صحيح ان الولاياتالمتحدة أدانت المذبحة الأخيرة التي ارتكبتها اسرائيل في غزة وطالبت بانسحابها الى ما قبل سبتمبر 2000 وأكدت ان تعرض حياة المدنيين للخطر يؤدي الى عرقلة جهود السلام في المنطقة، وصحيح انها حثت اسرائيل على لالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير الداعي الى رفع الحصار عن عرفات، غير ان هذا وذاك لا يكفي دون ضغوط فعلية من الادارة الأمريكية لارغام اسرائيل على الاستجابة الفورية للقرارات الأممية ذات الشأن، وهي تملك كامل أدوات الضغط التي يمكن أن تمارسها ضد اسرائيل، ويبدو أنها الجهة الوحيدة بفعل علاقتها الوثيقة باسرائيل وبفعل قوتها القطبية الواحدة الضاربة المخولة بممارسة تلك الضغوط،والا فان شارون دون استخدامها سوف يتمادى في غيه ويوسع من عدوانه على الشعب الفلسطيني، فالمجزرة الأخيرة التي ارتكبها في غزة ليست الأولى من نوعها، فقد تمرس هذا الدموي على سفك دماء الفلسطينيين منذ زمن بعيد، والمطلوب من الولاياتالمتحدة وكافة الدول المحبة للعدل والسلام والحرية ان تفعل شيئا لانقاذ الموقف المتدهور على اراضي السلطة الفلسطينية، فقد بدأت الأحوال الصحية للرئيس الفلسطيني ومن معه داخل مقرهم المحاصر تنهار، وانعدام الظروف الانسانية حيث النقص في الماء والغذاء والأدوية انما يعبر عن همجية شارون ورغبته في الاجهاز على القيادة الفلسطينية حتى يتمكن من اصابة مشروع اقامة دولة فلسطين في الصميم لعلمه يقينا ان عرفات هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهو الرمز الذي يلتف حوله الفلسطينيون، فرغم ارتفاع معنويات عرفات الا ان الأوضاع الصحية التي يعانيها مع رفاقه تحتم على العالم بأسره التدخل السريع لفلك الحصار المضروب حول مقر الرئاسة الفلسطيني، ويخطئ شارون من جديد في تقدير حساباته ان ظن أن بامكانه عن طريق الحصار النيل من صلابة القيادة الفلسطينية او النيل من مقدرات الشعب الفلسطيني الذي سيواصل كفاحه ونضاله لانتزاع حقوقه المشروعة من براثن الصهاينة.