حين يتزوج رجل ملتزم دينيا من امرأة ويكون زواجا متكافئا فإنه يكرمها كل الإكرام معنويا وماديا وان كان زواجا غير متكافئ ولم يتحقق بينهما وفاق وانسجام نفسي فإنه لا يظلمها أي يحتفظ بكرامتها وحقها عليه ومعاشرتها بالحسنى والقيام بواجباتها المادية والأدبية , خاصة إذا انجب منها أولادا واضطر عندئذ لابقائها في عصمته رأفة بالأولاد , وحرصا منه على مستقبلهم وتوفير حاجتهم العاطفية في ظل الأبوين مع التربية والتنشئة السوية البعيدة عن الإنحراف والحرمان والتشرد والضياع والأمراض النفسية , وينصرف ذهنه حينئذ للزواج من أخرى عله يجد لديها ما افتقده عند الأولى ولا يطلق الاولى الا بعد نفاد الحلول المؤدية للوئام بينهما دون اهانة او اذلال , وذلك بفضل الوازع الديني الذي يردعه عن الظلم والتعسف ص امتثالا لقوله تعالى ( إمساك بمعروف او تسريح باحسان) ويلتزم بعد الطلاق بالوفاء بكل الحقوق والواجبات الشرعية ازاء مطلقته وأولاده اما غير الملتزم دينيا فنراه إذا أحب المرأة وتوافق معها نفسيا اكرمها, واذا لم يحبها وينسجم معهااهانها وظلمها وعذبها وحرمها من ابسط الحقوق, وبدلا من ان يتزوج بأخرى ويطلق سراحها او يمسكها بمعروف يفكر في اشباع حاجاته ورغباته الجسدية من سواها بالطرق غير الشرعية ولا يطلقها الا بعد تعذيبها او يضطرها لدفع صداقه مقابل التخلص منه , وهذه الحقيقة لا تتبادر لأذهان الفتيات الساذجات اللاتي يغرهن مظهر الشاب المتقدم لخطبتهن وهندامه ووسامته ووجاهته دون التفكير في مدى التزامه الديني والخلقي ,مصداقا لقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) والخلق هو جوهر الدين ولا شك أن من لا دين له لا خلق له وما أكثر الأحاديث النبوية التي تؤكد ارتباط الدين بالأخلاق. حمق بعض الشبان الجهلاء يقولون لأصحابهم قبيل الزواج: اطمئنوا يا اصحاب بأننا لن نتغير اطلاقا بعد الزواج عما عودناكم عليه قبل الزواج و فسنظل أوفياء لكم بما عهدتمونا به . من حيث التجمع والسهر والسمر والرحلات واللعب والمرح وغير ذلك , وحين ينبري لهم قائل فيقول: نخشى أن يكون ذلك مجرد كلام وتغيركم زوجاتكم علينا وتأخذكم عنا؟ يردون بكل حماقة: ما عاشت المرأة التي تسير الرجل , إن الرجل هو الذي يسير المرأة ,وبالفعل يتزوجون وينسون ان الزواج يمثل مرحلة جديدة في حياة الشاب ونقطة تحول فيها تتطلب اعادة ترتيب أوراق حياته وإعادة جدولة وقته لما يقتضيه الزواج من مسئولية وواجبات وحقوق زوجية مادية ومعنوية ,وبذلك تشتكي المرأة من سادية مثل اولئك الشبان واستهتارهم وعدم مبالاتهم بشخصها وببيتها وتنشأ على اثر ذلك المشاحنات والمنازعات والخلافات ويتمسكون بموقفهم المتعنت بكل جهل ومكابرة ورعونة ويتعصبون لرأيهم ووعدهم الذي أعطوه لأصحابهم خوفا من الانهزام أمامهم وخسران الرهان وبمنطقهم وتصرفهم الأهوج يؤثرون التفريط في شريكة حياتهم على أن ينقضوا العهد الذي وعدوا به أصحابهم الجهلاء مثلهم.