تحول الصيف الذي طال انتظاره إلى كابوس لعشرات الآلاف من المصطافين الروس في منتجعات ريفيرا البحر الاسود. فقد تسببت الامطار الغزيرة في اجتياح الفيضانات للقرى ومواقع المعسكرات وجرفت في طريقها عشرات الاشخاص بخيامهم وسياراتهم إلى البحر. وهبت الاعاصير على الخط الساحلي الذي يفصل بين منتجعي نوفوروسيسك وسوتشي الشهير. وقد تقطعت السبل بنحو 25 ألف شخص من ركاب القطارات حيث قبعت القطارات التي تقلهم في المحطات لعدة أيام بينما زال كل أثر لقضبان السكك الحديدية. لكنهم سعداء الحظ بالرغم من ذلك. فقد لقي 34 شخصا على الاقل مصرعهم حتى الآن اثر الفيضانات ومازالت فرق الانقاذ تحاول العثور على عديد من الاشخاص تم الابلاغ عن فقدهم بما فيهم مجموعة من 22 طفلا من سان بطرسبرج اختفت الخيام التي كانوا يعسكرون بها. وأصبح الشريط الساحلي للبحر الاسود الذي يتم تصويره غالبا كمقصد لهواة الاستجمام لما يضمه من أشجار نخيل وأماكن للتنزه مثل أرض معركة. فتنتشر على الشاطئ الاكواخ المهدمة والسيارات المدمرة وجذوع الاشجار المقتلعة. ويبحث الاشخاص عن أي إشارات من الاقارب والاصدقاء المفقودين. وقد وجد فاليري فيلين الذي يقطن في نوفوروسيسك السيارة التي كانت تقودها زوجته عندما ضربت الفيضانات المفاجئة المنطقة، وكان سقفها محطما بسبب سقوط جذع شجرة عليه. وقال فيلين لشبكة أر.تي.أر التلفزيونية لقد ذهبت إلى كل المستشفيات لكني لم أجدها. وتماثل الصور من نوفوروسيسك التي يقطنها نحو 200 ألف شخص تلك الصور التي تنقلها التقارير الاعلامية عن أضرار الرياح والامطار الموسمية في الهند. فقد دمرت المياه المنازل والجسور والشوارع وقضبان السكك الحديدية. ويبحث رجل آخر وهو فلاديمير ديانوف عن أولاده الاربعة. ويقول لعدسات المصورين أملا في أن يساعده أحد ما إيجور وايرينا وستاس وداشا تتراوح أعمارهم من ست أعوام إلى 13 عاما. وكانت زوجته قد أوقفت سيارة خلال هطول الامطار وحاولت الوصول بعائلتها إلى مكان آمن. ومنذ ذلك الحين لم تصله أخبار عنهم لكنه يصلي من أجل أن يكونوا في أحد الملاجئ التي أنشأتها السلطات المحلية. وتقول ناتاليا فيودوروفا بلهجة ساخرة مريرة لا ينقصنا الآن سوى زلزال. وتغادر ناتاليا الشابة مدينة اورالز في يكاتيرينبورج المنطقة بأسرها على متن حافلة وهي خائرة القوى. وكانت قد سافرت على متن قطار روسي مزدحم لمدة ثلاثة أيام للاستمتاع بعطلتها الصيفية. وقالت إن الشيء المهم هو أننا مازلنا أحياء. وبالنسبة لسكان المنطقة، جاءت الكارثة الطبيعية التي ألمت بالمنطقة منذ عدة أيام كضربة من المحتمل أن تكون قاصمة لصناعة السياحة المحلية التي توفر متعة واسترخاء المنتجعات الاجنبية دون مضايقات الطيران وتأشيرات الدخول وحاجز اللغة. ومن المتوقع أن يشهد العام القادم ازدهار الاماكن السياحية في تركياوبلغاريا وأسبانيا حيث سيتوجه الروس إلى هذه البلدان بأعداد كبيرة. وتهطل الأمطار بغزارة وبهب العواصف العاتية على منطقة شاسعة من أوروبا تمتد من ألمانيا إلى روسيا وقد تسببت في فيضانات ومقتل 37 شخصا وحدوث خسائر في الممتلكات. وأجبر هطول الامطار الغزيرة وارتفاع مناسيب المياه ثلاثة آلاف شخص على إخلاء منازلهم في شرق أوكرانيا فيما تسببت مياه الفيضانات بجمهورية التشيك في وفاة شخصين ووقوع أضرار مادية فادحة. وغمرت المياه بمنسوب يزيد ارتفاعه على متر الطرق المنخفضة والادوار الارضية في العاصمة التشيكية براغ والمرافئ التي عادة ما تكون مزدحمة بالقوارب والسائحين لكن متحدثا باسم بلدية المدينة ذكر أن منسوب المياه بلغ ذروته في الصباح وأن خطر وقوع أضرار مادية يتراجع. وتنحسر مناسيب المياه في الانهار بمدن سيسك بوديوفيتش وبيسك وبلزن حيث لقي شخصان مصرعهما. كما وقعت أضرار في قرى ومزارع منتشرة على طول أنهار مالس وفلتافا وأولافا وبلانيتش. وأخذت تجمعات سكانية شمالي براغ تستعد لمواجهة متاعب في عطلة نهاية الاسبوع مع وصول فيضان نهر فلتافا. وحذر خبراء الارصاد الجوية من هطول المزيد من الامطار الاسبوع القادم يمكن أن يؤدي إلى موجة أخرى من الفيضانات في الجنوب. وفي رومانيا ذكر أن شخصا لقي حتفه. وذكر موقع نوفينيت للانباء على شبكة الانترنت أن بلغاريا شكلت لجانا من الدفاع المدني لتقييم الاضرار الناجمة عن أمطار موسمية وعواصف في مناطق عديدة وجمعت أموالا لتقديم مساعدات إغاثة طارئة. ومن بين المدن البلغارية التي أضيرت بشدة الاسبوع الحال جابروفو، وبليفين، ولوفيتش، ورازجراد، وسومين، وفيليكو تورنوفو في الشمال ومدينتا يامبول ، وباسارديتش في الجنوب. وفي النمسا، يقوم سبعة آلاف عامل من بينهم مئات الجنود برفع الاوحال التي خلفتها مياه الفيضانات في مناطق عديدة بالبلاد. وتم إجلاء 70 شخصا في إيطاليا عندما تسبب البرق أثناء عاصفة رعدية في انفجار أنبوبة غاز منزلية. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وفي ألمانيا أفادت الانباء بأن مستويات الامطار كانت فوق معدلاتها الطبيعية للموسم الحالي.