متى يكون الانسان عالما؟ @ قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" من هم هؤلاء العلماء؟ وما الشروط ليكون الإنسان عالما؟ يقول الله سبحانه وتعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" أخبر الله سبحانه وتعالى خبرا مؤكدا ومحصورا ان هؤلاء أهل خشية الله سبحانه وتعالى، فالذين يخشون الله على الحقيقة ويخافونه هم أهل العلم، وذلك لمعرفتهم بالله تعالى، ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف. والمراد بالعلماء هنا علماء الشريعة الذي هم ورثة الأنبياء، فان هؤلاء هم العلماء الذين يعرفون شرع الله سبحانه وتعالى، ويعرفون عظمة الله سبحانه وتعالى بما أعطاهم الله من العلم الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا عن الله. وليس المراد بالعلماء ما يفهمه بعض الناس أنهم أهل الاختراع وأهل الصناعات والاطلاع على أسرار الكون، هؤلاء وان كانوا علماء في مهنتهم، لكن علمهم اضافي يخصص بتخصصاتهم، فيقال: عالم طبيعة، عالم كيميائي، عالم هندسة. أما اذا أطلق لفظ العلماء فانه ينصرف الى علماء الشريعة الذين هم ورثة الأنبياء، وعلماء الاختراع والصناعات الغالب أنهم جهال بعلم الشرع الذي يبين عظمة الله سبحانه وتعالى وجلاله، ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه الشرعية. وان كان في الاطلاع على آيات الله دلالة على عظمة الله لكنها لا توصل الى أحكام الله وتشريعاته سبحانه وتعالى التي يعرف بها العبد كيف يعبد ربه ويتقي ربه عز وجل ويعرف الحلال والحرام، هذا من اختصاص علماء الشريعة، وهذا العلم هو الذي يولد الخشية من الله، لانه جمع بين علم اللسان وعلم القلب، لان العلم على نوعين: علم اللسان، وهذا حجة على الإنسان فقط، وعلم بالقلب وهذا الذي يورث خشية الله تعالى، وهو العلم الشرعي الذي عمل به صاحبه وأخلص عمله لله عز وجل، والعلم الشرعي يزيد صاحبه تواضعا وذلا لله عز وجل. وأما علم الاختراع والصناعة فالغالب انه يزيد صاحبه تكبرا وعتوا وإعجابا كما عليه الدول الصناعية اليوم كالشيوعية وغيرها. ما المراد بالعلماء في الآية؟ @ ما معنى قوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"؟ وهل معنى هذا ان غير العلماء لا يخشون الله؟ وأي العلماء هم المقصودون في الآية؟ يقول الله سبحانه وتعالى لما ذكر آياته الكونية في المخلوقات وتنوع ألوانها قال: "إنما يخشى الله من عباده العلماء". والمراد بالعلماء هنا أهل العلم الشرعي الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعرف بالله سبحانه وتعالى وبآياته وقدرته ونعمته على عباده فأهل العلم بالله هم الذين يخشونه حق خشيته، وهذه من جملة الآيات التي فيها مدح العلماء والثناء عليهم، لأنهم هم الذين يخشون الله سبحانه وتعالى حق خشيته اذا كانوا يعملون بعلمهم ويؤدون حقه عليهم بخلاف علماء الضلال فانهم ليسوا كذلك، كعلماء اليهود المنحرفين، ومن نحا نحوهم من علماء الضلال. انما المراد هنا العلماء العاملون بعلمهم، فان الله سبحانه وتعالى أخبر أنهم أهل خشيته، كما انه ذكر شهادتهم مع شهادته لقوله تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم" وقال تعالى "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" والنصوص في هذا كثيرة، هذه الآية من جملتها. وأما غير أهل العلم الشرعي فمنهم من يخشى الله على قدر معرفته بالله سبحانه وتعالى. لكن أكثر الناس خشية لله وأعظمهم خشية لله هم أهل العلم الشرعي النبوي. يعطي العلم ما يكفيه @ بعدما ذكرت أهمية طلب العلم والتفرغ له فهل معنى ذلك ان طالب العلم ينقطع عن الناس وعن مجالات الخير الأخرى، أرجو بيان ذلك لأهميةذلك الاشكال؟ يجب ان يعطى العلم ما يكفيه من الوقت والجهد. بحيث يعطيه وقتا كافيا، وما زاد عن ذلك يصرفه في الأمور الأخرى كالالتقاء بالناس للمصلحة، ودعوة الناس الى الخير وأموره وأعماله الأخرى، لكن بالدرجة الأولى يجعل القسم الأكبر من وقته لطلب العلم. @ هل العلماء المسلمون كعلماء الطب والعلوم والأحياء وغير ذلك من العلوم مما تدلهم على زيادة الإيمان بالله وقدرته، فهل هؤلاء يدخلون تحت الآية: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" أم لا؟ عالم الطب وعالم الكيمياء وعالم الاختراع.. اذا كان معه علم من الشريعة فان هذا يزيده خيرا بلا شك، وهذا جمع ين المصلحتين: العلم الشرعي والعلم الذي ينفع به مجتمعه. أما اذا كانت عنده العلوم الدنيوية فقط فهذا لا يستفيد منها إلا المادة، ولا تفيده خشية الله عز وجل، بل ربما تفيده غفلة عن الله، فالعلم الدنيوي لا بد ان يوجه بالعلم الشرعي ليستفاد منه، وإلا أصبح ضررا. دروس طالب العلم @ ما أهم الدروس التي يبدأ بها طالب العلم؟ وبماذا تنصحه؟ وماذا تقول لمن يتعلل بالدراسة حينما نريد ان نصحبه الى حضور الدروس والمحاضرات؟ أولا: طالب العلم في هذه البلاد يجب عليه ان ينضم الى أحد المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فان فيها المقررات الطيبة المرتبة على حسب درجات طلبة العلم شيئا فشيئا، السنة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة. وهكذا وكل سنة فيها مقررات تختلف عن مقررات السنة السابقة بالتدرج، وهي مقررات اختارها علماؤنا وأساتذتنا الذين أحسنوا في تأسيس هذه المعاهد واختيار المناهج المقررة لها. فأوصي طالب العلم بأن ينضم الى أحد هذه المعاهد مهما أمكن ذلك، ثم يلتحق بعدها بالكليات الجامعية مثل كلية الشريعة، وكلية أصول الدين.