رحلت تليلة المهندي بهدوء.. وأغلقت على صداها النازف بحداد الكلمة.. غاب الصدى الذي يربط المتذوقين للكلمة الشاعرية.. في ذلك النهار وسكت القلب الذي غنت قيثارته أحلى الكلام. "كانت أيامي.. كلام.. وكانت جروحي.. نيام".. قطفُُ من قصيدة لها حين كانت تحاكي الجرح الغزير في عروقها.. كانت صابرة وصرخة الألم تخفيها بين صمتها الذي ارتبط بوحدتها وهي تجسد قصائدها التي ارتبطت بمعاناة مزمنة وهي تغني تارة بالدمع وتارة أخرى بالقسوة.. لتقهر كل ما تحمله من آلام الحزن. صدى الحرمان. هكذا اختارت لنفسها الاسم والطريق.. طريق تشق خلالها بالصبر والتحدي.. الأيام التي ما استطاعت أن ترسم على أحلامها المستحيل. تحركت كلماتها.. صرخاتها انطلقت بعيدة.. تحدثت عن معاناتها صورة وصورة.. وكلمة وكلمة.. وعبرت عن ذاتها بأنها أقوى من خرافية المستحيل الذي كان يتربص لها. صدى الحرمان.. الإنسانة والمبدعة.. حملت صوتها الذي ما عجز عن رسم ملامح الإبداع.. يبعثر عبر المدى صرخاتها.. إنها قادرة تجسيد هذا الإبداع في كلماتها التي شدت إليها الناس وصفقت لها بحب. صدى الحرمان.. الراحلة الباقية.. التي تركت لنا بصماتها على أوراق لا تذبل.. تحكي كما كانت.. بعذوبة كلماتها.. رحلة أيامها التي كانت بعمر الزهور لكنها شاقة.. تركتنا نلتقط حكايتها قصيدة قصيدة.. تحمل موهبة فذة.. إنها بالتأكيد شاعرة متمكنة.. إبداعها لم يبق خلف الجدران وإنما صار لوحة احتفظنا بملامحها في القلوب. صدى الحرمان.. لم ترحل.. ولن تغيب عن ذاكرتنا.. ها نحن نقلب أوراق ديوانها "رحلة أيامي" نلتقط صورة وصورة نقرأ أبجدياتها التي تركتها لنا لنتعلم كيف يكون طعم الكلام.. رغم الحزن الذي يطوقنا في غياب هذا الصدى من دنيانا. صدى الحرمان.. أرادت أن ترحل بهدوء. لم تكلف علينا شيء.. سوى فجيعة الرحلة الأخيرة.. ها نحن نرثي شاعرتنا. وكلماتها تسبق رحيلها أن نبقى نحاكيها في الصدى.. نعيد ألف مرة قراءة ما تركته لنا من رثاء يحملنا ألم الرحيل. صدى الحرمان.. نتعذر لنا ألف مرة بطيبة خاطر عن رحيلها عنا.. فرحلة أيامها لم تكن كما نتخيلها.. فهي كانت الصابرة المبدعة التي لم توقفها حالات الألم والحزن عن الإبداع.. لتقدم لنا خلاصة مبدعة قطرية أعطت ونجحت وسيبقى نجاحها علامة مضيئة في ذاكرة الثقافة القطرية. آخر كلام: أبد لا تحزني يمه إذا خانتني رجليني. وإذا كل شكى همه وأنا همي بقى فيني الشرق القطريه