اكد الرئيس السوداني عمر البشير انه لايملك ضمانا بنسبة مائة في المائة يحول دون ان يؤدي تطبيق حق تقرير المصير الذي وافقت عليه حكومة الخرطوم الى انفصال اشلجنوب وفقا لاتفاق ماشاكوس .وأوضح البشير في مقابلة تنشرها مجلة المصورغدا الجمعة أن حكومته قبلت حق تقرير المصير باعتبار انه لم يكن هناك مهرب مشيرا الى أن كافة القوى السودانية كانت قد أقرت فى اتفاقات ومواثيق سابقة مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق حق تقرير المصير. وذكر ان بنود الدستور السودانى تؤكد أيضا حق تقرير المصير لابناء الجنوب مضيفا أنه عندما اصر قرنق على مطلبه بتقرير المصير لم يكن امامنا سوى القبول والا اهدرنا الدستور . واعرب عن اعتقاده بان القوى الاقليمية والدولية تقف حاليا وراء اتفاق ماشاكوس ومع السلام وايجاد حل للقضية السودانية معتبرا انه لم يكن امام حكومته الا ان تقبل حق تقرير المصير باعتبار ان الوحدة اما ان تتم طواعية بين الشمال والجنوب أو يتم الانفصال باحسان. وذكر أن متغيرات كثيرة حدثت في العالم بعد احداث 11 سبتبمر الماضي والحرب ضد الارهاب معتبرا ان هناك سببا آخر شجع على اتخاذ القوى الدولية مثل هذا الموقف وهو ان السودان بدأ يستثمر ثروة نفطية كبيرة اكتشفتها شركات امريكية . وذكر ان الجميع بما فى ذلك الخرطوم والحركة اصبحوا على قناعة بأن الحرب لن تحقق الاهداف التي يسعون من اجلها سواء كانت فى فصل السودان أو تحقيق الوحدة او السيطرة على السودان الامر الذي يجعل الامور اكثر تفاؤلا هذه المرة . واوضح الرئيس السودانى ان القضية ليست سهلة باعتبار ان الحديث عن تحقيق الوحدة بعد 6 سنوات انتقالية (وفقا للاتفاق) امر مضمون بنسبة مائة بالمائة مجرد امان غير واقعية وان كان هناك بعض العناصر التى لابد من الاعتماد عليها . واكد البشير فى الوقت نفسه ان الولاياتالمتحدة وكذلك دول الجوار الافريقيى ليست كلها مع انفصال الجنوب مشيرا الى تلقي تأكيدات امريكية بالمساعدة على التنمية فى جنوب السودان بهدف أن تكون الوحدة هي الخيار المحبب. واشار الى امكان قيام نظام فيدرالي يعطي خصوصية للجنوب مبينا ان هذا النظام موجود الان فيما سيتمتع الجنوب بوجود ميزة اضافية تعطيه حق اقامة حكومة مركزية تنسق بين الولايات وتشكل همزة وصل بين الولاية والحكومة الفيدرالية. واعرب الرئيس السودانى عن اعتقاده بان الادارة الامريكية الحالية تختلف تماما عن الادارة السابقة فى توجهاتها ازاء الخرطوم موضحا انها ضد المقاطعة الاقتصادية للسودان في ظل وجود شركات امريكية خاصة شركات النفط والشركات الصناعيةالتي تقف مع السودان. وردا عن سؤال وصف الرئيس البشير القلق المصرى بشأن وحدة التراب السوداني بانه مشروع باعتبار ان الاستفتاء المرتقب وفقا للاتفاق الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان لو ادى الى الانفصال فسوف يترتب عليه أشياء اخرى خطيرة. ودعا الى ان يشعر المواطن الجنوبي بان العرب ومصر يقفون معه وليسوا ضده وان يكون هناك صندوق فى القمة العربية لتنمية الجنوب الذي يحتاج مشروعات كثيرة للتنمية . وذكر ان مصر اول جهة تم الاتصال بها وتم ارسال وزير الاعلام السودانى الى القاهرة بتفاصيل الاتفاق المذكور مما يؤكد الاهتمام السودانى البالغ بمصر.