أكد الشاعر والناقد حمد السعيد أن مشكلة التصنع هي السبب المباشر في تدني مستوى بعض الشعراء الذين شاركوا في برنامج (شاعر المليون) وخفوت ضوء نجوميتهم. واضاف السعيد ان البعض يكتب القصيدة مركبة أو يفصلها تفصيلاً بحيث ان هذا البيت مثلاً فيه الصورة التي تستوقف الدكتور غسان أو ذاك البيت يعجب الأستاذ سلطان أو الآخر فيه طير ومقناص لحمد السعيد، وأنا أقول على الشاعر أن يكتب إحساسه وشعوره بلغة صادقة، ولعل هذا ما ميز النسخة الأولى حيث كانت عفوية وبعيدة عن التصنع كلياً سواء من الشعراء أو حتى أعضاء اللجنة. وأنا أنصح الشعراء مجدداً بالابتعاد عن التصنع بل أن يأتوا ببساطتهم وفطرتهم. جاء ذلك في تصريح نشر في وكالة أنباء الشعر. كما أشار السعيد إلى أن الابتعاد عن السياسة يمنح الشاعر المشارك في برنامج شاعر المليون فرصة أكبر بل على العكس يمكن أن يقدم الشاعر طرحاً جديداً من خلال تناوله هذه القضايا وبحسب خبرته طبعاً، لكن ما نخشى أن نصدم فيه هو التكرار غير المبرر، فتصادف أن يكتب أحد المتسابقين قصيدة عن الربيع العربي وتجيزه اللجنة لتجد بعده كل المتسابقين كتبوا قصائد في نفس الموضوع، هنا تصبح العملية مملة فالشاعر المتمكن يجب أن يبتعد عن موضوع سبقه غيره إليه، أيضاً التنويع مطلوب في كل شيء، فحتى مائدة الطعام حين تكون نوعاً وحيداً متكرراً تصبح مملة، وكسر حاجز الروتين والرتابة والرسمية أيضاً مطلوب، وفي الحقيقة أستغرب من كثير من الشعراء الذين شاركوا معنا التزامهم برتم واحد من أول ظهور له وحتى مغادرته البرنامج، كذلك كثير منهم لم يتناولوا غرضاً هاماً في الشعر وهو الغزل، وكأنما الشاعر يتعفف ويترفع عن هذا الغرض وهو من أجمل الأغراض الشعرية ومحبب لدى الجمهور والمتلقين أيضاً، فالشاعر الذكي هو الذي يتنوع في طرحه، ما أعنيه بشكل أدق أن التنوع في تجارب الشعراء مطلوب، والتنوع في الأغراض لدى الشاعر الواحد أيضاً مطلوب، هناك مثلاً من يمرر القضية السياسية داخل قصيدة عاطفية، هذا هو الذكاء في الشعر. الجدير بالذكر أن لجنة تحكيم شاعر المليون تتواجد هذه الايام في عمان عاصمة الأردن من أجل مقابلة الشعراء الراغبين في المشاركة في برنامج «شاعر المليون 6».