قرأت ماسطرته يد الاخ عبدالرحمن الناصر في العدد 10163 بتاريخ 16 جمادى الاخرة 1423ه بعنوان "لماذا لا يختار الكتاب موضوعاتهم مما يهم القارئ".. وقد تحدث فيه الكاتب عن كتاب الاعمدة والزوايا اليومية والاسبوعية وما تحمله مواضيعهم من كلمات انشائية لا تعدو كونها جملا بسيطة لا تخدم المواطن ولا تتلمس همومه وقضاياه وذكر امثلة لعناوين بعض الزوايا لكتاب جديرين بالاحترام والتقدير يسطرون بأناملهم الذهبية كلمات ومواضيع ذات اهمية في محتواها ومضمونها برؤية صائبة واسلوب جاد متنوع وممتع قد يخدم القارئ بأسلوبه الانشائي ويزيده معرفة وتفهما في امور قد يجهلها او تكون غائبة عن وعيه الذاتي وحصيلته الفكرية. بل ان الاسلوب الانشائي الذي تحدثت عنه قد يستقطب الكثير من القراء والمتابعين للزوايا والاعمدة لاسلوبه السهل المبسط الذي من الممكن ان تفهم مغزاه ومضمونه دون اللجوء لفك الرموز والجمل من كلماته الغامضة والاستعانة بمعجم لمعرفة معنى تلك العبارة او غيرها.. وذكر الكاتب في مقاله "عامود يحمل عنوان ابغض الحلال مرة اخرى"، وسطر قائلا ان العامود لم يشكل له اي اضافة او حل ويشك بان اي مسلم ومسلمة لا يعرف ماطرحه الكاتب. وهنا لي رأي يا اخي العزيز.. مهما اوتينا من علم ومعرفة وتزودنا بالكتب واطلعنا على محتوياتها ومواضيعها بمختلف علومها وشتى تخصصاتها يبقى العلم بحرا عميقا وان غصنا في اعماقه. "وما اوتيتم من العلم الا قليلا". نجهل بعض الامور منها وبالاخص ما يتعلق بالشريعة والدين والكاتب في الزاوية السابقة تحدث عن الطلاق ومساوئه واجزم اذا كان جميع المسلمين والمسلمات من القراء بمختلف ثقافاتهم يعرفون حكم الطلاق وشروطه ومساوئه الاجتماعية ولا ابالغ اذا قلت اجزم.. اما بخصوص الزاوية التي بعنوان "الى متى". فقد كانت اكثر من رائعة لما تحمله في طياتها من معان جميلة وترجمة لبواطن النفس وخلجاتها ومخزونها العاطفي ولا انسى تلك الكلمات التي رصت على هيئة قصيدة كما ذكرت فقد كانت تحوي رومانسية حالمة تتعايش معها وتبحر في خيالها ولا يفهم كلماتها الا اصحابها الرومانسيون. وهذا بحد ذاته فن من فنون الادب العربي له عشاقه. اما كتاب الزوايا التي تحدثت عنهم ومجدت كتاباتهم.. اولا لهم مني كل التقدير والاحترام ولكن الا ترى معي ان البعض يهتم بالكتابة عن الشخصيات المهمة في المجتمع واصحاب الوجاهات متجاهلا هموم المواطن العادي وقضاياه الاجتماعية. واذا قلت ان ثمة فارقا بين صحيفة يومية متعددة الاهتمامات ومتسارعة الايقاع وبين مجلة متخصصة لبعض الكتاب واعمدتهم فهذا تعريفك الشخصي لتنوع اعمدة الصحافة ومحتواها ولا احد يشارك الرأي والقارئ يستهويه التنويع في المقالات ولا يعجبه الروتين الممل وبعض كتابنا في اليوم اصحاب الزوايا والاعمدة يكتبون ويختارون مواضيع متنوعة سياسية وثقافية واجتماعية وغيرها بأسلوب متميز جذاب ولا اظن تلك الكلمات التي تسطر بأنامل وتبنى بعقول تخدم القارئ والمطلع قد تكون جملا انشائية لا يستفاد منها.. اخيرا احيي عبر هذا المنبر اساتذتنا المتميزين ومن بينهم الاستاذ خليل الفزيع ومحمد الملحم وسعد البواردي والدكتور خالد الحليبي وغيرهم مما لا يسعني المجال لذكرهم واشيد بكتاباتهم واشكر الكاتب عبدالرحمن الذي اثار غيرتي على اساتذتي الذين اقف امامهم احتراما وتبجيلا ومعذرة لعدم اتفاقي معك يا اخ عبدالرحمن في موضوعك الذي طرحته واختلاف الاراء وابداء الرأي لا يفسد قضية.. فاطمة محمد الخماس