القاهرة - ا ف ب - اعلن مسؤول في وزارة الثقافة ان مصر تعتزم التعاقد مع احدى دور النشر الاوروبية لترجمة مؤلفات للكاتبين الاسرائيليين عاموس عوز وديفيد غروسمان الى العربية. وقال مدير المركز القومي للترجمة، جابر عصفور "امل ان يتم التعاقد قبل بداية تموز (يوليو) مع ناشرين فرنسيين او بريطانيين، من دون المرور على الناشرين الاسرائيليين". واوضح عصفور ان وزير الثقافة فاروق حسني المرشح لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو, وافق على ذلك. وأكد انه لم ولن يتعامل مع اية جهة نشر اسرائيلية بعد ان وقعت هيئة وزارة الثقافة المصرية على اتفاقيات حماية حقوق المؤلف واتفاقيات حماية الملكية الفكرية. وقال عصفور انه "سبق للمشروع القومي للترجمة الذي كان تابعا للمجلس الاعلى للثقافة قبل تأسيس المركز في العام 2006 ان اصدر خمسة كتب عن اللغة العبرية"، وهي: "العلاقات بين المتدنيين والعلمانيين في اسرائيل" و"تاريخ يهود مصر في الفترة العثمانية" و"تاريخ نقد العهد القديم من اقدم العصور حتى العصر الحديث" و"شخصية العربي في المسرح الاسرائيلي" و"العربي في الادب الاسرائيلي"، كما صدر باللغة الانكليزية كتاب "قصص اليهود". وأشار عصفور إلى أن "المركز توقف عن الترجمة عن العبرية، لئلا يكون مضطراُ إلى التعامل مع اية جهة اسرائيلية تعمل في مجال النشر وتوزيع الكتب". الا ان ذلك لم يمنع، كما يقول عصفور، من "استمرار المركز في مواصلة سياسته في نشر ترجمات لروائع الفكر والادب في العالم، بما في ذلك النصوص العبرية، ولكن عن طريق لغات اجنبية وسيطة، احتراما لحق القارىء العربي في المعرفة ومن خلال التفاوض مع ناشرين من اوروبا والولايات المتحدة." ومصر هي اول دولة ابرمت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979، إلاّ أن المثقفين المصريين يرفضون اي تطبيع للعلاقات مع اسرائيل. وكان فاروق حسني تعرض لانتقادات شديدة من مثقفين يهود بسبب تصريح قال فيه انه مستعد ل "حرق" كتب اسرائيلية اذا كانت موجودة في مكتبة الاسكندرية. ثم أعرب حسني عن "اسفه" لهذه الكلمات التي صدرت عنه قبل عام، مؤكّداً انه استخدم "تعبيرا شعبيا" درج المصريون على استخدامه عندما يريدون نفي شئ نفيا قاطعا. وقال عصفور "لا يمكننا التعامل مباشرة مع الناشرين الاسرائيليين لان هذا سيثير عاصفة من الاحتجاجات في مصر والعالم العربي ولذلك قررنا التفاوض مع دور نشر اوروبية". واضاف انه ينتظر ردودا من الناشرين الاوروبيين للحصول على حقوق الترجمة من الانكليزية او الفرنسية لاعمال روائيين مثل عوز وغروسمان، وهما قريبان من معسكر السلام في اسرائيل. واشار الى ان من بين الاعمال التي قد تُختار للترجمة مجموعات قصصية لعوز او "الريح الصفراء" لغروسمان او اعمال من المدرسة التي يطلق عليها "المؤرخون الجدد" في اسرائيل مثل توم سيغيف وآفي سريم. وقررت اسرائيل رفع اعتراضها على ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونيسكو. ولكن الملحق الثقافي للسفارة الاسرائيلية في القاهرة بني شاروني قال إنه "سلم لوزارة الثقافة (المصرية) قوائم بكتب اسرائيلية تمت ترجمتها بالفعل الى العربية من دون ان احصل على اي اجابة, فلا يوجد تعاون مطلقا". واضاف ان "كل اعمال نجيب محفوط ترجمت في اسرائيل", واعرب عن اسفه لرفض الروائي المصري علاء الاسواني عروضا من ناشرين اسرائيليين لترجمة اهم اعماله "عمارة يعقوبيان" الى العبرية. ويسلّم حسني بأنه كوزير للثقافة منذ 22 عاما لم يفعل شيئا من اجل التقارب الثقافي مع اسرائيل، متبنّياً وجهة نظر المثقفين المصريين الرافضين ل "التطبيع". يذكر أن "مركز الأبحاث الفلسطينية" ترجم عدداً كبيراً من الكتب والمؤلفات العبرية إلى العربية. وفي المقابل، كانت "لجنة الكتب" التابعة لوزارة التعليم الإسرائيلية، ألغت تدريس الفصل عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش. لكنها قررت الابقاء عليه في المنهاج. واعطت خيار تدريسه اولا للمعلمين. وبعد وفاة الشاعر، عادت أصوات إسرائيلية تطالب بتدريس قصائد درويش. ----------- تعليق الصورة: لافتة ترحيب بالعربية والعبرية، على باب الصف الخامس في مركز "يداً بيد لتعليم العبري – العربي، في القدس. وفيه يدرس التلاميذ اللغتين على يد أساتذة يهود وعرب، تحت شعار "نتعلّم معاً، نعيش معاً. (عن موقع daylife.com)