سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير عبد العزيز بن فهد راعي الملتقى يؤكد تعهد المملكة بالعمل على تحقيق رسالة الإسلام السامية في الجلسة الافتتاحية لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي السادس
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء افتتح امس فى مدينة جوهانسبرج بجمهورية جنوب أفريقيا ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامى الثقافى السادس الذى تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تحت عنوان (الدعوة الإسلامية فى افريقيا ومؤسساتها. الخصائص. والواقع والتطوير) ويستمر لمدة أربعة أيام بحضور عدد من اصحاب المعالى والفضيلة ورجال الفكر والدعاة ورؤساء المجالس والجمعيات والمراكز الإسلامية وعدد من قيادات العمل الإسلامى فى العالم. وقد القيت خلال الحفل كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء القاها نيابة عن سموه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس امام وخطيب المسجد الحرام نقل فيها سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين - حفظهما الله - وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية. وقال سموه: (ان المملكة بحكم مكانتها المتمثلة فى كونها منطلق الرسالة الخاتمة للناس جميعا وقبلة المسلمين فى كل مكان ومهوى أفئدتهم أخذت منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله والى هذا العهد الزاهر عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - تحقيق هذه الرسالة النبيلة رسالة الإسلام السامية التى فيها الامن والامان والسلامة فى كل شيء وذلك امتثالا لامر الله ورسوله فى الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والتعاون على البر والتقوى وتبليغ الدين والنصح للمسلمين والاهتمام بامورهم وتلمس حاجاتهم). واستشهد سموه بقول الملك عبدالعزيز رحمه الله (ان لنا فى الديار النائية اخوانا من المسلمين والعرب نطلب مراعاتهم وحفظ حقوقهم فان المسلم أخو المسلم يحن عليه كما يحن على نفسه فى أى مكان) وقول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله (ان المملكة العربية السعودية قد انطلقت منذ تأسيسها لخدمة الإسلام والمسلمين فى كل مكان فضلا عن خدمة الاراضى المقدسة والسهر على راحة قاصدى بيت الله الحرام حجاجا وعمارا وزوارا وبذل كل ما يمكن للدفاع عن الإسلام والمسلمين وتحقيق التضامن الإسلامى فى بقاع المعمورة). وعبر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز فى كلمته عن سروره بوجود نخبة متميزة من العلماء والباحثين والدعاة يتباحثون فى موضوعات الملتقى المهم الذى يزيد الصورة عن الإسلام وضوحا لدى غير المسلمين راجيا سموه ان تنعكس آثار هذا الملتقى الطيبة على المسلمين فى دول العالم عامة والدول الافريقية خاصة. وكان قد بدىء حفل افتتاح الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القيت كلمة المشاركين القاها نيابة عنهم رئيس مجلس القضاء الاعلى الإسلامى بجمهورية جنوب افريقيا ابراهيم جبريل رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على جهوده فى خدمة الإسلام ونصرة قضايا المسلمين وقال: (ان موضوع هذا الملتقى يأتي فى وقت حساس وفى ظروف دقيقة ورغبة المجتمعات الانسانية فى كل مكان فى معرفة حقيقة الإسلام وتعاليمه وتشريعاته وذلك بعد ان جرب العالم انواعا كثيرة من الانظمة البشرية فلم ترو عطش اولئك المتعطشين لمعرفة الحق. ولقد سعت بعض وسائل الاعلام فى نقل صورة عن الإسلام والمسلين لا تمثله ولا تنطبق بالحق عن المسلمين كما ان بعض الاحداث من بعض افراد لا تمثل المسلمين ولا تمثل حقيقة تشريعات الإسلام .