستكشاف والإنتاج مشيراً إلى أن معدل الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي لا يفي إلا بنحو 60 بالمائة من احتياجات أسواق الغاز العالمية. وأضاف أن هناك حاجة لوضع أطر تنظيمية لأسواق الغاز الطبيعي العالمي والسعي لتحقيق الاستقرار للمؤسسات العاملة في هذا المجال من خلال تقنين الأطر التي تعمل من خلالها هذه المؤسسات وإعطاء الفرصة وتوفير المناخ للاعبين الأساسيين في سوق الغاز العالمي لتحقيق الفوائد المستهدفة لهم وللمستهلكين في الوقت نفسه. وقال أن الجزائر والدول الأخرى المنتجة للغاز الطبيعي تسعى لدعم علاقات الدول الأعضاء وتوثيق التعاون بينها بما يحقق المصالح المشتركة مؤكداً انه من أهم العناصر الضرورية لهذا التعاون والحوار المشترك السعي لإيجاد علاقات طويلة الأمد بين الموردين والمستوردين. وأضاف أن هذا التعاون طويل الأمد كان مدار بحث خلال ملتقى الدول المصدرة للغاز الذي عقد بالجزائر خلال شهر سبتمبر الماضي والذي أكدت خلاله الشركات المعنية بإنتاج واستكشاف وتصدير ونقل الغاز أهمية وجود عقود طويلة الأمد بين الموردين والمستوردين للغاز الطبيعي نظراً لأن هذه العقود تحقق الاستقرار لسوق الغاز العالمي وتساعد على تطوير عملية الإنتاج والتوسع في إقامة المشاريع في هذا المجال. كما أكد شكيب خليل ضرورة تحرير أسواق الغاز عالميا عن طريق الحوار بين اللاعبين الأساسيين في هذه الأسواق النامية والمتطورة بشكل متسارع. وأكد رئيس شركة بنفيل العالمية روبرت بيلوكينى على ان شركته التى أقامت معرض ومؤتمر الطاقة وبالتعاون مع المؤسسة العامة للمعارض وغرفة تجارة وصناعة ابوظبى وهيئة ابوظبى للماء والكهرباء تسعى الى جعل هذا الحدث سنويا فى ظل اكتساب صناعة توليد الطاقة فى منطقة الخليج اهمية قصوى. وأضاف بيلوكينى ان صناعة المعارض والمؤتمرات فى دولة الامارات تلقى رواجا على المستوى الدولى حيث انها حققت قفزة نوعية خلال العقد الماضى مشيرا الى ان شركة بنويل المتخصصة فى تنظيم المعارض فى العالم تعتزم افتتاح مقر اقليمى لها فى الدولة بعد ان توصلت الى تفاهم بشأن ذلك مع المؤسسة العامة للمعارض مما قد يتيح لهما اقامة معارض داخل الدولة وخارجها . وأوضح بيلوكينى ان المؤتمر الذى عقد على هامش المعرض على مدى ثلاثة ايام تناول قضايا تتعلق بتنمية وتطوير توليد الطاقة فى الشرق الاوسط والقضايا الاستراتيجية والفنية التى يواجهها قطاع الطاقة فى المنطقة مسقبلا. وحول انشطة شركة بينفيل الامريكية فى الشرق الاوسط قال: نحن نعمل فى هذه المنطقة منذ اكثر من مائة عام غير اننا نتطلع للمستقبل بمزيد من الخطط والمشاريع الطموحة نظرا لحيوية الشرق الاوسط بالنسبة للاقتصاد العالمى موضحا ان (بينفيل) تنظم 55 معرضا متخصصا فى الولاياتالمتحدة واروبا واسيا والشرق الاوسط تغطى عادة كافة المجالات الصناعية والعلمية والتقنية وهندسة الاتصالات والنفط والغاز ومكافحة الحرائق والحفاظ على البيئة ويحضرها ملايين الاشخاص من مختلف دول العالم، غير انه قال ان العمل فى الخليج سيكون افضل . ويشهد معرض (اديبك2002) توقيع اتفاقية بين