مهما ازداد انحناء السنابل الممتلئة ، ازداد انحناء الآخرين لها، واذا ما طأطأت قامتها ، فان بهاءها يزداد ، وينظر اليها الآخرون بكل وقار وابتهاج. مهما شمخت الاشجار ، وارتفعت ناطحات السحاب ، وارتدت الاجساد انواع الحرير ، وانغمرت بارقى انواع العطور، وامتشقت السيوف المرصعة باللؤلؤ ، واحاطتها الرؤوس ، وسارت الى جنبها المئات والالاف ،فان الارتقاء في لحظة الالق ، لايمكن ان يأتي الا اذا كانت السنابل الممتلئة ، هي النياشين التي ترصع الذهن والعقل، قبل ان تكون الاشياء الاخرى تتوزع بغزارة مابين هذا الحشد ، وتلك الجموع. مهما امتلك الرجل من مقتنيات ، فان القول الفصل في كينونته وشخصيته ، ماقاله احد عقلاء وحكماء العرب ،من قول جميل ومعبر وكبير ، عندما اختصر المسافة بين الابهة والالوان وانواع البهرجة، وبين ما يكون عليه المرء ،فكان القول (اهاب الرجل ، حتى يتكلم) في تلك اللحظة ، يظهر الصوت الخافت الذي يأمر هذا ليقف امام الآخر ، اما ان ينحني اجلالا واحتراما ،لما تحمله تلك السنابل، او ان يشيح بوجهه ، يبحث عن سنبلة اخرى، تتطابق فيها الهيئة مع المحتوى . مهما امتلكت المرأة من عنفوان ،ويشمل ذلك كل ماتحمله المرأة من مواصفات ، الا ان ما تتفوه به ، يبقى هو الفصل ، بين ان يقف الآخرون في حالة ،او في حالة مناقضة اخرى، فكم من الهياكل الثلجية خرت صريعة ، امام ريح خفيفة ،وكم من لطخات ماكياج انهارت ببهرجتها عند اول اضاءة ساطعة ، وكم ... وكم ... وكم ... فالمرأة اذا كانت أما ، فان ما يجعلها مثل السنبلة الممتلئة هو ما تحمله من معرفة ، ومن وعي ، ومن ذائقة ، ومن صبر، ومن قدرة، على ان تقول للآخرين رأيها، دون ان تسمع هي صوتها . والرجل اذا لم يكن كالسنبلة الممتلئة، فانه يستطيع ان يكون كذلك اذا اراد ، وبدون ذلك، فانه لايستطيع ان يطلب من اقرب الناس اليه ،ان يكونوا سنابل ممتلئة ، منحنية ، بهية ، شامخة. في الانحناءات حكمة ،وقالوا ان العربات الفارغة وحدها التي تثير الضجيج. الوطن العمانيه