مناسبات الخير على بلادنا الغالية بصفة عامة، ومناطقها بمدنها ومحافظاتها وقراها وهجرها، حاضرتها وباديتها تترى، متواصلة يتبع بعضها بعضا، ويؤكد لاحقها سابقها، واخرها اولاها، وهذا بفضل من الله وتوفيقه، وها هي منطقة القصيم في الايام الماضية قد استعدت بكل طاقاتها وامكاناتها، وهيأت كل الوسائل المتاحة، وسلكت كل الاساليب الممكنة من اجل هذا اليوم الموعود والوقت المشهود وزيارة الخير والعطاء، ولقاء المحبة والتقدير والوفاء والتشريف لابنائها كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وانثاهم عالمهم ومتعلمهم وعاميهم يستقبلون فيه رجل النخوة والشهامة، والمواقف الصعبة، والابوة الحانية، والعاطفة الصادقة، والبصيرة النافذة، صاحب العقل الكبير والايادي البيضاء، والبذل والوفاء، صاحب السمو الملكي الاميرسلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله ورعاه تأتي هذه الزيارة مواكبة لحدث عظيم ومناسبة عزيزة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل بين الاصالة والمعاصرة الا وهي اليوم الوطني الذي به مضى اثنان وسبعون عاما على تأسيس المملكة العربية السعودية ومن خلاله يرتبط ابناء هذا الوطن بالماضي التليد ويطلع على مآثر ومفاخر مؤسس هذا الكيان الشامخ وموحد الجزيرة العربية تحت راية التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه . وقد تطلعت افئدتهم وتحركت قلوبهم، وتعلقت افكارهم، وانشغلت اذهانهم، بهذا اللقاء المبارك، والزيارة الكريمة، والرعاية المستمرة التي تدل على حرص الراعي على رعيته، وتفقد الحاكم لمحكوميه، وقيام ولي الامر بمسؤولياته دقيقها وجليلها، سهلها وصعبها، قريبها وبعيدها الامر الذي معه انطبعت قلوب ابناء هذا الوطن الغالي على مثل هذه الزيارات حتى صار تشريف سموه الكريم لهذا الجزء الغالي من دولتنا، هو حديث ابنائه وفاكهة مجالسهم، يتلذذون به، استبشارا وترحيبا وفرحا وسرورا، اساسه الولاء والاخلاص، وسداه المحبة والائتلاف ولحمته التقدير والقيام بالواجبات والتعاون على البر والتقوى. تنورت قلوبهم، وسمت ارواحهم، وزكت نفوسهم، وعلت هممهم فظهرت اثار ذلك على كل بقعة من بقاع هذه المنطقة حتى صارت لؤلوة لامعة، وجوهرة مضيئة، ودرة مصونة، وعقودا منثورة، تتلألأ في وسط مملكتنا الحبيبة، وهذا ليس بغريب على من عرف اهلها بصدق الولاء، وصحة المعتقد وسلامة التوجه، والقيام بحقوق ولاة الامر سابقا وحاضرا، مسطرين اروع الامثلة في ذلك. لقد فاح عبير هذه المناسبة الغالية واللفتات الكريمة على اجواء قصيم الخير حتى صار طيبا فواحا، وعنبرا صداحا، وعودا ومسكا وريحانا، يريح البال، ويسر الخواطر، وتقر له العيون، وتهدأ منه النفوس، وتنتعش بسببه الاجساد، تقول باخلاص وتعمل بصدق، فلا يهدأ لها بال ولايقر لها قرار حتى تحقق اسمى الغايات وانبل الاهداف رائدها في ذلك خدمة الدين والوطن وولاة الامر وقد جاء سموه الكريم كما هي العادة حاملا بشائر الخير التي تدفع عجلة التقدم في هذه المنطقة اسوة بمثيلاتها وذلك بافتتاح ووضع حجر الاساس لمشاريع عملاقة ومؤسسات واعدة تعليمية وصحية وخدماتية اقيمت على اعلى المستويات وجهزت باحدث الوسائل والاساليب والآلات وشغلت بالرجال الاوفياء المدربين مكلفة الاموال الطائلة، والجهود الجبارة ليس هذا فحسب بل فاض عليها من خيره، وايدها بدعمه، وباركها بسخائه وظللها بوفائه، الامر الذي معه يصدق عليه قول القائل (يعطي عطاء من لايخشى انفاقه) وان سموه (سحابة خير اينما حلت هلت) حسبما ذكر، ومعنى ببشاشته ولين جانبه وتواضعه، وخلقه العالي، وادبه الجم مضرب المثل ومحط النظر، وبسمته التي لاتفارق محياه فلله دره من قائد محنك، ورجل فذ صالح ناصح ملك القلوب، وكسب الرجال، وتطلعت اليه الافئدة، ورنت اليه الانفس، وهوته العقول، واحبه الصغير قبل الكبير حتى ان لسان حالهم يقول: لك يا سلطان في القلب محبة اصفى من الماء الزلال واعذب كل ذلك من اجل أن يتفيأ ظلالها افراد هذا المجتمع، ويستفيدوا منها في كل وقت وحين، دون منة ولا أذى، وبلا تعب او مشقة، فهنيئا لابناء القصيم بلقاء سموه الكريم وهنيئا لسلطان الخير والوفاء بهذا الشعب المحب المخلص. نسأل الله العلي القدير ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسموه الغالي من كل سوء ومكروه، وان يمتعكم بالصحة والعافية، ويديم عليكم نعمه الظاهرة والباطنة ويزيدكم توفيقا وتمكينا وعزة ورفعة ويطيل في اعماركم على الطاعة والايمان وان يجعل ما تقدمونه للاسلام والمسلمين في ميزان حسناتكم انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية