عذرا إليك يا قلمي.. لم أكن الاحظ بك غير كلمة تبعث الأمل في القلوب.. وترسم الابتسامة على الشفاه. يا قلمي.. يا أوفى الأوفياء في زمن عز فيه الوفاء.. يا أصدق الأصدقاء حين جفت منابع الصداقة لدى الكثيرين.. لعمري ما كان أطوعك بين أصابعي تحكي قصة روحي وقلبي ووجداني ما أسرع أمثالك بين يدي.. لطالما امسكت بك برفق لتنساب الكلمات عبر مدادك لا أصدق ولا ابدع في التعبير عما في خاطري ويختلج في صدري. أتذكر يا قلمي الحبيب؟! كم ليلة بتنا معا نرعى نجومها، ونتغنى شعرا ببدرها المنير، والهواء العليل يداعب غصون الشجر بعذرية وبراءة.. فتنطلق أنت الوفي ولا أوفى منك يا قلمي.. فتسبر اغوار نفسي المتأججة بلهيب الشوق إلى حبيب غيبته عتمة الليل عن ناظري.. الى عزيز تقاذفته أمواج الغربة فنأت به عن شاطىء قلبي الخفاق بحب لا يعادله بل ولا يضاهيه حب كنت تسبر أغوار نفسي لتكشف عن مكنونها فاذا بك تفجر عيونا من الشعر تارة اخرى تستلهم خواطري فتسطرها كلمات مبدعة ومفعمة بالحب والشوق والحنان.. يا.. أنت قلمي.. يا جليسي في وحدتي.. يا انيسي في وحدتي.. يا رفيقي في غربتي عذرا اليك يا صاحبي.. فهذا آخر عهدي بك.. فلم يعد هناك من أكتب إليه.. لم يعد هناك من أبثه شكواي وهمومي فيهديء من روعي!! من اذا ضجت مقلتي بالدمع فيكفكف دمعي.. لم يعد هناك من يصغى الي فأناديه من يرق لي فأناجيه انفض عني الناس يا صاحبي.. هوت بي الاقدار في لحظة هبوب عاصفة هوجاء.. فوقف اصحابي وخلاني من حولي ينظرون بت أطوى الليالي وكلي يتمزق وهم يتفرجون!! رأيتني في جوف الليل وحيدا.. أجالس حزني وقهري.. أسامر دمعي وصبري.. أعلل النفس.. ربما اليوم.. أو غدا.. لم أكن لأًصدق ان القلوب المحبة تختفي فجأة هكذا.. عفوا.. وعفوك يا قلمي فلم أعد أطيق الكلام وأنت من بعدي لن تقوى على الفراق فليكن الوداع واننى.. اودعك.. فانني اودع فيك كل جميل في الحياة.. أأقول وداعا.. وليس هناك لقاء؟ وألف مليون لا فاللقاء بك لابد منه لأنني لا يمكن ان احيا في عالمي دونما ان تكون معي فأنت الوفي يا أوفى الاوفياء.. فأنت الرئه التي أتنفس بها فمن مدادك احيا واتنفس!!