لم يكن الصفراء في بحثه عن المتنبي خلال اثنينية النعيم يقدم المتنبي نفسه بل بحث الصفراء من خلال ورقته التاريخ بأكمله في امسية ثقافية جمعت الصراع الفكري في الساحة العربية برؤية مغايرة عما كان يقدم عن المتنبي باسلوب الخير ان صح التعبير, وكأن بالصفراء يحاول ان يعطي قراءة للوحدة العربية تجلت في الشاعر المتنبي, وان هذه الوحدة لها جذور في التاريخ. فقد اعطى المحاضر دلالة واضحة للرؤية والتي كانت تعيشها الساحة العربية في الصراعات وانها لا ترضى بالخضوع والخنوع والهوان مهما كان. في حين غاص المحاضر في اعماق المتنبي وفي شخصيته ونوه بانه لم يكن شاعرا فرديا, بل تكلم في شعره عن الانسان والحكمة وكيف لا وقد كتب عنه الكثير في دراسات تجاوزت 2000 بحث بين ماجستير ودكتوراه في حين تناوله العديد من المستشرقين امثال سلفر وهام بركستان وشلو وماريو ورينحو وغيرهم كثر في كتابتهم. واشاد المحاضر الى ان المتنبي عاش في عصر الفتن والمآرب الشخصية, وكان لهذا دور في تحديد شخصية المتنبي, وقد دافع المحاضرعن المتنبي كثيرا, حيث نفى عنه صفة النبوة كما يقال عنه, واشار الى انه كان متأثرا بالواقع السياسي المرير, وقد حرص على وحدة صف العرب وعدم الرضوخ والهوان لغير العرب. واخيرا اعطى الصفراء لبحثه هذا الكثير عن المتنبي, من خلاله غوصه في التراث وتعدد الرؤى حوله, تاركا للمتلقي البحث عن المزيد حول هذا الموضوع. في حين يبدو ان الباحث والتربوي خالد الصفراء حاول الربط بين التراث والتاريخ والمزج بينهما من خلال مقدمته الطويلة وتوضح رؤيته الشخصية التي تمسك بها طويلا حتى نهاية الامسية. وقد تداخل عدد من المثقفين حول المحاضرة وقال صاحب الاثنينية محمد النعيم اننا اليوم مع فارس من فرسان الادب في الاحساء فيما قارن صالح النعيم بين محمد اقبال والمتنبي اما سعد الدريبي فعاب على المحاضر عدم ذكره لقصائد الشاعر. اما الدكتور بسيم عبدالعظيم فقال: ان في المحاضرة اطروحات جديدة اما احمد الديوي فقال اننا امام علم من الاعلام في التراث الادبي, ويعني ابو الطيب, اما عبدالله القنبر فنوه الى ان المحاضر اعطى فلاشات بسيطة وترك الحرية للمتلقي للبحث.