دعا الرئيس السوداني عمر البشير نظيره الجنوبي السوداني سلفاكير ميارديت الى الخرطوم لإجراء محادثات تنهي التوتر وتستهدف تسوية القضايا العالقة بينهما في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدين، وأعرب البرلمان السودانى عن قلقه البالغ إزاء عزم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «موساد» افتتاح مركز إقليمى في جوبا عاصمة جنوب السودان، ووصف الأمر بأنه «تهديد أمني خطير». وقال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين للصحافيين عقب اجتماع مجلس الوزراء في جوبا ان سلفاكير قبل دعوة من نظيره السوداني لزيارة الخرطوم خلال أيام، موضحاً أن رئيس الجنوب سترافقه مجموعة من الوزراء لمناقشة ترتيبات ما بعد استقلال الجنوب خصوصاً القضايا المتصلة بالنفط، وترسيم الحدود، والنزاع على أبيي ومصير الجنيه السوداني القديم، فضلاً عن حق المواطنة والإقامة. ووقع البلدان اتفاقاً الشهر الماضي، ينص على تأسيس عشر نقاط تسهيل حركة البضائع والمواطنين على طول حدودها المشتركة التي تمتد أكثر من ألفي كيلومتر، لكن علاقتهما متوترة منذ انفصال الجنوب في تموز (يوليو) الماضي وقيدت الخرطوم حركة التجارة ومنعت عبور السلع الأساسية من الشمال ما ادى الى إلى رفع أسعار، وتتهم الحكومة السودانية جارتها الجنوبية بدعم متمردي دارفور والحركة الشعبية في الشمال في النزاعات المسلحة الجارية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأكد البشير ليل السبت - الاحد، ان حكومته تريد إنهاء الصراع مع الدولة المستقلة حديثاً من خلال الحوار، لكن من دون أي وساطة خارجية، وقال أمام أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم إن العلاقات مع جوبا مهمة للغاية، ويتعين على الجانبين حل المشكلات من دون وساطة أجنبية، مؤكداً الحاجة إلى تسوية القضايا من خلال الحوار. وأضاف أن دولة جنوب السودان الوليدة تحظى بأهمية خاصة في علاقات بلاده الخارجية، وأن ما وقع بينها وبين السودان هو انفصال سياسي لا ينبغي أن يكون انفصالاً بين شعبين. إلى ذلك أعرب البرلمان السوداني عن قلقه البالغ إزاء عزم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «موساد» لافتتاح مركز إقليمي له في جوبا عاصمة جنوب السودان، ووصف الأمر بأنه «تهديد أمني خطير». وكشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان اللواء محمد مركزو كوكو، في تصريحات عن اتجاه البرلمان لمناقشة الأمر مع جهاز الأمن والاستخبارات لاقرار خطط وقائية. وأضاف «إن الحكومة السودانية على علم تام بعلاقة الجنوب بإسرائيل»، إلا أنه وصف فتح محطة إقليمية للموساد في جوبا بأنه يتطلب إجراءات احترازية لتأمين الحدود باعتباره تهديداً مباشراً للشمال. وذكرت تقارير أن اسرائيل تريد الدولة الوليدة قاعدة تدار منها جميع الأنشطة الإسرائيلية الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية على مستوى شرق أفريقيا، وكذلك أجزاء أخرى مهمة من أفريقيا، وأن وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور يرى أن محطات «موساد» المنتشرة في عدد من الدول الأفريقية في شرق أفريقيا ومنطقة حوض النيل يجب تركيزها في محطة رئيسة ومركزية مقرها الجديد في عاصمة دولة الجنوب. وأشارت إلى أن مهمات هذه المحطة تحددت على ضوء التطور الاستراتيجي للتعامل الإسرائيلي تجاه أفريقيا عموماً وشرق أفريقيا أو ما سماه بقوس الأزمات «الصومال وجنوب السودان ومنطقة حوض النيل وصولاً إلى منطقة دارفور» وحدد الأهداف المتوخاة من إقامة هذه المحطة وهي مكافحة ما سماه الإرهاب الفلسطيني ممثلاً في تهريب الأسلحة والعناصر المسلحة وبناء عمق أمني واستخباري يكون بمثابة عين راصدة تنقل المعلومات المهمة عن وجود مصادر تهديد إضافة إلى العمل المنسق مع شركاء أفارقة في جنوب السودان ودفع دول حوض النيل أثيوبيا وأوغندا وكينيا في نطاق منظومة استخباراتية قادرة على العمل الدفاعي والهجومي.