في المجتمع الحديث، الذي نعيش فيه، ثبت وتحقق، أن الخدامة او الشغالة، قد اصبحت من الأمور الضرورية لكل العائلات والبيوت، على مستوى الكثير من المستويات العائلية، وعلى اختلاف اوضاعهم وبالذات بعدما حصل التطور لمجتمعات غالب العائلات والاسر، بعدما سمح لربات البيوت والاسر، بالعمل في الوظائف المتنوعة، حيث تحققت لهم أمنية التعليم في الجامعات،وما خلفوا من الاطفال، واحتياج أمهاتهم الى رعاية اولئك الاطفال وتربيتهم، في الوقت الذي تكون الام غائبة في عملها الذي تؤديه، بعيدة عن بيتها، فتقوم الخادمة او الشغالة بالاهتمام برعاية الاطفال، ودور تجهيز الطعام لربة البيت والأسرة، بالاضافة الي نظافة البيت والأواني والغرف والملابس، وهذا التطور الاجتماعي، جعل الاسر تضطر لاستقدام الشغالات، والاستعانة بهن، في هذه الأمور والواجبات، بعد ان جلبت واستوردت من الأماكن البعيدة بالاضافة الى ما تدفعه الاسر من مبالغ باهظة من المال، زيادة على دفع الرواتب الشهرية.. وسبق ان حاول البعض من الأسر أو المواطنين والأهالي، اقناع بعض المواطنات اللائي تمارسن الاستجداء والتسول بدافع الفقر والحاجة، في الأسواق والمساجد والطرق والبيوت والمحلات الاخرى، يفضلن الاستجداء والشحاذة، رغم التعب والمذلة والاهانة، دون ان يفضلن ذلك على العمل كخادمات في البيوت، وقد فشلت هذه التجربة، وتطبيق هذه الفكرة، وربما ان ذلك الامر من التجربة يحتاج الى دراسة وتشجيع من الجهات الاجتماعية للتخلص من ذل التسول ومن مشكلة استقدام الشغالات من الخارج، والواقع ان التسول قد اساء الى التطور، وأدى الى تشويه المجتمع، ومن خلال توسع وتقدم المجتمع، بادر باستقدام الشغالات من عدة جهات بعيدة وشاسعة، من الهند. وسريلانكا، واندونيسيا، ومحلات اخرى، وبمرتبات ومصاريف متعددة وكبيرة، وبسرعة لاستقدامهن واختيارهن، وبالذات عندما كان استيرادهن بسرعة وسهولة واسعار معقولة، من الجارة الشقيقة (البحرين) فقد عادت المصلحة والفائدة المادية والاجتماعية على الطرفين وكانت المشاكل قليلة والحل يتم بسرعة، والمؤسف له ما حصل من تعقد لاستقدام الشغالات من البحرين القريبة لدوافع ادت لإغلاق باب الاستقدام لأسباب ألحقت الأضرار بالطرفين وعرقلت الاستقدام، بشكل يحتاج لاعادة النظر فيه، ان كانت هناك رغبة في ذلك لمعالجة الأمر بين الطرفين. لقد لفت نظري البحث الذي نشره الاستاذ (سعود الريس) في (جريدة الحياة الغراء) في العدد 14421 وتاريخ 13 سبتمبر بعنوان: (اكثر من خمسة آلاف خادمة، تم تسفيرهن من السعودية خلال ثمانية أشهر، ومآخذ كثيرة على مكاتب التشغيل) وكان لما نشره الكثير من الاهمية، في ذلك التعليق البناء، الذي تناوله وتطرق له بكل دقة وعمق، فوجدت ان من الفائدة التعليق عليه ونقله للأهمية للقارىء الكريم، والذي تطرق له: (اصبحت مشاكل الخدم هاجسا يوميا للسعوديين ورغم ان عددا ينظر الى الخدم على انهم مظهر ترف إلا أن كثيرين منهم يقبلون إدخالهم الى منازلهم على مضض، فهناك حاجة اليهم، وتقدير أحد المهتمين بهذا الشأن ان نحو 6 من كل 10 منازل في السعودية لديهم خادمة او اكثر، وان الخدم اصبحوا مشكلة مرشحة للتفاقم خلال السنوات المقبلة، اذا لم يتم تلافي اخطاء تقع في الوقت الحالي، ورأى ان المسألة تطرح في الخارج بشكل غير دقيق، وانها انعكست سلبا على المواطنين، فهناك من يضمن حقوق الخدم، ولكن ماذا عن المواطن الذي يتعرض لاستغلال المكاتب الخارجية، التي تورد العمالة، بالتعاون مع المكاتب الداخلية). لقد تطرق الاستاذ (سعود الريس) الى الكثير من المشاكل التي وقعت، والتي تحتاج الى المبادرة الجادة والعمل على ايجاد الحلول لها بما يحفظ للطرفين المصلحة العامة والسمعة الحسنة، بما يلفت النظر لها والى الجهات المسؤولة، والاهم في ذلك اهتمام مكتب العمل والعمال والذي تهمه المصلحة العامة للمواطنين وحماية حقوقهم، والأهم في مراعاة الاشراف على العقود والاتفاقيات والشروط المتناقضة والمبرمة بين الطرفين، على ان تكون النصوص والاشتراطات واضحة وموحدة لحفظ حقوق الطرفين، فمكانة مكتب العمل والعمال، لها الدور الكبير في المسؤولية ، لردع اي جهة او طرف بهضم وإضاعة حق كل طرف للأمور الهامة التي لمح لها الاستاذ الريس،(بأن المسألة تطرح في الخارج بشكل غير دقيق، ولأنها انعكست سلبا على المواطنين، فهناك من يضمن حقوق الخدم، ولكن ماذا عن المواطن الذي يتعرض لاستغلال المكاتب الخارجية؟) وقد ورد في القول المأثور، (انصر أخاك ظالما او مظلوما) وهناك فكرة طريفة تقول: إن الإنسان الآلي سوف يحل مشكلة الشغالات، وخدمة الاسرة وراحتها، فهل تتحقق هذه الفكرة؟