فهنيئا لك سلمان الحب والوفاء الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين، وبعد.. فان الموت سنة كتبها الله على بني آدم وغيرهم من المخلوقات قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت)، وقال سبحانه (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم)، ولذلك فانه يقع للانسان كبيرا كان او صغيرا ذكرا او انثى صحيحا او مريضا دون سبق انذار او مقدمات ولايمكن لاحد تقديمه او تأخيره كائنا من كان قال تعالى (لكل اجل كتاب) وقال (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره عندما يصاب بقريب له ابا كان او اخا او ولدا او قريبا فيسلم ويحتسب ويصبر مما يعظم اجره ويزيد في حسناته، ولقد آلمنا واحزننا وادمع عيوننا نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الامير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله ومع ذلك لا نقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون)، ولاشك ان فقد مثل هؤلاء الرجال العاملين الاوفياء لدينهم ووطنهم وولاة امرهم وابناء مجتمعهم والذين تربوا في مدرسة القيادة والريادة والتميز خسارة كبيرة ومصاب ذو اثر واضح لانهم استقوا اعمالهم ومعارفهم وامور دينهم ودنياهم واستفادوها ونهلوها من معين صاف ومدرسة جامعة للإيمان والتوجيه والتربية والحكمة والبصيرة النافذة والشهامة والشجاعة والرجولة والابوة الحانية والعاطفة الجياشة حتى اصبحت مضرب المثل ومحط النظر ومكان الاعجاب والاقتداء من جميع من اخذوا عنها او سمعوا بها او طالهم بعض اثرها وتأثيرها او لمسوا اياديها البيضاء او تفيئوا ظلال وفائها لعقيدتها ودينها وولائها لوطنها وولاة امرها وابناء شعبها الا انها مدرسة امير الرياض وفارسها سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله التي سداها الاخلاص لله عز وجل ولحمتها الدعوة الى كل خير والتعاون على البر والتقوى والاخوة والمحبة. واعظم شاهد واقوى دليل واوضح برهان وانصع صحة هو ما تدرع به سموه من الصبر والتحمل ورباطة الجأش عند حلول هذا المصاب الجلل مما لا يستطيعه ويقدر عليه الا الرجال الشجعان قويمو الصلة بالله، وما رأيناه وشهد به الجميع من التفاف الناس حول سموه ووقوفهم معه وحرصهم على تعزيته وتخفيف مصابه على اختلاف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم وتباين افكارهم وليس الخبر كالعيان ولا راء كمن سمع وهذا خير شاهد على ما يكنه جميع هؤلاء من محبة عريقة وصادقة وولاء ظاهر لاميرنا المحبوب يصدق ذلك ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله إذا أحب عبدا أنزل محبته في قلوب الناس) فهنيئا لسلمان بهؤلاء وهنيئا لهؤلاء باميرهم. واننا في هذا المقام نرفع احر التعازي وصادق المواساة الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وسمو امير منطقة الرياض حفظهم الله داعين الله ان يحسن عزاءهم ويجبر مصابهم ويغفر لميتهم ويلهمهم الصبر والسلوان وان يسكن الفقيد فسيح جناته ولله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل وما علينا الا الصبر والاحتساب. *وكيل جامعة الامام