الادارة رغم علمية اساليبها الحديثة تبدعها فنية العاملين عليها ويعبقها اخلاصهم وترجمة حبهم للوطن من خلالها. الادارة ليست كراسي تشغل بمؤهل معين فقط ولا خبرة تستثمر في موقع ما ولا روتينا يوميا يؤدي ولا تقديم تنازلات والتخلق بالطيبة لنيل رضا الآخرين لجلب الدعاية للنفس بل هي الجودة بشمول معانيها ومراقبة النفس والمرؤوسين والخوف من الله في السر والعلن في الاداء والمتابعة والتقويم والتفويض والاختيار والتعيين لكون اخون الخيانة لله ورسوله وأولي الامر ان تولي شخصا وهناك في ادارتك من هو أكفأ منه واتم اخلاصا بتأدية ما انيط بوظيفته من مسئوليات. لقد علمتني الادارة ان الاعمال المخلصة والبناءة تكسب المرء عزا في الدنيا والآخرة وان الكراسي واصحابها سوف تنسى في خضم الايام ما لم يترك اصحابها آثارا تدل على جودة عطائهم وصدق نواياهم. فالميت حسا ليس من فارق الحياة او المنصب ولكن من لم يترك اثرا ينتفع به الناس وكم في الارض اموات وهم احياء ولكن لايشعرون اذ لا حياة لادوارهم ولا ايقاع لآثارهم. الواقع الاداري ربما يحبط المخلصين لكون بعض مسئوليهم تم اخيارهم لكونهم الاطوع وليس الانفع والله سبحانه وتعالى سوف يسأل من تولى امانة هل حفظ ام ضيع وما جر عليه تضييعه في الاداء او الاختيار من تبعات. الادارة حب وتضحية. تقدير للفاعلين وحساب للمقصرين لتجزى كل نفس بما تسعى. انها تطوير وتجديد، تغير ونماء. ابتكار ومتابعة واطلاع. مصارحة بهدوء العقلاء وحكمة النبلاء ووقفة الانسان مع اخيه الانسان وقت الشدائد وضرورة ستر العيوب ما لم يؤد ذلك الى مفسدة اعظم واصلاح الخلل دون ضرر او ضرار. الادارة مساءلة للنفس يوميا عن الانجاز والتعامل قبل ان يسألنا الآخرون. انها تقوى منبعها القلب ومرآتها السلوك وآثارها تحقيق الاهداف المؤسسية والشخصية للتنظيم ومنسوبيه. انها تنمية حقيقية لينمو كل فرد باختلاف حسب فروقه الفردية ولن يكون ذلك ما لم نؤسس لمعايير موضوعية صادقة تحكم بحق وترضي نتائجها العدول من الناس وتكون سدا آمنا لكل ضريعة طامع فيها بغير وجه حق. لو فكر كل منا في ساعة من الحساب لادرك ان الادارة امارة لذا فهي اما ان تجر خيرا او شرا وندامة حسب فعل كل من تولاها وافعاله وتوجهاته ولا نندم على فرصة مضت ولا نفرح بمهمة اسندت فربما في الصرف عنها رحمة من الله فكم من مناصب تصرف عن اناس لان الله اختارهم لمهام افضل منها وأتقى من الاخطاء وآخرون تضرعوا للوصول اليها او ابتلوا بها اختبارا وتمحيصا فلا ننسى ان الاختيار ثلاثة اصناف اناس اختيروا للدنيا واناس اختيروا للآخرة وصنف ثالث للدنيا والآخرة منفعة او اختبارا او كليهما معا. فلنخلص النوايا ونطلب من الله العون ونفتح للمخلصين المجال ان رغبوا دون اكراه في المواقع التي تناسب قدراتهم ومهاراتهم ونرتقي باداراتنا الى الافضل ونعاون الاوفياء ونحاسب بعضنا حساب الفرقاء قبل ان نحاسب وليست ساعة مندم وليكن الوطن والولاء له نصب اعيننا كما يكون رضا الله اولا هدفنا الاسمى ولو اغضبنا الآخرين.