ان الإسلام هو الدين السماوى الوحيد الذى تضمن فى احكامه تفصيلا عن الامن للناس كافة وذلك بمعاقبة المجرم بجرمه). وعبر ابراهيم جبريل عن فخرة بان اهل هذه البلاد قد عرفوا الإسلام بالمعاملة الحسنة والسلوك القويم مبينا ان اول طلائع الدعوة والقدوة الحسنة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم اجمعين الذين قدموا ضيوفا على اهل قارة افريقيا. ودعا اهل القارة الافريقية الى التعاون والتكاتف والتضامن وبناء افريقيا الخضراء لتكون واحة سلام وامن ورغد عيش وقدم فى الختام شكره لمعالى وزير الشئون الإسلامية الدكتور صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ على اختيار جنوب افريقيا لهذا الملتقى. بعد ذلك القى مفتى حكومة جنوب افريقيا وزير مكتب الرئيس يوسف باهاد كلمة رحب فيها بتنظيم ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامى الثقافى السادس فى مدينة جوهانسبيرج بجمهورية جنوب افريقيا لتعم الفائدة للمسلمين فى جنوب افريقيا وفى بقية الدول فى القارة الافريقية لافتا النظر الى أن الدين الإسلامى دخل القارة الافريقية قديما وانتشر بين شعوب دول افريقيا ومنها جمهورية جنوب افريقيا التى حظيت بوصول الإسلام اليها عن طريق هجرة بعض الافراد من دول جنوب شرق آسيا مثل اندونيسيا وماليزيا الى مدينة كيب تاون. وأوضح ممثل حكومة جنوب افريقيا ان الدين الإسلامى اخذ فى انتشار منذ ذلك الوقت وزاد عدد المسلمين الذين اخذوا يؤسسون مجتمعا مسلما فى هذه الدولة بجانب المجتمعات الاخرى والاديان الاخرى واصبحوا وحدة واحدة فى هذه الدولة تحكمهم حكومة واحدة. وتطرق لما يعانيه الشعب الفلسطينى المسلم مؤكدا تأييد بلاده لمطالب الشعب الفلسطينى فى نيل حقوقه المشروعة فى اقامة دولته المستقلة على ارضه فى ظل الشريعة الدولية مؤملا ان يحظى الشعب الفلسطينى وسلطته الشرعية بنيل حقوقهم ومطالبهم مثلما حقق شعب جنوب افريقيا حقوقه من المستعمرين. وفى نهاية كلمته عبر عن امله فى ان يحقق هذا الملتقى الإسلامى المهم اهدافه ومراميه وان يتمكن من الوصول الى افضل النتائج المرسومة له مكررا ترحيبه الحار بالجميع فى جنوب افريقيا. ثم القى معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على الملتقى الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد ال الشيخ كلمة عبر فيها عن سروره بانعقاد المؤتمر فى جوهانسبيرج التى تحظى دائما بانعقاد المؤتمرات والملتقيات المهمة المؤثرة فى نتائجها. كما عبر عن شكره وتقديره للحفاوة التى حظى بها هذا الملتقى من حكومة جنوب افريقيا وما لقيته الوفود من التسهيلات والتعاون الايجابى وقال (ينعقد هذا الملتقى والتداعيات العالمية تتزايد وسوء الفهم للإسلام / عقيدة وشريعة/ يتنامى مما يتطلب من العلماء وأهل الدعوة بذل المزيد من الجهد فى ايضاح حقائق الإسلام ورد التهم الموجهة الى أهله). واضاف معاليه يقول (الإسلام هو الايمان بالله الواحد الاحد هذا الايمان الذى يجعل المسلم مراقبا لله فلا يتعدى على شرعه ولا على خلقه ولا يعبد الا الله وحده). وأبان معاليه أن الإسلام بنى شريعته على كليات خمس وهى حفظ الدين وحفظ الانفس وحفظ العقول وحفظ الاموال وحفظ النسل مؤكدا معاليه ان فى هذه القواعد الخمس ما يضاد كل انحراف فى الانسان كالانحراف الروحى اوالاعتداء على الناس بلا وجه حق او التلاعب بالعقول اوظلم الناس فى أموالهم وخيراتهم أوالانحراف بالجناية على النسل الذى هو امتداد الحياة الانسانية. وأوضح معاليه ان الحوار مطلوب لتأكيد هذه الكليات والقواعد مع الموافق والمخالف وقال (القرآن الكريم دعا الى فتح أبواب الحوار والجدال والبحث فيما فيه سعادة الانسان فى دينه ودنياه والقرآن مليء من ذلك .فالشريعة الإسلامية حثت على البحث والتفاهم للوصول الى حلول للمشكلات العلمية والعملية). وقال معالي وزير الشؤون الإسلامية (ينعقد هذا الملتقى والبعد عن الدين وصلاح الروح يتنامى وظاهرة الغلو فى الدين تزيد الغلو الذى حذرنا الله منه).. (لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق) تلك الظاهرة التى نشأ عنها اعتداء على المسلمين فى أنفسهم ودينهم واعتداء على غير المسلمين من المعاهدين والمستأمنين). وتابع معاليه يقول (ان الارهاب هو اخافة الناس والاعتداء عليهم بغير وجه حق. خطر جدا فى هذه المرحلة لما له من أرضية أفكار لابد من التصدى لها من علماء الامة ودعاتها .