يصور حاليا في المغرب المسلسل التاريخي عبد الرحمان الداخل : صقر قريش الذي من المقرر أن يبث عبر المحطات الفضائية العربية خلال شهر رمضان القادم. (اخر الاسبوع) انتقلت إلى مدينة مكناس وسط المغرب وواكبت بعض لحظات تصويره . والتقينا مع مخرج العمل حاتم علي حيث تطرق لعدد من المواضيع المرتبطة بصقر قريش أو بمسيرته المهنية وواقع الدراما السورية بالإضافة إلى مواضيع أخرى : @ ما الفكرة التي يتمحور عليها مسلسل صقر قريش عبد الرحمان الداخل؟ * أحداث أعمال المسلسل عن الأمير الشاب الذي يغادر دمشق وحيدا وطريدا مرورا بفلسطين والقاهرة والقيروان وبلاد المغرب ليصل به المطاف إلى الأندلس حيث يؤسس لدولة عربية إسلامية قوية.وهو يناقش فترة مهمة يعني من التاريخ العربي تلك التي شهدت نهايات العصر الأموية ومن تم قيام الدولة العباسية وازدهار وتأسيس دولة قوية في الأندلس أسست لإغناء الحضارة العربية الإسلامية، أما عن الجهة المسؤولة عن الإنتاج فهي شركة سورية الدولية للإنتاج التلفزيوني وهي الشركة نفسها التي قامت بالإشراف على إنتاج أعمالي التاريخية السابقة الزير سالم وصلاح الدين الأيوبي . @ هل شارف العمل على الانتهاء بالنظر إلى قرب شهر رمضان الموعد المحدد لبث المسلسل ؟ * بصراحة تجاوزنا حاليا نصف العمل ومازال لنا شهر كامل من التصوير في المغرب، بعده سنعاود التصوير مرة أخرى في دمشق حيث بدأنا ، سيتم التصوير أيضا في المحافظات السورية على الساحل السوري إضافة إلى مراكش التي سننتقل إليها اليوم بعد انتهائنا من التصوير في بعض القصور التاريخية في مدينة مكناس بعد أن سبق لنا التصوير في مدينة فاس ومدينة ورزازات مقر الاستوديوهات السينمائية العالمية وإفران وشفشاون ومجموعة أخرى من المدن المغربية التي تتشابه كثيرا مع التضاريس الجغرافية والعمرانية لمدن الأندلس,وأعتقد أنه يمكننا تدارك الزمن المتبقي، فكما حدث معنا في مسلسل صلاح الدين الأيوبي سنتدارك عامل ضغط الوقت من خلال خطة للإنتاج نحاول قدر الإمكان تنفيذها ، وتدليل الصعاب الطارئة التي تنشأ أثناء التنفيذ، لدينا أمل كبير في أن يكون العمل جاهزا للعرض على الفضائيات العربية خلال شهر رمضان القادم إن شاء الله ، على صعيد آخر يمكن تسمية عمل صقر قريش بالعمل السوري المغربي حيث ستنقسم أماكن التصوير بين المغرب وسورية بشكل متساو تقريبا، كما أننا لا نستعير الأماكن المغربية كمجرد ديكور، وإنما نسعى أيضا إلى تأسيس شراكة حقيقية عبر إشراك عدد كبير من الممثلين المغاربة وكذلك الفنيين في العمل. @ بالمناسبة ما تقييمكم لأداء الممثلين المغاربة في هذا العمل ؟ * أنا شخصيا أعرف الممثل المغربي القدير حسن الجندي من خلال الأعمال التي شاهدناها له سواء في السينما أو في التلفزيون من خلال مشاركاته في الأعمال العربية وأبرزها دور أبو جهل في فيلم الرسالة للمخرج العربي العالمي مصطفى العقاد، أما محمد مفتاح فأعرفه عن قرب حيث سبق لنا أن عملنا معا في مسلسل الفصول الأربعة وبعده في مسلسل صلاح الدين الأيوبي ، والآن في صقر قريش كعمل ثالث بيننا كمخرج وكممثل ، وهو ممثل متميز وله طريقة خاصة في الأداء. في صقر قريش نتعرف إلى مجموعة أخرى من الممثلين لدينا مشاكل طبعا في التعامل مع اللغة العربية الفصحى من حيث مخارج الحروف والأداء، ونحاول قدر الإمكان تذويب هذه المصاعب في محاولة للوصول إلى انسجام بين ممثلين على اختلافهم وأوطانهم حيث يشارك في أيضا في العمل ممثلون من الأردن ولبنان. @ في الآونة الأخيرة لوحظ توجهكم للعمل على الأعمال التاريخية ما مرد ذلك ؟ * ربما يعرف المشاهدون العرب عن أعمالي التاريخية أكثر من الأعمال الأخرى التي تتناول قضايا معاصرة ، لكنني عمليا لم أقم إلا بإخراج ثلاثة أعمال تنهل مادتها من التاريخ وهي كما قلت الزير سالم وصلاح الدين الأيوبي وحاليا صقر قريش، بينما قمت بتقديم أعمال كثيرة تتناول قضايا راهنة ومعاصرة بتنوع ، فمنها ما يمكن تسميته بالكوميديا الاجتماعية ، كمرايا 98 ومرايا 99 مع ياسر العظمة،وعائلتي وأنا مع دريد لحام، إضافة بالطبع إلى الفصول الأربعة في جزئيه الأول والثاني، إضافة إلى أعمال أخرى. وفي كل الأحوال فأنا أعتقد أنه حتى الأعمال التاريخية فإنها تستمد مشروعيتها أصلا من ما يمكن أن تطرحه من أسئلة ومعاصرة وراهنة، وأعتقد أن عمل بقيمة صلاح الدين الأيوبي لديه رسالة ملحة ومعاصرة إلى أبعد الحدود، الأمر نفسه ينطبق على صقر قريش ومن قبل على الزير سالم الذي عرض ويعرض عبر اكثر من فضائية عربية. @ هذا على صعيد صقر قريش ، بالنسبة لمسلسل الفصول الأربعة سمعنا أن جزأه الثاني تغلب عليه القضايا الراهنة من قبيل الانتفاضة الفلسطينية وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وغيرها..؟ * مسلسل الفصول الأربعة هو عمل اجتماعي بقالب بسيط وهو ينتمي إلى نوع من المسلسلات التي تعتمد في كل حلقة موضوعا خاصا عبر عائلة متعددة الأعمار والانتماءات الاجتماعية والاقتصادية وهي بمجملها تقدم صورة مصغرة للمجتمع العربي. وكما حدث في الجزء الأول ، هناك موضوعات شديدة الحرارة كموضوع الانتفاضة الفلسطينية ، موضوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، موت الممثلة العربية سعاد حسني.. وغير ذلك من الأحداث الفنية أو وطنية أو قومية أو عالمية. @ بعيدا عن أعمالك، بدأ البعض يتحدث عن سقوط الدراما السورية بعد نجاحها الكبير في تكرار نفسها خاصة فيما يتعلق بأعمال الفنتازيا يعني نفس الديكور نفس الملابس نفس الشخصيات . ما ردك ؟ * الفنتازيا التاريخية هي نوع من الأنواع التي انتجتها وقدمتها الدراما السورية ، وهذا التنوع بحد ذاته أمر ضروري ودليل صحة وعافية، لكني قد أشاركك الرأي في أن هذا النوع الفني الذي اصطلح على تسميته بالفنتازيا التاريخية على ما يحمل هذا المصطلح من تناقض بدأ في الانحسار وسبب ذلك يعود إلى وقوع المشتغلين في هذا النوع من الأعمال في فخ الشكلانية وفي فخ التكرار، وفي كل الأحوال أنا أعتقد أن هذا النوع أصلا هو ابن غير شرعي للدراما التاريخية وقد ولد في ظرف محدد ولقي إقبالا كبيرا ، لكن خطورته تكمن في أنه يدعو إلى اختلاق التاريخ كبديل عن قراءته الحقيقية ، وهنا تكمن هذه الخطورة. بكل الأحوال بدأ هذا النوع في الانحسار، وهناك الآن عودة صريحة إلى التاريخ وإلى الوثيقة وإلى الحقيقة، وكما يبدو أن أصحاب هذا المشروع أنفسهم قد تخلوا عنه أخيرا. @ ما الذي يمكن أن تضيفه الأعمال التاريخية للعرب الآن في ظل أوضاع التقهقر الحالية ؟ * أنا شخصيا لا أنظر إلى أعمالي التاريخية من هذه الزاوية، كما أني لا أدعو إليها من خلال الأعمال التي أقدمها، بالعكس تماما أتمنى أن تكون لدي الحرية لتناول التاريخ دون أن أكون ملزما باحترامه على الطريقة المدرسية، كما أني أكره ما يسمى عادة بالإسقاط ، هذه القراءة التي تلوي عنق التاريخ وتفصله على مقاس الحاضر ومقولاته السياسية.فالعمل التاريخي يمكن له أن يطرح أسئلة راهنة ، لكنها أيضا أسئلة شمولية وهو بهذا المعنى يحتاج إلى قراءة أكثر انفتاحا قراءة لا تقيس الحاضر على الماضي ولا الماضي على الحاضر. @ هذا فيما يخص الساحة العربية، ألا تفكرون في اختراق الأسواق العالمية ؟ * نحن في سورية بالفعل نسعى إلى رفع سقف السوق التي باتت أحيانا لا تلبي كل الاحتياجات الإنتاجية التي يتطلبها العمل الجيد ، فمسلسل ك صلاح الدين الأيوبي على سبيل المثال كلف ما يقارب (3) ملايين دولار، وهو بهذا المقياس عمل خاسر من الناحية التجارية حتى لو اشترته جميع المحطات التلفزيونية العربية، وبالتالي هناك توجه لفتح أسواق جديدة أو على الأقل رفع السوق العربية في محاولة لجعلها تتعامل مع العمل الجيد بطريقة مختلفة عن الأعمال الأخرى ، فلا تقاس كل الأعمال بنفس المكيال. @ ما تقييمك كمخرج للدراما في المملكة العربية السعودية؟ * الدراما السعودية خصوصا والخليجية بشكل عام كما ألاحظ وأشاهد وأتابع بدأت تخط لنفسها طريقا يبدو أنه في الاتجاه الصحيح ، لكني أعتقد أن آفة أي دراما تكمن في تقليد درامات عربية أخرى، ونجاحها لا بد أن يتأتى من خلال إلتصاقها بالبيئة التي تتحدث عنها سواء من حيث الشكل الفني أو من حيث الموضوعات أو من حيث اللهجات، لأن هذا هو الطريق الوحيد لجذب المشاهد العربي.