اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات السوداني السابق عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم قطبي المهدي إعلان دولة الجنوب اتفاقاً لبيع نفطها إلى إسرائيل بمثابة نسف للاتفاق بينها وبين الخرطوم. كما اتهم الحزب الحاكم الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدعم متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» بمبلغ 24 مليون دولار لدعم النشاط السياسي والعسكري للمتمردين من أجل اطاحة نظام الرئيس عمر البشير. وأكد المهدي أن حكومته لن تسمح بعبور نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية إلى إسرائيل، وقال إن اتفاق أديس أبابا لم ينص على من هي الجهات التي يمكن للجنوب أن يبيع نفطه لها، ولكن هذا الاتفاق لن يمنع الخرطوم من صدور «قرار سيادي» بحظر تصدير نفط الجنوب عبر السودان إلى تل أبيب. ووصف المهدي إعلان جوبا اتفاقها مع اسرائيل في هذا التوقيت بأنه محاولة لدفع مفاوضي الجنوب إلى التعنت وإفراغ ملف النفط من مفعوله، لا سيما وأن الحكومة السودانية ظلت تربط بين تصدير النفط وتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية وفك ارتباط الجيش الجنوبي مع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال». واستبعد أن يؤثر اتفاق جوبا وتل أبيب على الاقتصاد السوداني، وقال: «إننا رتّبنا موازنتنا على عدم الاعتماد على عائدات نفط الجنوب اطلاقاً». وكان وزير النفط في حكومة جنوب السودان ستيفن ديو داو أعلن اتفاقاً يقضي ببيع النفط إلى إسرائيل، وذلك عقب زيارة رسمية إلى تل أبيب خلال الأيام الماضية. وتعززت العلاقات بين دولة جنوب السودان وإسرائيل في أعقاب حصول الجنوب على استقلاله قبل نحو عام ونصف. الى ذلك، أكد نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الأميركية في السودان كرستوفر روان التزام بلاده تطبيع العلاقات مع الخرطوم. وأبدى تفاؤله بأن تشهد الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما اهتماماً أكبر بالملف السوداني خصوصاً في حال وافق الكونغرس على تعيين جون كيري وزيراً للخارجية بوصفه خبيراً فى شؤون السودان وزاره غير ما مرة. وأضاف الديبلوماسي الأميركي الذي كان يتحدث في احتفال السفارة الأميركية في الخرطوم لمناسبة تنصيب أوباما لولاية ثانية، أن المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان وجنوب السودان بريستون ليمان لا يزال يقوم بمهماته على رغم أنه تقدم باستقالته من منصبه، وتوقع أن تتم قريباً تسمية مبعوث جديد بدلاً منه. لكن مسؤول التنظيم في الحزب الحاكم حامد صديق اتهم الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدعم متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق بمبلغ 24 مليون دولار لدعم النشاط السياسي والعسكري للمتمردين من اجل اطاحة نظام الرئيس عمر البشير، وقال إن الدعم «معلوم لدينا»، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد عمليات التمرد العسكرية.