بدرية بنت الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل الشيخ المبارك ماجستير توجيه وإرشاد نفسي تعمل نائبة مديرة الإشراف التربوي بمحافظة الاحساء متزوجة ولديها أبناء.. حاورها (الخميس) لتلقي لنا الضوء على حياتها العلمية والعملية.. فكان هذا الحوار.. @ مشوارك التعليمي (الزمان والمكان) وحتى تسلمك الوظيفة؟ مشواري كان طويلا مع العلم والعمل معا.. فبعد انتهائي من المرحلة الابتدائية تلاها معهد المعلمات المتوسطة ثم معهد المعلمات الثانوي، والذي بناء عليه عينت معلمة. ولكن حب العلم دفعني للتزود بالمزيد منه وثقتي بانه ليس هناك عوائق تستطيع ان تصمد أمام طموح الإنسان وتطلعاته.. فبعد مشواري التعليمي المرافق لسنوات عملي كنت أعمل صباحا وبعد انتهاء الدوام أخص وقتي الباقي للدراسة فلم أكتف بثانوية معهد المعلمات بل طمحت لأحصل على الثانوية العامة وحصلت عليها بالانتساب في الاحساء. ثم فتحت كلية الدمام أبوابها لقبول المتنسبات فكنت من ضمن الدفعة الثانية المتقدمة للدراسة وتخرجت من هالكلية بتفوق مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد.. وبقيت اتطلع لأقرب فرصة يمكن ان أكمل بها طريقي لتحصيل العلمي فمنحتنا جامعة الملك فيصل الفرصة الذهبية التي كنا ننتظرها فالارتباط الوظيفي لا يمكنني الالتحاق بأي جامعة ما لم تكن في الاحساء، فالتحقت بكلية التربية بجامعة الملك فيصل في برنامج التوجيه والارشاد النفسي مع كوني على رأس العمل فكنت انهي عملي لأذهب الى الجامعة وأحيانا لا أعود الى المنزل إلا في الساعة السابعة مساء على حسب الجداول المطروحة. وأكملت دراستي دون تفرغ ولا حتى تفرغ جزئي وحصلت على تقدير ممتاز في جميع مواد البرنامج ولله الحمد والشكر على ما تفضل به علي من نعم وما سهل لي من سبل التعلم. @ حدثينا عن رحلتك العملية منذ أول يوم تم تعيينك فيها وحتى الآن والمواقع التي عملت بها؟ بعد انتهائي من معهد المعلمات عينت معلمة للمرحلة الابتدائية (الابتدائية الخامسة بالهفوف) وقمت حينها بتدريس مادة الرياضيات للصفوف العليا. وحسب حاجة المدرسة اضيفت لي مادة العلوم والاشراف على المقصف المدرسي والمكتبة المدرسية مع المشاركة في النشاط المدرسي أيضا، فقد كنا مجموعة تعمل دون حساب او قيود تفرضها بل تتقبل كل عمل يسند اليها برحابة صدر. فلإيماننا بأننا خرجنا للعمل وان كل دقيقة نقضيها فيه يجب ان نكون منتجين فلا نحب هدر الوقت. وبعد ست سنوات في العمل كمعلمة رشحت كمساعدة لمدرسة ابتدائية وكانت المدرسة الأولى بالكلابية والتي قضيت فيها سنة كمساعدة قمت خلالها بتدريس مادة الرياضيات حيث ان معلمة الرياضيات في اجازة مرضية وكان دافعا مني دون فرض وحرصا على الطالبات بحيث لا تفوتهن المناهج وبعد سنة من العمل كمساعدة رشحت مديرة لنفس المدرسة ولمدة 4 سنوات. فقد كانت أيام جميلة حصلت فيها ألفة كبيرة بيني وبين أهالي هذه القرية التي مازلت أكن لها كل احترام وذكرى طيبة وبعد حصولي على المؤهل الجامعي رشحت كمساعدة للمرحلة الثانوية وكانت الثانوية الرابعة بالهفوف هي مكان ترشيحي لهذه الوظيفة