قالت شبكة الاخبار الامريكية (سي ان ان) انه مع اقتراب الذكرى الاولى لهجمات ال 11 من سبتمبر والمتهم فيها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن تحول السؤال عن مصير زعيم القاعدة الى لغز كبير. وذكرت الشبكة الاخبارية في تقرير لها على موقعها في الانترنت انه لايوجد شخص على وجه الارض لديه اجابة محددة لما يمكن ان يكون عليه حال ابن لادن هذه الايام. واشارت الى ان اول من يجهل مصير اخطر شخص في نظر واشنطن هو الرئيس الامريكي جورج بوش نفسه الذي اكتفى في وقت سابق من الصيف بالقول ان ابن لادن يمكن ان يكون حيا ثم لخص الامر بكون بلاده ستقبض عليه اذا كان حيا مستطردا اما اذا لم يكن حيا فاننا سنكون قد تمكنا منه. وبقدر تعدد السيناريوهات حول مصير ابن لادن ومكان وجوده بقدر تعدد التفسيرات التي يقدمها المحللون لدعم تلك الفرضيات. وعبر المدير السابق لجهاز مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي ديل واطسون عن اعتقاده في وفاة ابن لادن. وقال واطسون السبب الاول الذي يدفعني لذلك هو ان حراس ابن لادن الشخصيين مسجونون في غوانتانامو بكوبا وان القاء القبض عليهم تم وهم بعيدون عن زعيمهم اما السبب الثاني فهو غياب علامات اعتدنا عليها سابقا منه مثل الاشرطة المصورة او السمعية على مدى تسعة اشهر. غير ان الكثير من المحللين لا يشاطرون واطسون رأيه وقالوا ان ابن لادن يمكن ان يكون قد اختار سياسة التهدئة وعدم لفت الانتباه اليه وان اي خبر مفترض لوفاته كان سيصل الى واشنطن من اتباعه. وقال محلل الشبكة لشؤون الارهاب بيتر بيرجن ان ابن لادن يمكن ان يكون قد اتخذ منطقة شمال غربي باكستان ملجأ له معتبرا تلك المنطقة بانها البيت الثاني لزعيم القاعدة. واضاف بيرجن لقد بنى ابن لادن ملاجىء عديدة له في اعماق الجبال اثناء الحرب التي قادها ضد الاتحاد السوفيتي واعتقد انه لجأ اليها الآن وهو الامر الذي سيجعل من القبض عليه أمرا في غاية الصعوبة. واوضحت (سي ان ان) ان موقف وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قد يكون قريبا من موقف بيرجن حيث علق على انقطاع اشرطة ابن لادن قائلا: يبدو ذلك بسبب عدم قدرته البدنية لانه يمكن ان يكون قد اصيب في بعض اجزاء جسده او قد يكون بداعي الخوف من ان تؤدي اشرطة ظهوره الى تحديد مكانه. وكان ابن لادن قد ظهر في شريط بث أواخر ديسمبر من العام الماضي وهو بصدد تحريك يده اليمنى في الوقت الذي بدا فيه سلاحه ثابتا على نفس الجهة من دون اي حركة في الوقت الذي لم تظهر الصورة الملتقطة اي جزء من يده اليسرى الامر الذي دفع بعض المحللين الى الاعتقاد في اصابته. وكانت تلك الوثيقة قد صورت بعد الهجوم الذي شنته الولاياتالمتحدة على معاقل طالبان والقاعدة في (تورا بورا) وهو المكان الذي من المفترض أن يكون قد احتمى به ابن لادن في تلك الفترة. وفي يونيو اعلن المتحدث باسم تنظيم القاعدة سليمان ابو غيث في وثيقة سمعية بثتها قناة الجزيرة القطرية ان كل قيادات تنظيم القاعدة لم يصابوا بأي اذى وان ابن لادن سيظهر قريبا على شاشات التلفزيون. واضاف ان التنظيم يخطط لهجمات أخرى على الولاياتالمتحدة. ودفع ظهور ابو غيث واعلانه وحده تلك التهديدات بيرجن الى الاعتقاد ان هناك بعض المشاكل في اشارة الى مشاكل من اي نوع في التنظيم غير انه كرر اعتقاده مرة اخرى في كون ابن لادن مازال على قيد الحياة. ولم تنفع الجائزة المالية التي وضعتها واشنطن على رأس ابن لادن والمقدرة ب25 مليون دولار في شيء وقال بيرجن ان امكان القبض عليه يتحدد بنسبة كبيرة بخيانة من بعض رفاقه وهذا ليس مطروحا لان هؤلاء لا يمكن ان يكون المال دافعا لهم. ونقلت الشبكة عن مراقبين قولهم انه بعيدا عن سيناريوهات مصير ابن لادن ينبغي التعمق كذلك في السؤال عن مدى النتائج التي يمكن الحصول عليها من القبض عليه وهل ان وجود التنظيم نفسه مرتبط بوجود ابن لادن. وقال رامسفيلد هناك عدة اشخاص يمكن ان يصل عددهم الى 6 أو 8 أو 10 أو 12 شخصا يمكن أن يقودوا القاعدة.