يتدافع الكثير للاشتراك في اوعية استثمارية يجهلون طبيعتها وكيفية الاستثمار فيها والاغرب من ذلك ان العديد يقوم بالاستثمار في مجالات لا يعرف اين توجه امواله فيها ودون توفير ضمانات استرجاعها. وقد يقول قائل انه حتى المحافظ والصناديق الاستثمارية بالبنوك تؤدي الى الخسارة غير ان تلك معلنة ومعروف وجه الاستثمار وعنصر المخاطرة فيها. والاغرب ان فئة المتعلمين والمتعلمات لا يعبأون بهذه المسألة فأيما وجد اعلانا او ترويجا عن مساهمة في أي استثمار تجد الكثير منهم يتدافعون دون معرفة الضمانات والعوائد المتوقعة. ولاشك في ان الكثير من السماسرة والشريطية (الدلالوة) باللفظ الشعبي يزينون المسألة تلو الاخرى لهؤلاء وهم في ذلك مستفيدون حيث يأخذون النسب والعمولات ممن يجلبون لهم الاموال ولا هم لهم الا ذلك دون تحمل مسئولية او تبعات ذلك التصرف من قبل دفع المبالغ على غرار مقولة (كل الفطير وطير). ولقد اختلط الحابل بالنابل في السوق فتجد صاحب المكتب الصغير يتحول الى مودع لاستثمارات طائلة وكذلك صاحب المكتبة تجده يستثمر اموال الغير في اوجه متعددة لا حصر لها وقد اصبحت الثقة العمياء هي العنصر السائد وصار حال هؤلاء المودعين والمستثمرين يريدون الاتكاء على اريكة والعوائد تنساب اليهم فترة بعد فترة. واعتقد ان ما يحدث في السوق سيحدث اضرارا بالغة من سحب سيولة يمكن ضخها في مشاريع انتاجية وكذلك اهمال عنصر العامل كعنصر من عناصر الانتاج وكيف تتم القناعة في استثمارات لا يعرف المودع او المستثمر كيف تكيف امواله.. هل على انها حصص او اسهم مسجلة باسمه ام انها ضمن اموال شائعة يضارب بها ولا يعلن عنها مراكز مالية بين فترة واخرى.. حتى يتضح لهؤلاء موقفهم المالي. والاهم في ذلك الامر معرفة ما للجهة المودع لديها من حقوق وما عليها من التزامات حتى يكون المودع او المستثمر على بينة.. ولكن ليس بمستغرب ما دام الناس يوقعون على عقود لا يعرفون احكام بنودها والآثار التي تنتج عنها الا اذا حدثت الكارثة وطاح الفاس في الرأس!!