تظاهر مئات من النشطاء اليساريين خارج سفارة الولاياتالمتحدة في العاصمة الفلبينية امس الجمعة على الرغم من حظر المظاهرات قبيل زيارة وزير الخارجية الامريكي كولين باول. وقد ثار التوتر حيث أوقف رجال شرطة الشغب المسلحين بالهراوات المتظاهرين، ومنعوهم من الاقتراب من مدخل السفارة غير أنه لم ترد تقارير على الفور عن وقوع عمليات اعتقال. وكانت الرئيسة جلوريا ماكاباجال أرويو قد تخلت الاسبوع الماضي عن سياسة التسامح لاقصى حد في التعامل مع المتظاهرين، وحظرت إقامة مظاهرات دون تصريح في أعقاب اشتباكات وقعت مؤخرا بين رجال الشرطة ومتظاهرين. وحذرت سلطات الشرطة من أنها سوف تعتقل أي شخص يتحدى الاوامر، وأقسمت ببناء معتقل أكبر ليوضع به من سيلقى القبض عليهم. واعترف عضو الكونجرس الفلبيني ساتور أوكامبو الذي قاد المظاهرات عند السفارة الامريكية بأن المتظاهرين لم يحصلوا على تصريح للقيام بمسيرتهم. وبينما هتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وحملوا لافتات تطلب من الامريكيين الخروج من بلادهم، قال أوكامبو إننا نؤكد على حقنا في حرية التجمع التي يكفلها لنا دستورنا. وقد شجب المتظاهرون التعاون العسكري المتزايد بين الفلبينوالولاياتالمتحدة في إطار الحرب الدولية ضد الارهاب، وكذلك خطط إجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة في الفلبين. وقال أوكامبو .. يتم جر الفلبين لحرب الولاياتالمتحدة ضد الارهاب، وهي ليست حربنا. يذكر أن أرويو أكدت في الماضي أن الحرب على الارهاب حيوية لضمان الامن في بلادها، خاصة في منطقة مينداناو الجنوبية حيث ينشط المتمردون من جماعة أبو سياف الذين أشير لصلات تربطهم بتنظيم القاعدة، وغيرهم من المتمردين. وقد أنهت القوات الامريكية لتوها تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الفلبينية لمكافحة الارهاب مدتها ستة أشهر في إقليم باسيلان الجنوبي الذي يعتبر معقلا لجماعة أبو سياف، حيث ساعد الجانب الامريكي القوات الفلبينية على محاربة المتمردين وبناء بنية تحتية لتعزيز الحملة على الارهاب في المنطقة. ومن المخطط أن يصل باول في وقت لاحق إلى الفلبين في أخر محطة له في جولته في جنوب شرق آسيا التي يزور خلالها ست دول. ومن المنتظر أن يناقش باول خلال زيارته إجراء تدريبات مشتركة أخرى بين القوات الفلبينيةوالامريكية والتوصل لاتفاق لوجيستي حذر معارضوه من أنه قد يؤدي لاعادة إرساء قواعد أمريكية دائمة في الفلبين. يذكر أن الفلبين كانت مقرا لقاعدتين عسكريتين أمريكيتين لعقود عديدة حتى عام 1991 عندما صوت مجلس الشيوخ الفلبيني بعدم تجديد عقد الاستئجار. ومنذ ذلك الحين يتخوف الفلبينيون من أي تحرك قد يسمح بعودة المنشآت العسكرية الامريكية في بلادهم.