بدأت المجالس البلدية عملها في دورتها الأولى بكافة مناطق المملكة منذ ما يقارب ست سنوات وذلك من خلال انتخابات محلية نزيهة لم يتخللها أي تدخل أو تأثير لجهات حكومية أو رسمية حيث كانت هناك منافسة وتسابق بين المرشحين للفوز بعضوية المجالس المحلية في المناطق أو المحافظات أو المدن حيث بذل المرشحون جهودا كبيرة ونشاطا إعلاميا للتعريف بأنفسهم وخططهم للتطوير والتنمية التي يطلبها أغلب المواطنين في مناطقهم وأحيائهم. ولقد خلصت الانتخابات بفوز مجموعة بمقاعد المجلس واستمر عملهم لمدة طويلة بسبب تمديد فترة المجلس البلدي بدورته الأولى. أما الآن قد انتهت الدورة الأولى للمجالس البلدية وبدأ التسجيل للدورة الثانية التي ستبدأ انتخاباتها خلال مدة بسيطة لاختيار مجموعة جديدة للمجلس البلدي التي يجب أن تستفيد من تجربة المجلس السابق الذي من المفروض أن يقيم أداؤه وإنجازه بصورة صحيحة وواقعية للوصول إلى ما تحقق من قبل المجالس البلدية في مختلف المدن ، حيث أن الشعور العام للمواطنين أن أغلب المجالس البلدية لم تحقق شيئا يذكر، بل أن بعضها تسبب أداؤه بمشاكل إدارية وتأخيره للمشاريع وتناحر شخصي مع مسئولي البلديات أكثر مما ساعد وساهم بتحسين الخدمات وتطوير الأحياء السكنية وتوفير المرافق المناسبة للمواطن وأسرته. المتوقع من المجالس البلدية في الدورة الجديدة ترتيب أولوياتها وفق ما تحتاجه كل مدينة أو محافظة من منشآت ومرافق وكذلك ما يطلبه المواطن من خدمات تساعده على العيش في مدينة منظمة وجميلة ونظيفة. أن تجربة المجالس البلدية في دول العالم المتقدم ليست جديدة ومطبقة منذ عدة عقود وبنجاح وفاعلية ، ولديها من الصلاحيات والمسئوليات والميزانيات ما يساعدها على القيام بدور محوري ونشط فيما يخص نطاق عملها من دراسة وتخطيط ومتابعة لأعمال البلدية وكل ما يتعلق بتطوير المدينة وتحسين مستواها سواء بالجانب العمراني أو المروري أو توفر الخدمات. المتوقع من المجالس البلدية في الدورة الجديدة ترتيب أولوياتها وفق ما تحتاجه كل مدينة أو محافظة من منشآت ومرافق وكذلك ما يطلبه المواطن من خدمات تساعده على العيش في مدينة منظمة وجميلة ونظيفة وفيها ما تحتاجه العائلة والزائر من وسائل الراحة والاستجمام، وهذه الأمور ليست كبيرة أو تحتاج إلى خبراء أو مختصين لتحديدها أو معرفة ما يجب أن يفعل لوجودها، كل ما هو مطلوب مجلس بلدي فاعل ونشط ينزل إلى الميدان لمعرفة الواقع ويتناقش ويتحاور مع المواطنين لتحديد متطلباتهم واحتياجاتهم من الخدمات والمرافق البلدية، وهذا يساعد فعلياً على تنمية وتقدم وطننا وإلى الأمام يا بلادي.