وباشرت العمل بها لمدة 6 سنوات كانت سنوات حافلة بالعطاء فقد منحت هذه المدرسة الكثير من الجهد والوقت وجنيت أنا وزميلاتي ثمار ذلك من ارتفاع المستوى التعليمي للطالبات وبروزها من ضمن المدارس المتألقة في احسائنا الحبيبة التي تزخر بالمدارس المثالية والكفاءات المعطاءة. وبعد ذلك رشحت مساعدة لمديرة الاشراف التربوي للمرحلة الابتدائية من عام 1412ه الى عام 1416ه ثم رشحت بعد ذلك مساعدة لمديرة الإشراف للمرحلة المتوسطة مع تكليفي بالنيابة عنها حال غيابها او ارتباطها باللجنة للثانوية العامة.. وفي العام المنصرم كمساعدة متفرغة لمديرة الإشراف مع استمرار النيابة عنها ومستمرة الى الآن. @ البرامج والدورات إن وجدت؟ حصلت على الكثير من الدورات والحلقات وكلها في مجال عملت به، فلما كنت معلمة حصلت على دورات في أساليب تدريس الرياضيات الحديثة. وبعد عملي الإداري التحقت بدورتين في الإدارة المدرسية، وكذلك أثناء عملي في الإشراف التربوي أحرص كثيرا على حضور الحلقات التي يقيمها معهد الإدارة فالتحقت بثلاث دورات الى الآن لها مساس بطبيعة العمل وهي تقويم الأداء الوظيفي، ادارة النزاع في مجال العمل، والقيادة والإبداع اضافة الى دورتين في الحاسب الآلي والاسعافات الأولية. @ رحلاتك وزياراتك (الشخصية والعملية)؟ قمت بعدد من الرحلات السياحية لعدد من دول أوروبا ودول عربية، ولكن دائما أعود وأنا أقول ما أغلى ثراك ياوطني وما أعبق نسماتك التي تسري في وجداننا فتربطنا بك أكثر وأكثر. @ ماذا استفدت من وظيفتك.. أي ماذا أعطتك الوظيفة؟ تعلمت من العمل ان الإنسان كلما أعطى عمله من الجهد والاخلاص كلما حصل على أفضل النتائج. فالإخلاص في العمل ومراقبة الله عز وجل والصدق والأمانة في تأدية العمل ومع الآخرين هي التي تمنح الانسان أفضل النتائج التي يتوقعها من عمله وخاصة عملنا التربوي الذي تحملنا أمانة عظيمة لا نستطيع ان نؤديها إلا اذا تحلينا بأرقى الخصال الأخلاقية العظيمة وضبط النفس والترفع عن دنايا الأمور. @ ماذا يعجبك في عملك وما لا يعجبك.. وكيف تعززي الإيجابيات وأفكارك لتصحيح السلبيات؟ يعجبني في عملي انه منحني الفرصة انا ومن معي من الزميلات في نفس المضمار ان نؤدي واجبنا لوطننا الحبيب، بالاشراف على العملية التعليمية في المدارس ومحاولة الارتقاء بالمستوى التعليمي والتربوي لطالباتنا العزيزات. @ هل ترغبي في ان يتوجه أبناؤك لمثل تخصصك؟ نحن علينا ان نربي أبنائنا ونترك لهم فرصة الاختيار ومن باب الطرافة فابنتي من وحي صغر سنها أحيانا تتمنى ان تكون مثلي وأحيانا اذا رأتني قادمة من العمل متعبة تقول لا أنا سأكون طبيبة لأعالجكم. @ تطلعاتك المستقبلية وطموحاتك.. وهل خطط لها؟ أتطلع ان يصل بالمستوى التعليمي في مدارسنا لأرقى مستوى من خدمات تقدم للطالبات والقضاء على جميع العوائق التي تعيق الوصول الى هذا الهدف وان شاء الله أملنا كبير في التخطيط المستقبلي الذي يقوم به المسؤولون في وزارة المعارف وفي شؤون تعليم البنات. وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر ان نصل الى أفضل النتائج في هذا المضمار.