في دراسة وضعها أليعازر أدلشتاين أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية والمتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بعنوان (الأسلحة الإسرائيلية في العالم) والتي صدرت في أواخر شهر يوليو الماضي، وتقع في 280 صفحة، كشف من خلالها الجهود الإسرائيلية في بيع الأسلحة والفوائد الإيجابية العديدة التي عادت على إسرائيل من وراء ذلك على كافة الأصعدة. وكشفت الدراسة أيضا عن قيام إسرائيل وعن طريق الموساد ( الذي تولى رئاسته قبل شهر الجنرال المتقاعد مئير داغان المعروف بآرائه السياسية اليمينية وصلته الوثيقة بشارون) بالاتفاق مع حركة التمرد في جنوب السودان التي يتزعمها جون قرنق على بيع عدد من الأسلحة والأجهزة العسكرية المتطورة لها مقابل حق التنقيب عن البترول. وحسب الدراسة فقد قام العميد شاؤول دهان سكرتير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية بالاتفاق مع حركة قرنق في تشرين الأول/أكتوبر 2001 على بيع الأسلحة والأجهزة العسكرية المتطورة مقابل السماح لشركتي ميدبر ونيفت وهي شركات إسرائيلية صينية مشتركة بالتنقيب عن البترول في مناطق الرك ويابيبور وتونج وأكوبو وهي المناطق التي تخرج أنقى أنواع البترول وأكثرها جودة في العالم. يذكر أن هذه الدراسة تزامنت مع الكشف عن بعض الصفقات العسكرية التي أبرمتها إسرائيل مع عدد كبير من دول العالم آخرها بيع عدد من طائرات الأباتشي إلى تايوان ودبابات ميركافا وطائرات بدون طيار إلى تركيا وصواريخ حيتس المتطورة إلى الهند. ووصلت قيمة هذه الصفقات إلى قرابة المليار دولار. وقد أعرب المستشار السياسي للرئيس السوداني قطب المهدى، وكما ذكر موقع مركز الإعلام الفلسطيني عن اعتقاده بوجود مطامع صهيونية في بلاده مذكرا بأن الكيان الصهيوني تدخل في قضية الجنوب السوداني منذ بدايتها كما يلمس السودان الأصابع الصهيونية في مناطق أخرى منه. وقال المهدي إن الصهاينة يقومون بإعداد خريطة جديدة للسودان بحكم عدة مطامع لهم هناك وأن مطامع الصهاينة في المنطقة كبيرة ورغبتها في استنزافها أكبر وذلك بهدف تحييد السودان خاصة في الطور الحالي من الصراع العربي الصهيوني. وأضاف المهدي ان العدو الصهيوني يرغب في إقامة دولة انفصالية في جنوب السودان لا تربطها بالسودان أو بمصر أي علاقة حضارية أو روحية أو ثقافية. ويذكر أن وزير الخارجية السوداني اتهم الكيان بتدريب حركة التمرد وإصلاح آلياته العسكرية وإنشاء مطار في الجنوب لذلك وهو ما تعاقب على تكرار مثله عدد من المسؤولين السودانيين في غضون ذلك، وكما ذكر موقع الشهيد، كشف السفير السوداني في القاهرة أحمد عبدالحليم عن مخطط لإقامة دولة في جنوب السودان على شاكلة إسرائيل وقال في ندوة نظمتها اللجنة المصرية للتضامن إن هذا المخطط تم تدارسه قبل عامين في اجتماع في تل أبيب ضم زعيم حركة التمرد السودانية جون قرنق وممثلين عن ارتيريا وكينيا وأوغندا. وأشار السفير السوداني إلى أن إسرائيل ستتولى الإشراف على جيش هذه الدولة وتسليحه بدعم غربي، وحذر من الاستهانة بالأمر والارتكان إلى ما يسمى بتراجع أو تعديل في الموقف الأوروبي أو الأميركي من السودان. وردا على هذه الاتهامات، قال جون قرنق، ومن خلال استضافته في برنامج "لقاء اليوم" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية: قطعاً ليس لدي أي علاقة مع إسرائيل، ولكن هنا دول أخرى توجد على أرضها سفارات إسرائيلية، أما نحن فليس لدينا لا علاقات تكتيكية ولا استراتيجية مع إسرائيل، ولم نتلق أي مساعدات من إسرائيل، وأنا مدرك أن في الإعلام العربي الكثير من الكلام حول وجود علاقة بين الحركة وإسرائيل، وأننا نتلقى مساعدات منها، لا بل إن هناك تقارير تذكر أنني حصلت على الماجستير من إسرائيل، وهذا بالطبع ليس صحيحاً، فقد حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدة، إذًا الجواب كلا، قطعاً، ليست لدينا أي علاقة بتاتاً مع إسرائيل. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف ستمنع السودان الموساد من تحقيق أهدافه؟ أم أن الموساد سيستمر في العمل وبدون أي إزعاج من أي حكومة عربية. ؟ وفيما يلي نبذة قصيرة جداً عن الموساد (كما ورد في الموسوعة السياسية، ج 6، ص 117 وما بعدها ) الذي تتفاخر به إسرائيل: المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن (الموساد) هي اختصار لعبارة (موساد لعالياه بت) العبرية أي منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن . أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه. هناك الآن جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية ويحمل نفس الاسم أسس 1953 قوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع لمنظمة الهاغاناه، وتطور ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات، وتنحصر مهماته الرئيسية فيما يلي: . إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية وزرع عملاء وتجنيد المندوبين في كافة الأقطار. . إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم. . وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، مرفقا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب اتباعها في ضوء المعلومات السرية المتوافرة. يضم الموساد ثلاثة أقسام هي: 1- قسم المعلومات: ويتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها ووضع الاستنتاجات بشأنها. 2- قسم العمليات: ويتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل ضمن إطار مخطط عام للدولة. 3- قسم الحرب النفسية: ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها مستعينا بذلك بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية. وقد ألحقت بجهاز الموساد مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي حيفا ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية. تورط الموساد في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية منها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.