شركتى" امداد" احدى شركات مشاريع البواردى الاماراتية و"شل سولار " يتم بموجبها تأمين الطاقة الشمسية التى تعد الطاقة الاقتصادية البديلة للمشاريع التجارية والصناعية والسكنية لاسيما فى المناطق النائية. واعتبر مدير المبيعات لمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا فى شركة (شل) (بيتر فان ليوين) ان الطاقة الشمسية كوسيلة بديلة ومتجددة للطاقة لها فرص هائلة لاسيما فى قطاعى النفط والغاز فى المناطق النائية وقال نحن ندرك ان هناك امكانيات هائلة لهذا المصدر فى المنطقة. وتجرى شركة (امداد) حاليا مفاوضات متطورة مع عدد من الشركات لتأمين الطاقة الشمسية وهناك مشاريع بقيمة 10 ملايين من المقرر ان تحقق قريبا حيث تطمح (امداد) لتعميم الطاقة الشمسية فى دولة الامارات ثم الدول المجاورة فى مراحل لاحقة. يذكر ان سوق الطاقة الشمسية ينمو بمعدل 25 بالمائة سنويا وهناك مجال كبير لنمو هذه الطاقة فى منطقة الخليج لانها الى جانب النفط والغاز تشمل ايضا الاتصالات والقطاعات الصناعية الكبرى. فى ذات السياق اكد وزير الدولة الكندى لشوون الشرق الاوسط (جار نوستون) ان بلاده تعزز نشاطها التجارى فى المنطقة وتحديدا فى قطاع النفط والغاز من خلال المشاركة فى جهود دولة الامارات لتسييل الغاز الطبيعى. واضاف ان الشركات الكندية تتطلع بقوة للمشاركة فى المشاريع العديدة التى تعتزم دول المنطقة اقامتها وتنفيذها مشيدا بالخبرة الكبيرة التى تمتاز بها هذه الشركات. وتتخذ العديد من الشركات الكندية من ابوظبى قاعدة لها لتعزيز نشاطها التجارى مع دول المنطقة خاصة بعد نجاحها المتميز فى الدولة حيث حصلت شركة (اس.ان.سى لافالين) احدى كبرى الشركات الكندية على عقد بقيمة 115 مليون دولار لتصميم وبناء منشأة غاز فى عمان. وتقوم شركة مجموعة الخدمات التقنية للحفر الدقيق العملاقة بتنفيذ مشاريع فى عمان واليمن الى جانب اعمالها الكثيرة فى ابوظبى. كما تعمل شركة (كندا بى سى) حاليا على انشاء اول شبكة توزيع غاز للمناطق التجارية والسكنية فى امارة الشارقة حيث تم حتى الان تركيب حوالى 800 كيلومتر من امدادات الغاز ووصلت الخدمة الى اكثر من 50 الف مستخدم. وتوزع هذه الشركة الغاز الطبيعى لشركة (ادنوك يس ان جى) وعربات الطيارين. وقامت (ادكو) و(ادنوك) باقتناء نظام اشتعال الابار الذى تنتجه شركة (البرتا) التى تتخذ من ابوظبى مقرا لها. ومن جانبه اكد السيد محمد عبدالله راشد ساحوه مدير عام شركة ابوظبى لصناعات الغاز المحدودة (جاسكو) على أهمية أنعقاد معرض وموتمر ابوظبى الدولى العاشر للبترول(اديبك 2002) والذى تنظمه المؤسسة العامة للمعارض بالتعاون مع شركة ابوظبى الوطنية للبترول (أدنوك) وقال ان شركة (جاسكو) بعد اندماجها مع شركة (اثير) اصبحت من اكبر شركات تصنيع وانتاج الغاز فى العالم. وأضاف لقد ازدادت شعبية ونجاح معرض ومؤتمر اديبك فى السنوات القليلة الماضية وبالتالى نستطيع ان نجزم بأنه اصبح من أهم معارض النفط والغاز فى المنطقة0 مشيرا الى ان اديبك معرض متخصص بصناعة النفط والغاز كما انه من اهم المعارض التى تنظمها المؤسسة