تعتبر الجفر عاصمة القرى الشرقية في محافظة الأحساء، وتحيط بها 7 قرى (الطرف، الجشة، المركز، المنيزلة، الفضول والمزاوي)، وبسبب تميز موقعها اتخذها عسكر الحكومة العثمانية مقراً لحاميتهم ومركزاً لمراقبة طريق العقير. لم يعد يطلق على الجفر قرية ولا حتى بلدة، فهي تكاد تأخذ اسم مدينة، بسبب التوسع العمراني المتنامي فيها، ولكونها مركزاً للخدمات الحكومية للقرى المحيطة بها (المحكمة الشرعية، مركز الشرطة، مركز البريد، الدفاع المدني، مركز التنمية الاجتماعية، مدارس، البنوك، الأسواق، مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية، الجمعية الخيرية)، وهي تشهد تطوراً كبيراً في مرافقها تكاد تكون نقلة كبيرة تشهدها خلال السنوات الأخيرة. (اليوم) زارت الجفر، والتقت بعدد من سكانها، وهم: حسن علي الخليفة، علي سعد العقيل، يوسف صالح بو نيان، راشد عبدالله الجبر، عبدالله مبارك بو علي، عبدالرحمن عبدالله العياضي، جبر الجبر، عبدالرحمن محمد الداحوس، محمد خليفة القطان، فاستعرضوا همومهم والخدمات ووضع المرافق الأساسية والتوسع العمراني ومشاكل المياه والأسواق وغيرها، ونحن نعرضها من خلال هذا الاستطلاع: الماء.. المعاناة الكبرى النقص الحاد في المياه، خصوصاً مياه الشرب، هو المعاناة الكبرى التي يعيشها سكان الجفر، فالآبار التي تمد المدينة بالمياه قديمة، وكذلك الشبكة، وما يصل للمنازل لا يكفي السكان، فضلاً عن أنها تنقطع عدة أيام، وتصل الى البيوت وهي غير صالحة للاستهلاك الآدمي بسبب روائحها الكريهة والملوحة الزائدة ومحملة بالشوائب. فيتكبد الأهالي معاناة مع وايتات الماء، التي لا تستطيع غالباً الوصول إلى المنازل لضيق الشوارع والممرات، التي تسدها خزانات المياه. يقول الأهالي: انهم حصلوا على وعود قديمة من وزارة الزراعة والمياه لإيجاد حل عاجل وسريع لنقص المياه، إلا ان المعاناة مستمرة.. ويأمل الأهالي في تحويل خدمات المياه إلى مصلحة المياه والصرف الصحي، وربطها بالشبكة العامة للمحافظة، والكشف المستمر على صلاحية المياه للشرب، وعدم انقطاعها، مع تأهيل شركة موثوق بها تقوم بتزويد الأهالي بالمياه بأسعار معقولة. المزارع تمنع التمدد ومع ان الجفر تشهد توسعاً عمرانياً متنامياً إلا ان قنوات الري التي تحيط بالمدينة من كل اتجاه تحول دون ذلك، خاصة من جهة الشرق، نظراً لوجود أعداد كبيرة من المزارع في ذلك الاتجاه، فالجهة الشرقية مؤهلة للتوسع.. ويطالب الأهالي الجهات المعنية في بلدية الأحساء وتحديداً قسم التخطيط بمعالجة هذا الجانب بجدية، ووضع حد لمعاناة الأهالي. السوق ذهب منحة ومن الأمور التي يدعو الأهالي إلى حلها هي موقع سوق الاثنين القديم، حيث ان جزءا من موقعه، الذي يعتبر موقعاً عاماً، تصرفت فيه بلدية الأحساء بتوزيعه على شكل منح، مما تسبب في فقدان جزء من أرض السوق، ولما يمثله السوق من أهمية تاريخية وتجارية لدى الأهالي، فهم يطالبون بتنظيم موقع السوق، وإعادة ما استقطع منه، وكذلك تأهيل المبنى (الشبرة) الموجود حالياً، ليكون سوقاً دائماً. تفعيل المركز والبريد ويؤكد الأهالي كذلك على ضرورة إعادة الدور الريادي لمركز التنمية الاجتماعية في الجفر، الذي يقدم خدمات اجتماعية متنوعة، حيث ضعف دوره في الآونة الأخيرة.. ويناشد الأهالي وزارة العمل والشئون الاجتماعية تطوير خدمات وبرامج المركز، ليعود كما كان حافزاً إبداعياً، له إسهاماته في تطوير إمكانيات الأهالي الاجتماعية والثقافية، حيث ان المركز يحتاج بدرجة أولى إلى إعادة البناء وتطوير قدراته ودعم ميزانيته. وبسبب خطورة مبنى البريد، بعد انتشار التصدعات في جدرانه أزيل مؤخراً، وتبرعت جمعية الجفر الخيرية بإعداد مبنى ليكون مقراً للبريد، إلا ان الأهالي يناشدون وزارة البرق والبريد والهاتف إعادة تشييد المبنى، بسبب حاجة الأهالي لهذه الخدمة المتنامية. مدارس مستأجرة منذ تأسيس مدرسة الجفر الأولى للبنات قبل 35 عاماً وهي في مبنى مستأجر، ومبناها الحالي غير مؤهل لمواكبة العملية التربوية، ولا تزال مدرسة الجفر المتوسطة مدمجة مع ثانوية الجفر للبنات، لذا فهو يحتاج إلى مبنى جديد، كما أن مدرسة الجفر الابتدائية للبنين أغلقت حتى إشعار آخر، دون الشروع في إنشاء مبنى بديل، فتكدس الطلاب في المدارس الأخرى، لذلك يناشد الأهالي وزارة المعارف النظر في هذا الجانب، مع دعم إمكانيات الوحدة الصحية المدرسية للبنين بكوادر تخدم أعداد الطلاب في كافة القرى المشمولة بخدماتها. حفارو قبور المطلب الأهم من وجهة نظر بعض الأهالي هو تعيين مشرفين للمقابر، وحفاري قبور ومغسلي أموات، حيث ان هذه الخدمة غير موجودة في الجفر وكافة قراها، رغم مطالبة الأهالي المستمرة للبلدية. ولا تقتصر خدمات كتابة العدل على الجفر، بل تشمل القرى المجاورة ومخطط ضاحية هجر، التي تم تحويل اسمها إلى مدينة الجفر، وتحتاج الكتابة إلى مزيد من الموظفين، حيث يتأخر إنجاز معاملات المواطنين. في انتظار الطريق ويأمل الأهالي في سرعة إنجاز طريق العقير الذي سينطلق بالقرب من الجفر، وكذلك الطريق الرابط بخط قطر، إضافة إلى ضرورة إعادة تأهيل الشوارع الداخلية، التي تعاني الحفر والمطبات، كذلك يحمل الأهالي المجمع القروي بالجفر مسئولية انحسار الرقعة الخضراء وموت الأشجار وإهمال الحدائق.. ويأملون في قيام المجمع بدوره في هذا الجانب. ومن الآمال التي رفعها الأهالي لمصلحة المياه والصرف الصحي افتتاح مكتب لمراجعة الأهالي، حيث تصادفهم في كثير من الأحيان مشاكل لا يعرفون كيف يعالجونها، إذ ان المكتب التابع للمقاول والموجود في المضخة لا يملك صلاحيات حتى الحديث مع أحد من المواطنين، لعدم وجود أي موظف سعودي.