يحفل تاريخ الأمم والشعوب بقادة عظام حفروا مكانا لهم على ذرى المجد والسؤدد وقادوا شعوبهم الى منابع الخير والرفاه، واخذوا بأيديهم الى مدارج العز والرقي وانتقلوا بهم من حال الفرقة والضياع الى حال الألفة والمحبة فتحول، ذعرهم أمنا، وذلهم عزا، وفقرهم غنى، بيد ان هؤلاء قلة على مدار التاريخ وعبر مسيرته الطويلة. واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والسبعين لاقامة المملكة العربية السعودية تتجسد امامنا صورة القائد والمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه كواحد من اولئك القادة العظام الذي جعل من الشقاق وحدة، ومن القبائل أمة، ومن الكيانات الصغيرة دولة.. يقدرها الأصدقاء ويخشاها الأعداء، لقد قام الملك عبدالعزيز وعلى مدار ثلاثين عاما بدءا من عام 1319ه، واجه فيه اهواء كثيرة، وتألبت عليه دول متعددة، غير انه وبتوفيق من الله انتصر عليهم، فقامت دولة الوحدة والتوحيد وتحقق لعبدالعزيز ما اراد من توحيد للأجزاء، ولم للشمل وجمع للكلمة، وتأليف للأمة، حتى تلاقت على الخير، وقامت على البر، وهكذا ترسخ البنيان، وعلت الأمجاد، وقامت النهضة، ومضت دولة الوحدة في ظل التوحيد، واضحة النهج، جليلة الاهداف، صلبة القاعدة، تؤازر اخوتها العرب وتقف معهم في الشدائد، وتمنح خيرها للمسلمين، وتمد يدها للعالم، حبا وصفاء واخاء وتعاونا. وتسلم الراية من بعده انجاله البررة، سعود وفيصل وخالد، فقام كل منهم بدور بارز في بناء الدولة، وترسخ مقوماتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، حتى تسلم الراية خادم الحرمين الشريفين وعضده ولي العهده الأمين، ويعاونه اخوانه الميامين، فكانت المملكة دولة العلم، ودولة الصناعة، ودولة التوحيد، ودولة الزراعة، ومرتع الخير، ومرفأ الأمن والأمان، وموطن اليمن والايمان. ان هذه الذكرى ليست استرجاعا لتاريخ حافل ولا لأمجاد سامقة لكنها دافع لمواصلة المسيرة على نهج المؤسس، وترسم خطاه، والاستفادة من تجاربه الفنية في الجهاد والحكم والحياة. رحم الله عبدالعزيز جزاء ما قدم لوطنه وأمته، وسدد الله خطى ابنائه من بعده الذين يحملون الراية، ويسيرون على النهج الذي رسم، والطريق الذي خطط له. وكل عام والوطن بألف خير * وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي