وانا اتصفح عددي الخميس والجمعة الماضيين من (اليوم الغراء) بادئا بالزوايا والاعمدة، لفت نظري بعض الاعمدة التي تحمل عناوين وتحتوي على مضامين انشائية، ليس مكانها صحيفة يومية تتوجه الى قطاع واسع من البشر يبدأون قراءه الجريدة بالزوايا والاخبار ويتوقعون ان تحمل هذه الزوايا بعض هموم الوطن وهموم المواطن كتلك التي رأيناها في (اما قبل) لمحمد الوعيل، و(ملامح) لعبدالله القنيعير، و(من الواقع) لآمال الودعاني.. وغيرها تلك الزوايا التي اتحدث عنها لا تعدو كونها موضوعات انشائية ما ان تقرأ عدة سطور منها حتى تنصرف عنها وتتساءل.. وربما تلك الاسئلة تكون مزعجة لك.. لان فيها من؟ وكيف؟ ولماذا؟.. وتقول ما الذي تضيفه لك زاوية او عامود صحفي يحمل عنوان "راحه التعب" تقرأه فلا تخرج بشيء مفيد سوى بعض الكلمات الرومانسية المستهلكة، وعامود يحمل عنوان (أبغض الحلال مرة اخرى) لا اخال قارئا او قارئة مسلمة لا يعرف ما طرحه العمود والذي لم يشكل لي اضافة او يحل اي مشكلة او عنوان (البرغوثي يحاكم اسرائيل) عبارة تلخص ما طرحته الصحف ووكالات الانباء والفضائيات لقضية مروان البرغوثي.. ناهيك عن (جند العجائز) الذي لاتعرف لاتعرف لماذا كتبت وما الهدف وعلاقتنا بعجائز موريتانيا.. وايضا تلك المساحة الخميسية الواسعة التي تملأ بعبارات رومانسية وكلمات انشائية، رصت على هيئة قصيدة وهي بعيدة عنها ودبجت بجمل قصيرة تملأ نصف مساحة الزاوية او المقال او... لا نعرف تسمية لتلك المساحة التي حملت الخميس الماضي عنوان ( الى متى؟) وفي الحقيقة جاء العنوان متوافقا على سؤالنا الى متى؟ نقرأ مثل هذه الكلمات والجمل المتكررة والمعادة في المعنى وفي طريقة الكتابة والتي لاتخوض في عمق الذات والمشاعر اذا كانت لم تستطع ان تخوض في عمق الواقع او ان تربط ما تطرحه بقضايا من الواقع.. انني اقول ثمة فارق بين صحيفة يومية متعددة الاهتمامات ومتسارعة الايقاع وبين مجلة متخصصة للمرأة او الرجل او الشعر الشعبي او العجائز اوغيرها.. ونحن لسنا ضد الرومانسية، والكتابة الناعمة، ودغدغة الحواس بالكلمات الانشائية.. ولكن هذه ليس مكانها صحيفة يومية.. او انها تخصص لها مساحة اقل او ان تنظر في صفحات متخصصة ثقافية او فنية او شعبية ولا تكون في (الرأي) او في (الاخيرة).. ارجو الا اكون قد قسوت على احد.. وعموما الموضوع مطروح للنقاش امام الجميع واجزم ان من سيؤيد ما طرحته هم غالبية.. @ عبدالرحمن الناصر الخبر