واستكمالا لما تطرقت له الاسبوع الفارط حول بنات العشرين والزواج فاني ابدأ بالحديث عن تلافي الضعف في القدرة على الالمام بشؤون الحياة العائلية فلا بد من: 1 ضرورة وجود توعية اسرية شاملة للوالدين والفتاة عن طريق وسائل الاعلام بصورها المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية. 2 عدم الاعتماد على الخادمات في ادارة شؤون المنزل وتربية الاطفال، والايعاز بذلك الى الفتيات في المنزل، لتعليمهن تحمل المسئولية. 3 لابد من تخصيص مواد عن التربية الاسرية في مدارسنا، فهي اصبحت موضوعا جوهريا للغاية، فهي كما يرى الباحثون تعمل على تحقيق وتعريف المقبلين على الزواج من الجنسين بماهية الادوار المطلوبة منهم في الأسرة وتعريفهم بأهمية الاسرة ومكانتها والاساليب المناسبة لتحقيق طموحاتهم وآمالهم وكذلك تعريفهم بالطرق السليمة لتربية الاولاد وغيرها من الامور التي تعين كلا من الجنسين على فهم الحياة الزوجية والاستعداد لها. 4 لابد من تكاتف البيت والمدرسة والمسجد والكليات والجامعات والمجتمع بعقد ندوات ومؤتمرات ثقافية ودورات خاصة بالعلاقات الاسرية والزوجية ليتم فيها عرض المشكلات بطريقة جديدة وفعالة وتكون وسيلة تثقيف جيدة بالنسبة للابناء عن العلاقة الاسرية وتربية الابناء وتساعد بالتالي على تأهيل الابناء لمرحلة الزواج. وفي محافظة الاحساء توجد لجنة تيسير الزواج التي اخذت على عاتقها مسئولية كبيرة تجاه الاسرة المسلمة، حيث قامت بالعديد من الانشطة التي تساهم في تحقيق اهدافها، من اهمها بناء اسرة سعيدة، ومن هذا المنطلق كانت محاضرتان لفضيلة الشيخ عبدالوهاب الطريري بعنوان "الهدي النبوي في التعامل الاسري" وكذلك محاضرة لفضيلة الشيخ محمد المنجد بعنوان "نحو اسرة سعيدة" كما ان الابناء كان لهم نصيب من انشطة اللجنة، من خلال الدورة التي اشرف عليها الدكتور خالد الحليبي من كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بالاحساء، بعنوان "افكار طريفة في تربية الاولاد" عرض فيها افكارا رائعة واستخدم تقنيات متقدمة. وكذلك من ضمن انشطتها مشروع الاستفسارات، حيث يقدم هذا المشروع الاستشارات الهاتفية لمجموعة من اصحاب الفضيلة العلماء فجزاهم الله خيرا. كذلك توجد مؤسسة تثقيفية للفتاة بامور الزواج في جدة، وبالتحديد في دار الحكمة الاهلية للبنات، وكانت ان قدمت دورة ل (40) طالبة كمرحلة اولى تجريبية، قدمت برنامجا لتهيئتهن للزواج، وقد اثبتت التجربة نجاحها، وهذا بالطبع يختلف عما لو ان الفتاة تزوجت دون اعداد مسبق ودون وعي او معرفة، حيث لن تكون ملمة بمهارات الزواج ومشاكله وكيفية التعامل مع كل مايقابلها ومن البرامج التي قدمت في هذا البرنامج (ادارة الذات للطالبة واهلها)، (كيف تعيشين سعيدة)، (كيف تنجحين في زواجك)، وغيرها من البرامج المفيدة والتي تؤهل الفتاة لحياة زوجيه آمنة وسعيدة. 5 لابد من وجود قنوات اتصال بين الابوين، خاصة الام وابنتها، وان تكون هي مستودع اسرارها مع تشجيعها على البوح بكل سؤال حائر بدلا من ان تأخذ اجابته من الآخرين، مما يعود على حياتها الاسرية فيما بعد بالدمار، ولن يحصل ذلك الا اذا شعرت البنت بقرب امها منها وبحبها وعطفها وحنانها وعلى محاولة كسر الحاجز الوهمي الذي يقيمه الخجل بينهما. 6 كذلك على المعلمة ان تتحلى بالجرأة الادبية فالفتيات امانة في عنقها وعدم اجابتها عن اي سؤال منهن معناه خيانة للامانة الملقاة على عاتقها فلتتق الله. 7 امداد المكتبات المنزلية وكذلك المدرسية بالكتب الثقافية عن العلاقات الزواجية وكيفية تربية الابناء فهذا خير لهن من تبادل الاشرطة والكتب التي لافائدة منها. 8 وجود الأم الواعية المثقفة عامل مهم في نجاح حياة الابناء فكلما كانت المرأة اعلى تعليما كانت اقدر على فهم الابناء وتربيتهن التربية السليمة التي تجنبهن اي مخاطر قد تودي بحياتهن المستقبلية وفي هذا رد على ذلك الاتهام الذي يقول ان اللاتي يتلقين تعليما عاليا يخفقن في شؤون الاسرة، فهذا اتهام لا أساس له من الصحة، فمن المعروف انه اذا كانت المرأة او الرجل او كلاهما على جانب كبير من التعليم والثقافة فمن الممكن ان يؤدي ذلك الى سرعة التفاهم بينهما والقدرة على حل المشكلات القائمة بينهما كما ان لذلك تأثيرا على تربية الابناء، نظرا لما يملكه الاباء المثقفون من خبرات تمكنهم من معرفة الاساليب المثالية في التربية، سواء كانت هذه الاساليب مستقاة من خبرات ميدانية او مستقاة من علماء وباحثين، وهذا يشكل قواعد واسسا تجعل تربيتهم للابناء ان لم تكن مثالية فهي سليمة او ذات اخطاء تربوية اقل.