المملكة ومصر تمثلان ثقلا سياسيا لا يمكن الاستهانة بتأثيره القوي حين تطرح الازمات العربية للبحث في مختلف المحافل وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية الاولى للامة العربية وبين حين وحين يتم الاتصال بين القمتين السعودية والمصرية للتباحث حولها وحول مختلف المستجدات والتطورات والمتغيرات التي تجري على الساحات الاقليمية والعربية والاسلامية والدولية لتبادل وجهات النظر حيال افضل السبل الممكنة للتعامل معها، وقد تكرر هذا الاتصال يوم امس الاول بين خادم الحرمين الشريفين واخيه الرئيس المصري لتناول تلك المسائل بروح الاخوة العربية والمصالح المشتركة التي يجمع عليها العرب، ومن منطلق الثقل السياسي الكبير الذي يتمتع به البلدان ومدى تأثيره على مجمل الازمات والقضايا المطروحة على الساحة، وغني عن القول ان البلدان يملكان رؤية متطابقة ومتجانسة تماما حيال تلك الازمات والقضايا واهمها قضية فلسطين، فقد ايدت مصر بشكل مطلق في القمة العربية الدورية في بيروت ماطرحته المملكة من مبادرة جريئة وشجاعة ومنطقية حيال تسوية ازمة منطقة الشرق الاوسط برمتها، وقد تحول هذا الطرح الى مبادرة عربية جماعية لا تزال تمثل في جوهرها اهم السبل الكفيلة بحلحلة تلك الازمة السياسية التي تعتبر من اعقد الازمات واطولها في التاريخ الحديث كما ان مصر تلتقي من جانب آخر مع السياسة السعودية الرافضة تماما فكرة توجيه ضربة عسكرية ضد العراق، وترى مصر كما ترى المملكة ان ضربة كهذه ان حدثت فانها ستدخل المنطقة بأسرها في دوامة فوضى فظيعة لا يمكن التخلص منها، كما ان المملكةومصر متفقتان من جانب ثالث على الطرائق المشتركة لمكافحة الارهاب، وقد اتضحت تلك الطرائق في صدور الاتفاقية العربية الموحدة لمكافحة هذه الافة المدمرة واحتوائها ويمكن قياس عدة امثلة على هذا التوحد المشترك بين البلدين الشقيقين في مجالات سياسة واقتصادية وثقافية وامنية ونحوها بما يؤكد صحة وسلامة التشاور الدائم بينهما في البحث عن المخارج المأمونة والكفيلة بزرع مساحات من التفاؤل والامل على اراضي المجتمعات البشرية دون استثناء في امكانية التوصل ذات يوم الى حلول عملية وناجعة لأزمات العالم ماكبر منها وما صغر تعضيدا ودعما للمنظومة الدولية الساعية الى نشر عوامل الامن والسلم والاستقرار بين كافة امم وشعوب الارض.