رحب مسؤولون في منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان بمسعى الاتحاد الافريقي اشراك مجلس الامن الدولي في الجهود الرامية لاجراء استفتاء لحل النزاع على المنطقة. ووعد الاتحاد الافريقي العام الماضي باجراء استفتاء في اكتوبر 2013 لكنه تخلى عن الاقتراح ولم يشجع بعد ذلك الاستفتاء الاحادي الجانب الذي انتهى الثلاثاء فيما يقول بعض المحللين إن نتيجة الاستفتاء قد تشعل فتيل العنف. وشارك آلاف السكان في المنطقة في الاستفتاء الذي استمر ثلاثة ايام ولن تكون نتيجته ملزمة لكنه سيوضح ما اذا كانت ابيي تريد الانضمام إلى السودان او جنوب السودان. ومن المتوقع اعلان نتيجة الاستفتاء -الذي سجلت فيه مشاركة 65 ألف شخص- في الحادي والثلاثين من اكتوبر الجاري. والتصويت المتوقع بالاجماع من جانب ابناء قبيلة الدينكا نقوك المنتمين لجنوب السودان قد يغضب البدو المدججين بالسلاح من ابناء قبائل المسيرية المؤيدين للسودان الذين يرعون ماشيتهم في المنطقة. وتركت مسألة السيادة على منطقة ابيي بلا حل عندما اعلن الجنوب الاستقلال عن السودان في 2011 وتعرقل استفتاء رسمي طال انتظاره حول مصير المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. وشجع ذلك مبادرة الاستفتاء المحلي غير الرسمي. وقال القاضي دينق بيونق رئيس الشؤون القانونية بلجنة استفتاء ابيي إن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها الاتحاد الافريقي مجلس الامن الدولي للانخراط في جهود حل القضية. وقال «اذا تبنى مجلس الامن الدولي الاقتراح فسيتعين على الاممالمتحدة تنفيذه تلقائيا.» وللامم المتحدة قوة حفظ سلام معظمها من أثيوبيا قوامها خمسة الاف جندي نشرت لمراقبة التوتر بين البدو والسكان في المنطقة ذات الاحتياطيات النفطية المحدودة والتي شهدت عدة اشتباكات بين القوات السودانية وقوات جنوب السودان. والقى مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي مطلع الاسبوع باللوم على السودان لمنعه من زيارة المنطقة قبل الاستفتاء وطلب من السودان «الكف عن عرقلة عمله وتقديم التعاون الكامل لدعم جهود الاتحاد الافريقي لادارة وحل الوضع في ابيي.» وقال الاتحاد الافريقي أنه سيزور ابيي في الخامس والسادس من نوفمبر المقبل . وكانت لجنة الاتحاد الافريقي المكلفة بالوساطة بين السودان وجنوب السودان اقترحت في سبتمبر 2012 اجراء استفتاء في اكتوبر 2013 لحسم الوضع النهائي لمنطقة ابيي وقالت انه بينما يدعم جنوب السودان هذا المقترح يعارضه السودان بقوة. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية ابو بكر الصديق قال «نحن في السودان ملتزمون بتقديم الدعم والاحترام لكل مؤسسات الاتحاد الافريقي بما فيها مجلس الأمن والسلم الافريقي.» ورفض الاتهامات بان الخرطوم منعت مسؤولي الاتحاد الافريقي من زيارة المنطقة النائية. وقال «السودان يرحب بزيارة مجلس السلم الافريقي لأبيي الاسبوع المقبل.»