في بريطانيا الآن ضجة كبيرة، وقد تناقلت الصحف البريطانية الاخبار المتواترة حول ما يسمى فضيحة في المجال التربوي، فالتهمة كبيرة جداً وقد يتعرض المسؤولون عن الاختبارات للفصل من العمل، لأنهم حاولوا اللعب في درجات طلاب المرحلتين الاخيرتين من الثانوية حتى لا ترتفع المعدلات ويكون هناك ضغط على بعض الجامعات. هكذا سمعت الخبر عبر اذاعة لندن، عندها تذكرت الهموم التربوية الكبيرة التي تواجه وزارة التربية في دولة الكويت، نعم هناك مشاكل وهناك اخطاء، ولكن الكتابة عنها اخذ اكثر من منحى، فما زال البعض يتحدث عن المناهج وطرق التدريس والتعيين، واصبحت الشكاوى على وزارة التربية من اسهل المجالات للكتابة، فمن الآن حتى آخر العام لابد وان نقرأ شكوى هنا او هناك على الوزارة التي لا نعصم العاملين فيها عن الخطأ، ولكن يجب ان يعي القائمون على الصحافة مصداقية ما ينقل لهم عن المدارس وعن الاخطاء، فمن غير المعقول ابداً ان يأتي ولي امر مثلاً ويطلب نقل ولده او ابنته من صف لآخر، وعندما يرفض طلبه يلجأ لأي صحيفة ويبدأ بكيل التهم لادارة المدرسة او المنطقة التعليمية، وهذا يرجع لأن العملية التربوية عملية اجتماعية، وهي مسؤولية كل الافراد، حتى حركات النقل بين المدرسين لها ضوابط ولها جوانب فنية قد لا يدركها البعض، ولهم العذر في ذلك، ولكن عندما يخبرون بالسبب نجدهم لا يستوعبون هذه الناحية، ثم يبدأ مسلسل الكتابة والتشهير. واذا كنا نشكو من غير العاملين في المجال التربوي، فكيف بالعاملين، والذي يستعد بعضهم من الآن للهجوم والكتابة في كل شيء حتى وان كانوا يجهلونها، فهناك جوانب تربوية فنية وادارية لها جانب الخصوصية. هي دعوة صادقة بأن نراعي الله فيما نكتب وننقل، ولنتأكد من حقائق الامور ولا نجعل اسماء خلق الله عرضة للجميع ، وحتى لا نكون معاول هدم، وهذا ليس معناه الحد ورفض الكتابة ولكن يجب ان نتحرى الدقة في كل شيء. الوطن الكويتية