لم يتوقع احد ان تنقلب مباراة القمة النهائية على كأس الامير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله) بين الاهلي والاتفاق رأسا على عقب.. لكن سبحان مغير الاحوال لقد تحول ملعب جدة امس الى دراما كروية مثيرة وانتقل الفوز فيها من فريق الى آخر اكثر من مرة. فالجميع توقع فوز الاتفاق خاصة بعد ان تقدم في الشوط الاول بهدفين جميلين وبتفوق مطلق لعبا وروحا واداء. لكن ما حدث في الشوط الثاني شيء عجيب ومدهش ولا يقبله عقل او منطق.. فالاهلي لم يكن امامه خيار الا الهجوم ثم الهجوم لتعويض الهدفين.. ولاشك في ان الاتفاق اخذ هذا في الحسبان.. ومن هنا يأتي العجب.. فكيف يساعد الاتفاق خصمه الاهلي على امتلاك ناصية الهجوم وزمام اللعب بتراجعه غير المبرر من ناحية وتسجيل الاهلي هدفه الاول في الثواني الاولى من هذا الشوط بركلة جزاء الامر الذي جعل لاعبي الاتفاق يفقدون توازنهم ويلعبون بتوتر وعصبية وقلق نفسي ليأتي هدف التعادل الثاني للاهلي بركلة جزاء ثانية للسويد ويستغل الاهلي انفلات اعصاب مدافعي الاتفاق لقلة خبرتهم ويضيف المحمدي للاهلي الهدف الثالث لكن مدفعجي الاتفاق يسري الباشا يقلب الموازين ويحرز هدف التعويض الثالث للاتفاق ثم يحسمها الباشا مرة اخرى بالهدف الذهبي ويخرج الاتفاق فائزا وتذهب الكأس للفريق الافضل والاحق والاجدر ليؤكد فارس الدهناء انه فارس قادم الى ساحات البطولات لايشق له غبار، وربما استطيع ان الخص وبشكل موجز اسباب ما حدث في مباراة امس. 1- كما سبق واشرت كان من المفروض ان يحسم الاتفاق المباراة منذ شوطها الاول بعد تقدمه بهدفين لكن التكتيك الذي انتهجه الاتفاق في الشوط الثاني لم يكن موفقا ولم يكن مناسبا في ظل تراجعه غير المبرر مما اغرى لاعبي الاهلي لتوسيع مساحات الانتشار وشن الهجمات وزيادة الاختراقات. 2- لابد من الاشادة بمدرب الاهلي ديمتري الذي انتهج اسلوبا ذكيا في الشوط الثاني جاء متوافقا مع مسارات اللعب وتراجع الاتفاق ولهذا استطاع الاهلي تسجيل ثلاثة اهداف متتالية لكن الاتفاق بفضل شجاعته وعزيمة لاعبيه استطاع ان يحسم النتيجة بالهدف الذهبي. 3- لابد من الاشادة بهداف الاتفاق المهاجم والنجم الواعد يسري الباشا الذي استطاع بمهارته العالية وشهيته المفتوحة امام المرمى ان يكسر تكتلات ومتاريس دفاع الاهلي بفضل اختراقاته السريعة وتمركزه الاستراتيجي ليحرز ثلاثة اهداف (هاتريك). 4- لاشك في ان الاداء الفني المنظم والتفوق في الحماس والروح القتالية كانت في صالح الاتفاق الذي كسر لاعبوه حاجز الخوف والرهبة من جماهير وارض الاهلي ووفق مدرب الاتفاق بيرغن في اختيار التكتيك المناسب باستثناء المراحل الاولى من الشوط الثاني. واخيرا نقول ان فوز الاتفاق امس جاء منطقيا ومستحقا لان لاعبيه برعوا في التعامل مع ظروف ومسارات ومتغيرات المباراة ولعبوا بحنكة وتفوقوا بروحهم ولم ييأسوا حتى اللحظة الاخيرة مبروك للاتفاق مجلس شرف ومجلس ادارة وجهازين اداري وفني ولاعبين وجماهير وهارد لك للاهلي.