من المناسبات السعيدة والذكريات العظيمة والخالدة في تاريخ هذا الوطن المجيد الاحتفاء باليوم الوطني الذي تمر ذكراه الثالثة والثمانون ونحن نرفل في ثياب الأمن والأمان لا يقدرها حق قدرها إلا من عاش الأوضاع الأمنية في الدول المحيطة بنا أومن عرف الحقبة التاريخية السابقة لهذا التاريخ وما كانت تعانيه الجزيرة العربية من حروب وصراعات حتى جاء البطل المؤسس فرفع راية التوحيد خفاقة وأنجب رحمه الله ملوكا حافظوا على هذه الراية شامخة وأوصلوا المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتعليمية ونحوها. إن اليوم الوطني لهذه الدولة الراشدة ما هو إلا إعلان لبداية مسيرة جديدة وبناء دولة عصرية، وفي يوم البطولة والمجد تعود بنا الذاكرة لنقف سوياً على سيرة القائد البطل صقر الجزيرة العربية الذي رفع لواء التوحيد شامخاً رغم أنوف الأعداء، ووضع الأساس المتين لبناء هذا الكيان العظيم، ولا غرو أن يأتي الاعتزاز والفخر باليوم الوطني كنتيجة حتمية للإنجازات المتوثبة التي يلمسها المواطن في مختلف المجالات والبرامج التنموية عبر مسيرة طويلة صنعها البطل الموحد وأكمل بناؤها أبناؤه الملوك رحمهم الله حتى تسلم الزمام القائد الباني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - ملك الإنسانية - وفقه الله الذي أوفى بالعهد للمواطنين، وأنجز ما وعد به على أرفع المستويات وفق تعاليم العقيدة الإسلامية، ووضع المملكة في مصاف الدول الأكثر تقدماً, تلك النهضة التي فاقت كل التوقعات والتصورات بمساندة ومؤازرة سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة . وإنه لمن يمن الطالع أن نحتفي بهذه الذكرى ونحن نعيش انطلاقة جديدة في بناء هذا الكيان واستكمال مؤسساته التنموية من تربوية واقتصادية واجتماعية بفضل من الله ثم بفضل الخطط الإستراتيجية التنموية الحكيمة والإنفاق بسخاء. وبهذه المناسبة العظيمة يجب علينا جميعاً أن نكون أكثر تجاوباً مع ما يشهده وطننا من تطور وتقدم ويأتي في مقدمة ذلك تعميق الحس الوطني لدى كل مواطن للذود عن كل ما يمس كرامة هذا الوطن ويعبث بمنجزاته من خلال التعاون الحقيقي مع رجال الأمن حتى ينعم المواطن والوطن بالأمن والاستقرار، كما يجب علينا أن نغرس في أبنائنا وأحفادنا حب الوطن ومكتسباته، وأن نعمل صادقين مخلصين غيورين على حب الوطن ونظامه القائم على شريعة الله السمحة، حتى تعود علينا هذه المناسبة في كل عام والوطن يرفل في ثياب العز والسؤدد، والمواطن ينعم بالأمن والرفاء والاستقرار. فليعش الوطن شامخاً برجاله الأوفياء ولتدم قيادته البانية ذخراً للإسلام والمسلمين، وليبقى الميزان العادل شعاراً يرفع دستور الأمة، وليجدد التاريخ عاماً تلو الآخر هذه الملحمة البطولية وما صاحبها من مشاريع وبرامج تنموية. فلن تنسى الأجيال لمؤسس الوطن ملحمة التوحيد... ولن تنسى لخادم الحرمين الشريفين وملك الإنسانية الإنجازات المتتالية في هذا العهد المبارك السعيد . - أستاذ الإدارة التربوية بجامعة الملك خالد