عبر تحليل عمل أربع مؤسسات جامعية اسرائيلية؛ يخلص كتاب (التعليم العلمي والتكنولوجي في اسرائيل) إلى وضع تصور عام عن نقاط الضعف والقوة في العدو الاسرائيلي، وحاجتنا الشديدة الى معرفة واحدة من أهم المعضلات التي تواجه حاضرنا ومستقبلنا، وهي معضلة التعليم عامة، والتعليم العلمي والتكنولوجي بشكل خاص. وقد صدر الكتاب من القاهرة عن الدار المصرية اللبنانية، في 455 صفحة. وهو جزء من رسالة دكتوراه الدكتورة صفا محمود عبد العال المتخصصة في اللغة العبرية.وقدم له د. حامد عمار. ويركز الكتاب على مرحلة التعليم العالي، التي تخرج ذوي المؤهلات الأكاديمية، خصوصا أصحاب الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة ودراسات ما بعد الدكتوراة، مهتماً بالمؤسسات الجامعية التي تمنح الدرجة الجامعية الأولى في العلوم الطبيعية والنووية.ويحلل عمل أربع مؤسسات جامعية، هي: (الجامعة العبرية) و(جامعة بن غوريون) ومعهد الهندسة التطبيقية التكنولوجي (التخنيون) ومعهد وايزمان للعلوم. وقد تم التركيز أيضا على الكليات والمراكز العلمية التابعة للمعهدين، التي تمنح درجتي الماجستير والدكتوراة. ستة فصول وقد قسمت الباحثة الكتاب الى ستة فصول هي: 1 التركيب البنيوي للعلم والتكنولوجيا في اسرائيل قبل وبعد قيام الدولة. 2 القدرات المؤسسية لبرامج البحث والتطوير الاسرائيلية الحكومية وغير الحكومية. 3 مجالات البحوث الاستراتيجية العلمية والتكنولوجية. 4 فلسفة ومسارات التعليم التكنولوجي وتنوعها. 5 جامعات التعليم العلمي والبحثي. 6 جامعات التعليم التكنولوجي والنووي. والتقدم العلمي والتكنولوجي الاسرائيلي لم يكن نتاج الجهد الاسرائيلي وحده، ولكنه جاء أيضا من نتاج المهاجرين اليها، ومن اعتمادها على حجم هائل من المعونات، لم يتيسر لأية دولة في العالم، كما توافر لها من التسريب والسطو والتجسس العلمي والتكنولوجي ما لم يتح لدولة أخرى في عالمنا المعاصر. ويبرز الكتاب مؤشرات احصائية كثيرا ما تتخذ اساسا لتقييم الأوضاع العلمية والتكنولوجية وطاقاتها وقدراتها في هذا المجال، منها: 1 عدد أجهزة الكمبيوتر الشخصي عام 1997 لكل ألف شخص من السكان: مصر 7.3 جهاز.. اسرائيل 186.1 جهاز، الولاياتالمتحدة 406.75 أجهاز. 2 المتعاملون مع شبكة الانترنت عام 1999 لكل عشرة آلاف شخص من السكان: مصر 0.31، اسرائيل 168.96 الولاياتالمتحدة 1131.52. 3 نسبة الصادرات من التكنولوجيا الدقيقة الى مجمل الصادرات السلعية عام 1997: مصر 7% ، اسرائيل 33% الولاياتالمتحدة 44%. 4 الانفاق على البحث والتطوير من الناتج القومي (بالمائة) لعام 1997: مصر 2%، اسرائيل 2.4% الولاياتالمتحدة 2.6%. الترجمة وقد اهتمت اسرائيل اهتماما كبيرا بالترجمة من أجل احياء اللغة العبرية وتغطية احتياج الوظائف التكنولوجية العلمية الى الالمام بما يستجد في مجال كل منها، وتطويع بحوث الدول المتقدمة وتطبيق تجاربهم بما يسهم في زيادة الابتكار والابداع داخل اسرائيل. وقد تجلى هذا الاهتمام الكبير بالترجمة حين سعت اسرائيل الى اقتناص أكبر نصيب من كعكة سوق الترجمة، والتي قدرتها مجلة (النيوزويك) بنحو 20 مليار دولار عام 1989.والمثال متروك لكل المسئولين في مؤسساتنا العربية دون تعقيب. د. حامد عمار في سياق تقديمه، أشار إلى أننا كي نلحق بالعصر الذي نعيش فيه، لابد من صياغة مجتمع يولد طاقات التجديد والابتكار لدى المعلمين والاساتذة والعلماء والخبراء والمتخصصين والباحثين والمنظمين ممن يسعون الى تحقيق مهمات رئيسية أربع أولاها: ايلاء أولوية متقدمة لعلوم المستقبل في مختلف مراحل التعليم وثانيها: نقل كل جديد أو متطور في عالم المعرفة العلمية وتطبيقاتها التكنولوجية،واستيعاب هذه المعرفة لتصب باستمرار في مجرى المنظومة التعليمية في مناهجها وطرق التعليم والتعلم الذاتي.وثالث تلك الاعتبارات توفير البنية الأساسية والمعدات والتجهيزات والحواسب والمعامل وغيرها مما تحتاجه عمليات التعليم والتعلم في المدارس والجامعات، فضلا عن مراكز البحث العلمي وشبكة الاتصالات وقواعد المعلومات. ورابع تلك الحلقات هو الادارة المجتمعية لاقتحام عصر المعرفة والتوظيفات التكنولوجية والمثابرة من أجل انتاج المعرفة الجديدة والمتجددة محليا وقوميا من خلال البحوث الجامعية وأكاديميات البحث العلمي.