اتت تلك الاجساد.. تدثرت هياكلها بالسواد نحوها.. وهي واقفة على عتبة الزمان.. اربكها هذا الزحام القادم.. حاولت ان تتجنبه باتت لها الوجوه المكفهرة، التي تحمل على اكتافها ارتالا من الاوراق تعلوها الغبرة.. احست بوخز في قلبها.. وغصة في حلقها وهي تسألهم عن خطبهم وسر تلك الرزم؟ تقدم كبيرهم مقطب الجبين وقال: تلك ارتال الماضي.. الا تذكرين!! تراجعت للخلف وجلة.. واي ذنب جنت؟ في صوت واحد صرخوا!! لقد تماديت.. وعلينا اعادتك لجادة الصواب!! فجأة عمت الفوضى وقهقهات الضحك بعدها ساد الظلام وبقي قبس من نور تناثرت الاوراق في العتمة وقفت ترقب بعد ان كبلت خطواتها تشير لها الاصابع اليس ذلك فعلك فتومئ الرأس راضخة صرخ اصغرهم أليست تلك الورقة.. هي هدفك؟ لوح بها اعتلتها نشوة الدفاع عن نفسها وحقها.. التقطتها احتضنتها بقوة غريبة صرخت بمرارة هذا حقي لا دخل للماضي فيه!! تعالت اصواتهم غاضبة. نحن من تنكرت لهم واعتمدت طريق الخطايا!! بعدما شل عقلك وعمى قلبك!! جثت على ركبتها تقلب الورقة بين يديها والغبار يخنقها فتنهمر من عينها دموع المرارة والالم!! تخرج كلمات ثكلى.. كل ما مضى لا يعود ابدا؟ تلك بقايا شمعة حلم قديم احرقته؟ شلالات الحزن وسياط الالم دفنت ما بقي من الحلم.. ومساقط الجفاء. كان لها ما كان على الجسد المسجى وكله دماء!! تلك اروقة العذاب الذي اقتلع الحلو قبل المر وانبت الاشواك مكان الازهار.. فماذا كان ذنبي؟ اقتربت الايدي.. امسكتها.. وظلت تهز جسدها المنهك سقطت على دفتر الواقع.. فاحدثت شرخا.. قالوا لها انتظري.. لسنا افضل حالا منك!! لم تنبس شفتها اليابسة، هالتها تلك الوجوه البائسة التي ظلت تنظر اليها حائرة؟ ساد الصمت طويلا..!! بدا لها قبس النور ثانية تراجعت.. امسكها احدهم قرب عينيه من عينيها وضع ذراعه حول رأسها وتمتم بكلمات غامضة ثم قال: تعالي نسير الى ذلك النور البادي في عتمة المكان الموحش.. قاومت سحبها!! تسمرت في مكانها اللوحة والصورة قال المسيها.. انها غضة طرية.. تنبض بالحياة!! بحنان حدثها!! كيف نبضت بالحياة يا عبير. قالت.. بالرعاية.. من يرعاها.. صرخت بجنون انا!! وهل لهم غيري!! اذا ابتعدوا؟! اذهبي معهم اذا تاهوا؟ سوف ابحث عنهم واجمعهم واذا طال البعاد والانتظار! يبقى الامل موجودا بالحياة! فجأة.. اتى صوت من مفازات المجهول!! صارخا بعنف!! لست أمى.. لست أمي!! ادارت ظهرها.. ترمق صاحب مصدر الصوت!! صعقت يا الهي.. انت!! لا لا لن ابدأ من جديد.. ازاحت الايدي المتشابكة حولها.. واطلقت ساقيها للرياح.. غير ابهة بوعورة الزمن.. وهي تعتمر سلالمه.. تخنق اصواتا تنادي عليها عودي.. الى أرضك ايها الغزال الشارد!! اعتقدت انها وصلت لذلك النور الذي ظل يلحظها بطرفه الحزين، من زئبقة الوقت اخرجت رأسها مغمضة العينين فكت ضفائرها اخذت نفسا عميقا.. فتحت عينيها!! ثم اطلقت صرخة مدوية وتلك الاجساد تنتشلها.. وطبق الصمت عليها وهي تلحظ ذلك النور يتبعها بلا خوف!! نورة العتيبي @ من المحرر من متابعتنا لقصصك التي ارسلت الى الصفحة ونشرت من قبل يمكننا القول ان هناك نقلة واضحة تكشف عنها هذه القصة برمزيتها وبسردها المختلف وايقاعها النابض وان شابها الغموض والارتباكات في بعض مناطقها تؤكد على الاهتمام باللغة.