كشفت مصادر خاصة عن نص الوثيقة التي توصل إليها مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية البروفيسور سري نسيبة مع الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، عامي ايالون، الى جانب مجموعة من الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية. والتي هي بمثابة إعلان نوايا حول شكل الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين. وتتضمن الوثيقة خطوطا عريضة لأصعب القضايا وهي القدس واللاجئين والمستوطنات، إلا أنها لا تدخل في تفاصيل دقيقة، الأمر الذي يجعل بعض القضايا الساخنة عالقة ودون حل قاطع. ويتضح أن من ابرز الشخصيات الفلسطينية التي شاركت في اللقاءات، والتي كان آخرها في السادس من أغسطس الماضي في مدينة استنبول التركية، ممثل منظمة التحرير المقبل في واشنطن، حنا سنيورة، ورياض المالكي الذي كان في الماضي قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الضفة الغربية. أما عن الجانب الإسرائيلي فإن ما يميز غالبية المشاركين انهم من كبار قادة الجيش وأجهزة المخابرات السابقين، وعلى رأسهم ايالون، السابق ذكره، والذي ينشط بكثافة ضمن أطر اليسار وحركات السلام الإسرائيلية، ويدعو علانية الى إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، والى جانبه دافيد كمحي من كبار قادة جهاز المخابرات الخارجية الموساد سابقا، واللواء احتياط شلومو غازيت من كان رئيس جهاز المخابرات العسكرية، ورؤوفين مرحاف وهو أيضا من قادة الموساد السابقين. وفي قراءة للوثيقة نبرز فيها عدة أمور، ومنها عدم عودة أي لاجئ فلسطيني إطلاقا الى إسرائيل (أراضى ال 48) مقابل عودتهم الى نطاق الدولة الفلسطينية، هذا في حين انه في محادثات طابا التي جرت قبل نحو 21 شهرا بين حكومة أيهود باراك والسلطة الفلسطينية كان يجري الحديث عن عودة ما بين 70 ألفا الى 130 ألف لاجئ فلسطيني الى أراضي عام 1948م . كذلك من الملفت للنظر الاعتراف بيهود العالم كله كشعب وليس ديانة، وهذا ما تصر عليه الحركة الصهيونية لتبرير موجات الهجرة اليهودية الى إسرائيل، في حين أن الفلسطينيين محرومون من العودة الى وطنهم. كذلك هناك استعمال كلمة (مستوطنين) وليس كلمة مستوطنات في بند الاستيطان، إذ جاء انه لن يبقى أي مستوطن في الدولة الفلسطينية، وهذا لا يعني إخلاء كافة المستوطنات التي أقيمت على افضل الأراضي الفلسطينية وسيطرت على اكثر الأراضي خصوبة. وحين جرى الحديث عن تبادل أراض، بمعنى انه بدل أراضي المستوطنات التي ستضمها إسرائيل، ويحصل الفلسطينيون على ارض متساوية، تم الحديث عن مساحة متساوية ولم يجر الحديث عن أراض فيها موارد طبيعية أو أنها صالحة للسكن او ذات خصوبة زراعية، الأمر الذي قد يسمح بأن يكون التعويض في أراض صحراوية قاحلة! وفيما يلي نص الوثيقة : @ مقدمة : إن الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي يعترف كل واحد منهما بالحقوق التاريخية للشعب الآخر فيما يتعلق بنفس الأرض. على مدى أجيال سعى الشعب اليهودي الى إقامة الدولة اليهودية في كل أنحاء ارض إسرائيل، في حين أن الشعب الفلسطيني سعى هو أيضا الى إقامة دولة في كل أنحاء فلسطين. ويوافق الطرفان بهذا على حل وسط تاريخي، يرتكز على مبدأ دولتين سياديتين وذات مقدرة على العيش، تكون الواحدة بجوار الأخرى. إن إعلان النوايا الذي يعرض هنا هو انعكاس لرغبة غالبية الشعب. ويؤمن الطرفان بأن هذه المبادرة ستسمح لهما بالتأثير على قادتهما من خلال فتح فصل جديد في تاريخ المنطقة. وهذا الفصل الجديد سيطبق من خلال دعوة الأسرة الدولية لضمان أمن المنطقة ومساعدتها والعمل على تطورها الاقتصادي. إعلان النوايا 1. دولتان لشعبين: يعلن الطرفان أن فلسطين هي الدولة الوحيدة للشعب الفلسطيني وإسرائيل هي الدولة الوحيدة للشعب اليهودي. 2. حدود: توافق الدولتان على وضع حدود ثابتة بينهما على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، وعلى قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية (التي تسمى بالمبادرة السعودية). @ تعديل الحدود يرتكز على تبادل أراض بشكل متساو (نسبة واحد على واحد) بما يتناسب مع الاحتياجات الحيوية للطرفين، ومن ضمن هذا الأمن، والتواصل الجغرافي واعتبارات ديموغرافية. @ المنطقتان الجغرافيتان اللتان ستركبان الدولة الفلسطينية- الضفة الغربية وقطاع غزة- ستكونان متصلتين. @ بعد إقامة الحدود المتفق عليها لن يبقى مستوطنون في الدولة الفلسطينية. 1. القدس: القدس ستكون مدينة مفتوحة، عاصمة الدولتين. حرية عبادة ووصول الى كافة الأماكن المقدسة ستكون مضمونة للجميع. @ الأحياء العربية في القدس ستكون تحت سيادة فلسطينية، والأحياء اليهودية في القدس ستكون تحت سيادة إسرائيلية. @ لن تكون لأي طرف سيادة على الأماكن المقدسة. وستعرّف دولة فلسطين كحارسة للحرم الشريف لمصلحة المسلمين. وستعرّف دولة إسرائيل كحارسة للحائط الغربي (حائط البراق) لمصلحة الشعب اليهودي. @ وسيحافظ على الوضع القائم في مسألة الأماكن المقدسة للمسيحيين. @ ولن تجري أي نوع من الحفريات في داخل الأماكن المقدسة أو تحتها. 1. حق العودة: من منطلق الاعتراف بمعاناة وضائقة اللاجئين الفلسطينيين، فان الأسرة الدولية وإسرائيل والدولة الفلسطينية سيبادرون لمساهمة مالية في صندوق دولي لتعويض اللاجئين. @ اللاجئون الفلسطينيون سيعودون فقط الى دولة فلسطين واليهود فقط الى دولة إسرائيل. @ وستعرض الأسرة الدولية تقديم تعويضات من اجل تحسين وضع اللاجئين الذين يريدون البقاء في الدول التي يقيمون فيها حاليا أو يريدون الهجرة الى دولة ثالثة. 1. تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وستضمن الأسرة الدولية أمنها واستقلاليتها. 2. نهاية الصراع: مع التطبيق الكامل لهذه المبادئ سيوضع حد لكل الطلبات من قبل الشعبين وينتهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.