انقلب عليّ الزمان وانقلب عليّ، الخلان أقرب أقربائي زوجوني وليتهم مازوجوني حطموني ولم يرحموني أناابنة الثانية عشرة رغما عن أنفي مكرهة. زوجوني لأسدّ جشع والدي وطمعه ما أنا إلا سلعة اشتراها من اقتدر على ثمنها. عانيت الأمرين مرالظروف وقهرها ومر الرجل العجوز زوج المستقبل الواعد. اصبحت اعيش في قبر كبير موحش مظلم طفلة انا لا اعلم من امورالدنيا شيئا لا بفطرتي والنزر القليل الذي علمه اهلي لي زوجوني كسبوا وخسرت انا زهرة شبابي ارتاحوا وتعبت وتحملت انا، ناموا وسهرت انا على انين زوج وتحكماته وصوته الغليظ الصاخب وطلباته التي لا تنتهي وتوجيهاته المستمرة ونقده اللاذع البيوت ملأى بالعوانس والأرامل والمطلقات لماذا أنا؟! وفي ليلة اختفى فيها القمر أدخلوا الرجل العجوز عليّ بعد عقد قراني به في ليلة بهيجة كئيبة تخيلته وحشا يريد الفتك بي ممسكا بعصاه الغليظة ناداني لم اجبه احتميت في احدى الزوايا نهرني وصرخ في وجهي كزئير أسد مكشر مقطب وانيابه تلمع مع الضوء امسك بيدي الصغيرة بقوة ضغط عليها بيده الغليظة. صدمني بكرشه الكبير وأنا بيده كالعصفورالصغير يريد أن يطير لكنه في القفص. يصير قفص الزوجية الذي يقولون عنه انه ذهبي هيهات انه نحاسي بكيت وبكيت صرخت فتركني وشأني وخلد للنوم وتركني لليل كموج البحر مظلم وكجمل يريد النهوض وبالكاد يفعل. انتظر الصبح وما الاصباح لي بأحسن. أريد ماما ماما أين ماما؟ اذهبوا بي إلى أمي . أنا طفلة أريد أن ألعب. اذهب الى المدرسة أريد حضن أمي ليدفئني. انا لا أحسن معاملة الزوج ولا الطبخ والنفخ ولا الكنس والمسح ولا الفهم ولا الحديث والتعامل أو مواجهة المحن والعوارض. أمسكت بالكرة التي قد اشتراها زوجي لي لألعب صحا زوجي من نومه مفزوعاً ..صرخ صرخة مفزعة اهتزت لها أركان المنزل النفيس ذي الأثاث الوثير. انفجر معها سمعي المرهف الحساس واغتصب الكرة مني وشقها نصفين قال لي اذهبي الى المطبخ واصنعي لي قهوة ولكني لا أحسن صنعها. اعتذرت نظر اليّ من خلف نظارته السميكة زمجر في وجهي وغادر المنزل بمشي هو كمشي الفيل ثقيل وتركني وشأني يخبط الأرض بعصاه من الضجر نظرت من شرفة المنزل وإذا بأطفال في سني يلعبون فأردت اللعب معهم ولكني لا أقدر خوفا من سطوة أبي وزوجي جلست الطفلة تندب حظها وتفكر في مستقبلها. عاد الزوج منهكا وفي عجالة تناول دواءه وهرع الى سريره وراح في سبات عميق والطفلة ترقبه وهو فاغر فاه وتشهد شخيره العالي وتندب حظها وتنادي أمها الغائبة. انجدوني انقذوني في حين ان الزوج الهائم مازال يعاملها معاملة جافة قاسية في حياة زوجية غير متكافئة يأمرها وينهرها ويضربها ويشدها من شعرها ويتوعدها وهي ترقب وتترقب الفرج لا تنطق خوفا نزلت دمعتان حارقتان على خدها الطري. فدموعها هي سلاحها الوحيد والأب الغافل غير آبه لمايحدث من أجل تسديد ديونه لو أنك ايها الأب الراعي فكرت قليلا في مسؤولياتك كوالد وتبصرت في حال ابنتك لتغير الحال ولما أقدمت على فعلتك مهما كان الثمن ولم تراهن على مستقبل ابنتك وتزايد لقد قتلت طفولتها وزهرة شبابها بعد تزويجك إياها برجل يكبرها بنصف قرن! غدا ستضرب يداً بيد وتعض أصابع الندم حسرة وندامة عندما تغتال الأمراض النفسية ابنتك أو تسقط مغشيا عليها منهارة وتفارق الحياة . واه من قسوة الزمان أبي والزمان أود لو حكموا عليّ بالسجن المؤبد لكي لا أرى أحدا هكذا كان هاجس الطفلة المكلومة بعدما داست الأقدام طفولتها ومستقبلها وأنت أيها العجوز من الدنيا نصيبها الجميع تركوها مع الأوجاع تعاني لوحدها في مواجهة الإعصار هي وزوجها يضمها طريق الى المجهول الله يستر من عواقبه..