وعلماء الامة وفقهاؤها ودعاتها يرفضون ويتبرأون من كل ما خالف الشريعة الإسلامية ومن ذلك الاعتداء والقتل بغير وجه حق قال تعالى (ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق) وقال تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أوفساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ومن الواجب على دعاة الإسلام ان يقفوا فى وجه الاهواء والضلالات حتى لا ينحرف الناس فى فهم الدين). وبين معاليه ان هذا الملتقى الذى سيبحث المشاركون فيه موضوع الدعوة الإسلامية فى أفريقيا ومؤسساتها وواقعها وخصائصها وتطويرها بما يثرى هذا الجانب فى فتح تطوير مؤسسات الدعوة علميا وعمليا وفى الاجتماع على التصدى للانحرافات والضلالات التى نسبت الى الإسلام ما ليس منه. وأكد معالى الشيخ صالح ال الشيخ أن المملكة العربية السعودية وهى تحمل على عاتقها ريادة العالم الإسلامى فهى تفخر بما اكرمها الله به من خدمة الحرمين الشريفين وتهيئة السبل للحجاج والمعتمرين والعباد والصالحين وقال معاليه (لقد من الله على قادة المملكة وولاة أمرها منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الى عهد خادم الحرمين الشريفين بترسيخ مبادئ الشريعة وخدمة المسلمين والسعى فيما ينفعهم ومد يد العون لكل مشروع نافع يخدم الإسلام والمسلمين ومن ذلك أن أوصلت نسخ المصحف الشريف وتراجم معانيه الى أقاصى الارض وأطرافها وقدمت أنموذجا يحتذى فى تطبيق الشريعة الإسلامية والانفتاح على معطيات المدنية والعلاقات الدولية) وأبرز معاليه ضرورة ترسيخ عقيدة الوسطية والاعتدال الذى يطلبه الإسلام البعيد عن الغلو وعن الانحراف والشهوات مبينا ان اجتماع الكلمة على ترسيخ السلوك المعتدل سيسهم كثيرا فى تقديم الدعوة الإسلامية فى كل مكان وفى محاربة الاجرام والاهواء وقال معاليه: (فالتعاون اصل من اصول هذه الشريعة).. (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) التعاون فى كل ما يخدم عقيدة الإسلام الحقة ويخدم المسلمين ويقيم للانسان كرامته التى حباها الله له (ولقد كرمنا بنى آدم) تلك الكرامة التى أعطته حقوقا هى حقوق الانسان واردف معاليه قائلا: لقد أكدت الشريعة الإسلامية على حقوق الانسان فى دينه ونفسه وعقله وماله ونسله بل حمت شرائع الله من الاعتداء على حقوق البيئة وخيرات الارض بغير وجه حق قال الله لعباده (كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى) فالطغيان على البيئة والخيرات والارزاق مؤذن بحلول الغضب الالهى). وشدد معالى وزير الشؤون الإسلامية على أن من سمات المسلم ان يحفظ العهد ويحترم العقود والمواثيق التى توافق الشرع وفيها صلاح الانسان لقوله تعالى (وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا) وقال (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وقال (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) والنبى صلى الله عليه وسلم عاهد غير المسلمين فأوفى بعهدهم ولم يخلفه لا هو ولا أحد من أصحابه رضى الله عنهم. ورفع معاليه باسم العلماء والباحثين الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولسمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس المجلس الاعلى للشؤون الإسلامية على مايولونه للاعمال الإسلامية من اهتمام وعلى ما يقدمونه للعلماء والدعاة من العون المستمر .كما قدموا الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز على دعمه ورعايته وحرصه على نجاح هذا الملتقى.وفى نهاية الحفل قام معالي الشيخ صالح ال الشيخ بتقديم هدية تذكارية لممثل حكومة جنوب افريقيا يوسف باهاد بهذه المناسبة.