بدأ أكثر من سبعين مليون ناخب باكستانى أمس التصويت في اول انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ استيلاء الحاكم العسكري برويز مشرف على السلطة في عام 1999 الا ان معارضين قالوا انه رغم التعهدات باستعادة الحكم المدني فانه مازال يحتفظ بسلطة مطلقة. وشابت عمليات التصويت بعض البطء في البداية بالمدن الكبرى. ويتنافس في الانتخابات 83 حزبا يؤيد احدها مشرف الا انه لا يشارك فيها الزعماء السياسيون للتيارات الاساسية في البلاد الذين يعيشون في المنفى.وشهدت المناطق الريفية بعض النشاط حيث ينقسم ولاء الناخبين بين عدة احزاب.وقالت الشرطة ان رجلا قتل بالرصاص واصيب اثنان في اشتباك عند احد مراكز الاقتراع في بلدة مورو على مسافة 300 كيلومتر شمالي كراتشي. وتحمي قوات الشرطة مراكز الاقتراع وسط مخاوف من اعمال عنف قد تقوم بها بعض الجماعات.وتعرض مشرف لانتقادات شديدة من جانب المعارضين السياسيين والمراقبين المستقلين لسعيه للتلاعب بالانتخابات لمصلحته لتشكيل جمعية وطنية موالية. وتتألف الجمعية من 342 مقعدا.الا ان عملية التصويت في حد ذاتها يتوقع ان تكون نزيهة حيث يقوم اكثر من 300 مراقب اجنبي من الاتحاد الاوروبي والكومنولث بمتابعة سير الانتخابات في شتى انحاء البلاد. ووعد مشرف بان يسلم السلطات التنفيذية باكملها لرئيس الوزراء الجديد لكنه يقول انه سيحتفظ بدور اشرافي مع سلطة حل البرلمان. وكانت استطلاعات الرأي قد كشفت ان رابطة المسلمين الباكستانيين الموالية لمشرف تواجه منافسة شرسة من جانب حزب الشعب الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي تعيش في المنفى.وعشية الاقتراع لم يكن من الممكن تحديد أى من الحزبين الاهم فى البلاد سيحظى بالاغلبية فى هذه الانتخابات حيث ما زال التنافس الشديد سائدا بين حزب الشعب الباكستانى الذى تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو والرابطة الاسلامية الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذى خلفه مشرف عام 1999 فى انقلاب عسكرى0وكانت الانتخابات التشريعية الاخيرة نظمت عام 1997 و ميزها عزوف الباكستانيين عن الاقتراع حيث لم تتجاوز بلغت نسبة المشاركة فيها 36 فى المئة 0ومعروف ان بينظير بوتو ونواز شريف غير موجودين فى باكستان منذ عدة سنوات. وأفادت التقارير الواردة من المدن الرئيسية أن الاقبال على الاقتراع في الانتخابات العامة الباكستانية كان ضعيفا في الساعة الاولى من عملية التصويت أمس /الخميس/ ورغم أن يوم الاقتراع هو يوم عطلة، لم تشاهد طوابير من الناخبين خارج مراكز الاقتراع في كراتشي أكبر المدن الباكستانية. وبدت الطرق خالية تقريبا من حركة السيارات لان الادارة وضعت يدها على الحافلات لخدمة موظفي الانتخابات أو مرشحيها المفضلين طبقا لما ذكرته قناة جيو الاخبارية التلفزيونية. وأخفى العديد من السائقين حافلاتهم خشية مصادرتها. والهدف من الانتخابات استعادة الديمقراطية البرلمانية في باكستان بعد ثلاثة أعوام من الحكم العسكري للرئيس الجنرال برويز مشرف. وتعرضت طائرة صغيرة كانت تقوم بإسقاط منشورات لمرشح في المنطقة القبلية إلى إطلاق نار مما أدى إلى مقتل مساعد الطيار.