إنني رافض زماني وعصري ومن الرفض تولد الأشياء «نزار قباني». قالت لي صديقتي ذات مرة: زارني مديري في مكتبي في صباح ربيعي وكان يتحدث عن نفسه وعن شخصيته التي يعتقد أنها «فكرة» أخبرني عن مدى سطحيتي لأني أفضل كوب من القهوة على قراءتي الصحف كل صباح, وتشويهي هويتي باستماعي ل (بوتشيلي الايطالي ) بدلا من أن استمع لفيروز أو عبد الحليم, واستطرد بكل ثقة وهو يشرح لي مدى غبائي وهو يراني وأنا أشرح للموظفين عن النظريات الاقتصادية وعن فريش، وكارل ماركس والاقتصادي فيشر وجون كينز , فاجأني انتقاده الذي ارتطم بداخلي ككرة المضرب, قلت لنفسي بعد أن غادر مديري «الفكرة»: مادام يراني سيئة التنظيم فلماذا يتركني مستمرة بالعمل لديه ؟ نحن في مجتمع لم نعتد على تقبل ما يقال لنا بروح مرنة بل ننفعل عندما يتجرأ شخص على إبداء رأيه في سلوكنا أو تفكيرنا , وما العيب في النقد الذي يجعل ملكة التفكير لدينا تتحفز للأحسن؟ اختلط لدي مفهوم النقد بين شخصيتي وعملي , قد أكون شخصية لا تقبل النقد على الإطلاق، لكن أيضا طريقته في النقد كانت قاسية وتحمل روح السخرية, قلت لها: رويدك يا عزيزتي أحيانا تكون روح النقد للنقد ولا تستهدف شخصيتك بذاتها. نحن في مجتمع لم نعتد على تقبل ما يقال لنا بروح مرنة بل ننفعل عندما يتجرأ شخص على إبداء رأيه في سلوكنا أو تفكيرنا , وما العيب في النقد الذي يجعل ملكة التفكير لدينا تتحفز للأحسن؟ الناس كطيور تروم فضاء أزرق لا تستطيع الوصول إليه, هل ننتظر من يزيل سوء التفاهم بين الورد والأحجار؟ بين الماء والتراب؟ بين الغيمة والمطر ؟ لا يوجد أمطار بلا رعد أو حتى صواعق, لا يوجد بشر أنقياء كالثلج, هناك بشر كندف الثلج تتساقط ثم تموت على رصيف الحياة ..! ما بالك موجوعة يا صديقتي هل ستقابلين يومك بأعلام منكسة؟ [email protected]