بوزن يليق بوزن الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم وبحجم سفارتها في مصر، صدر كتاب "هذا هو الإسلام في أمريكا" عن السفارة الأمريكيةبالقاهرة. نقول "كتاب"تجاوزاً، حيث ان الإصدار لا يعدو كونه تجميعاً يكاد يكون شاملاً لكل ما كتب عن الإسلام خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو بالتالي جهد دبلوماسي صرف قام به على ما يبدو موظفو السفارة بالقاهرة، حيث يخلو من أي لمسة تحليل، هو باختصار توليف لكتاب وليس تأليفاً له. وكمقدمة غير تقليدية تصدرت كلمة السفير الأمريكي ديفيد وولشن الكتاب والتي قيلت أواخر يناير الماضي بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة والتي يؤكد فيها الفصل بين الإسلام والإرهاب. هكذا يعيشون وتحت عنوان رسائل من الرئيس يورد الكتاب عدداً من العبارات الإيجابية التي وصف بها الرئيس الأمريكي جورج بوش الإسلام. أما ما يمكن أن نعتبره الفصل الأول فهو الذي يحمل عنوان "هكذا يعيش المسلمون في أمريكا" والذي يؤكد أن الإسلام هو أسرع الأديان نمواً في الولاياتالمتحدة مشيراً إلى وجود نحو 1209 مساجد أنشئ 60% منها خلال السنوات العشرين الأخيرة وتمثل نسبة ما بين 17- 30% من المسلمين الأمريكيين "المهتدين الجدد". ويسرد الكتاب تحت عنوان حقائق إحصائية عدداً من الأرقام المهمة، فهناك مليونا مسلم يؤمون المساجد، يمثل العرب ربعهم تقريباً, وهم بذلك يأتون في المرتبة الثالثة بعد الأفارقة الأمريكيين والجنوب آسيويين ويمثل المهتدون الجدد نسبة 30% من المصلين بالمساجد، وفيما يتعلق بالمساجد نفسها فإن أكثر من 90% منها تلتزم بتعاليم الإسلام. ويفسح الكتاب مساحة كبيرة للمسلمين الأمريكيين الذين أدلوا بأحاديث إيجابية لصالح المجتمع الأمريكي في العديد من الصحف أو القنوات التلفزيونية. ويبرز الكتاب في صفحتين حدث قيام أمريكي من اصل سعودي بإنتاج اللحم وفقاً للشريعة الإسلامية في ولاية نورث داكوتا في شمال الولاياتالمتحدة المتحدة وبيعه هناك وتصديره للشرق الأوسط وليس هذا هو النشاط الإسلامي الوحيد الذي تبرزه بل تورد إلي جانبه حدث وصول شركة قروض عقارية أمريكية في شراكة مع شركة تمويل إسلامية.كما ركز الكتاب في أحد أجزائه على احدث إصدار مجلة أمريكية نسائية اسمها "عزيزة" والتي ترفع شعار صوت المرأة المعاصرة، وتؤكد طيبة تايلر ناشرة المجلة ورئيسة تحريرها أن أمريكا مترعة بالصور النمطية السلبية عن الإسلام الأمر الذي ينعكس على المسلمات بصورة أشد وأنكى، حيث ظل تعريف هوية المرأة المسلمة عبر التاريخ رهن إشارة الرجل المسلم المسيطر والمستبد، ومن هنا يكمن وقوف المرأة المسلمة لكي تقول " أنا أعرف نفسي بنفسي وهذه هي حقيقتي دون زيف أو بهرجة". المساجد وفيما يشبه الباب، يأتي عنوان كبير هو " المساجد في أمريكا" حيث يبدأ بمقال مأخوذ عن موسوعة "الدين الأمريكي المعاصر" والذي جاء فيه: في الولاياتالمتحدة وعكس المجتمعات الإسلامية القديمة العهد، تقام غالبية المساجد في أبنية شيدت أساساً لأغراض أخرى، وهكذا فقد حولنا عدداً من الكنائس المهجورة والمحافل الماسونية ومراكز إطفاء الحرائق وبيوت الجنائز والمسارح والمساكن الخاصة الى مساجد وأظهرت عملية مسح جرت عام 1998 أن من بين ألفي مسجد لم يصل عدد المساجد التي بنيت خصيصاً لهذا الغرض إلى أكثر من مائة. وفي فصل آخر من الكتاب يتناول مؤلفوه بداية الإسلام في أمريكا ونموه من خلال حوار مع ايفون حداد أستاذة التاريخ الإسلامي في جامعة ماساتشوستس أجرته معها إحدى المجلات الأمريكية.ويعقب ذلك مباشرة فصل عن الاحتفالات بأعياد الفطر المبارك والأضحى وحلول رمضان، ومشاركة المسئولين الأمريكيين للمسلمين هناك ودعوة الرئيس الأمريكي ل 53 سفيراً مسلماً لحفل إفطار رمضاني وتأكيده على القيم المشتركة بين الإسلام وأمريكا.أما في فصل الرد على الإرهاب فيتصدر الفصل عنوان "احتمال مقتل كثير من العرب والمسلمين في الهجومين على مركز التجارة العالمي" ويليها قيام الجمعيات الإسلامية بشجب الهجمات ودعوة المسلمين للتبرع بالدم لمساعدة المصابين. ولا ينسى الكتاب فصلاُ بعنوان الأمريكيون يتضامنون معاً يؤكد فيه على عدد من الأحداث منها قيام أمريكيين من مختلف الأديان بأداء صلاة مشتركة رداً على الإرهاب ودعوة بوش الى ضرورة معاملة العرب والمسلمين باحترام وزيارته المراكز الإسلامية المختلفة ثم تتابع عناوينه من نوعية "زعيم جالية إسلامية يندد بالإرهاب"داعية إسلامي يثني على جهود الولاياتالمتحدة في رعاية المسلمين بها، وفوز العديد من الأمريكيين العرب بمقاعد محلية. علاقات وطيدة وأبرز الكتاب مقابلة أجرتها قناة أبو ظبي مع بلو مفيلد مساعد وزير الخارجية للشئون السياسية والعسكرية أكد خلالها أن أمريكا والمملكة العربية السعودية صديقتان وشريكتان منذ زمن طويل على جميع المستويات مؤكداً أن حملة الهجوم الإعلامي على المملكة لا تؤثر على علاقات الدولتين. وأشار الكتاب إلى احتفاء نيويورك ببطولة أمريكي مسلم من أصل باكستاني ساعد في جهود الإنقاذ بمركز التجارة العالمي. ورغم أن الكتاب صدر باللغتين العربية والإنجليزية معاً إلا أنه كرر عدداً من الموضوعات في فصوله المختلفة الأمر الذي ضاعف من حجمه في طباعة غير فاخرة!! @ الكتاب: هذا هو الإسلام في أمريكا @ المؤلف: مجموعة من الكتاب @ الناشر: الخارجية الأمريكية (سفارة أمريكابالقاهرة)