العامة للمعارض و(ادنوك) على مستوى منطقة الخليج التى تحتوى على ثلثى احتياطى العالم من النفط والغاز، مؤكدا على ان أدبيك حقق نجاحا باهرا فى تحقيق اهدافه وصار من اهم المعارض المتخصصة فى صناعة النفط والغاز فى المنطقة حيث يساهم وبشكل فعال فى معرفة مستقبل التحديات الفعلية التى تواجه هذه الصناعة ويوفر الفرصة للمشاركين لتبادل المعرفة والخبرات الى جانب تطوير معلوماتهم والتطلع الى التقنيات الحديثة. وأضاف ان من اهم مميزات معرض هذا العام اقامة قرية تكنولوجيا المعلومات لعرض الحلول والتقنيات لقطاعى النفط ،ومن الواضح ان التطور السريع للتقنيات الحديثة أوجد فرصا عديدة لتحسين الطريقة التى نعمل بها على جميع المستويات سواء كان ذلك على المستوى الهندسى والتقنى والمعلوماتى وأدارة نظم المعلومات الخاصة بالتطوير البشرى وغيرها. وفيما يتعلق بالتحديات أشار ساحوه بقوله اننا كشركة عاملة فى مجال الغاز نعتقد أن اهم التحديات التى نواجهها هى التأكيد على سلامة العمليات والاجهزة المستخدمة فيها وحماية البيئة وذلك من خلال التأكد من خفض الملوثات الهوائية وكذلك تطوير معدل الانتاج وذلك نظرا للطلب المتزايد على الغاز ونعتقد أن القدرة على معالجة الغازات الحمضية شرط المحافظة على البيئة. وأضاف: تعتبر شركة أبوظبى لصناعات الغاز المحدودة (جاسكو) هى الشركة العاملة فى مجال انتاج الغاز الطبيعى المصاحب وغير المصاحب الذى يتم استخراجه من حقول النفط البرية فى أمارة أبوظبى، وفى شهر أبريل من عام 2001 تم دمج شركة غاز أبوظبى (ثير) مع شركة (جاسكو) مما عزز من مكانتها كأحدى أكبر الشركات العاملة فى مجال تصنيع الغاز فى العالم كما يعتبر مشروع تطوير الغاز البرى (المرحلة الثانية) (حبشان) من اهم المشاريع حيث زاد معدل الانتاج بحوالى مليار قدم مكعب للغاز يوميا وحوالى 40 الف برميل من المكثفات يوميا كما انجزت الشركة مشروع تطوير فى مصنع جاسكو الرويس للغاز مما اتاح للشركة تصدير 2200 برميل فى اليوم من غاز الايثان الى شركة بروج فى الرويس. وأكد على ان من ابرز المشروعات المستقبلية للشركة المرحلة الثالثة من مشروع تطوير الغاز البرى والمرحلة الثانية من مشروع تطوير غاز حقل عصب وعقب الانتهاء من تركيب الاضافات الجديدة سيزيد هذا المشروع كمية الانتاج من مكثفات الغاز والغاز الطبيعى المسال فى منشآت كل من حبشان وعصب وقد أنهيت الدراسات الاولية للمشروع فى شهر فبراير 2001 وبدأت مرحلة التصميم الهندسى فى منتصف عام 2002 ومن المتوقع أن يبدأ انتاج مكثفات الغاز بحلول عام 2006 وعقب الانتهاء سينتج المشروع 135 الف برميل من المكثفات الغازية بالاضافة الى 15 الف طن من الغاز الطبيعى المسال يوميا ويجرى حاليا بناء خط غاز الرويس الشويهات لتزويد الغاز الى محطتى توليد الطاقة وتحلية المياه بمنطقة الشويحات فى أبوظبى وقد انتهت مرحلة التصميم الهندسى عام 2002 ويتوقع استكمال المشروع فى شهر يوليو 2003 ، واضاف: في الوقت الراهن تتم عمليات انتاج الغاز بواسطة 5 مصانع تابعة للشركة وهى مصنع عصب ومصنع باب ومصنع حبشان ومصنع بوحصا ومصنع الرويس.